ما هي أهم السمات التي يتمتع بها الغزل الصريح في العصر العباسي؟

اقرأ في هذا المقال


انتشر الغزل الصريح بشكل كبير جداً وهذا في العصر العباسي، كما ويُسمى الغزل الصريح أيضاً بشعر المجون، حيث نجد أنَّ لهذا النوع من الشعر العديد من الأنواع التي تندرج أسفله، ولعل هذه الأنواع هي:” الغزل بالمؤنث، الغزل بالمذكر، الغزل بالغلاميات، الغزل الديري”، وأنَّ هذا النوع من الشعر قد تبناه العديد من الشعراء وهم:” أبو النواس، بشار بن برد، مطيع بن إياس”، حيث يعود السبب في الانتشار أو الشيوع هذا الغزل إلى جانب الغزل العذري إلى العديد من الأمور لعلَّ أهمها على النحو الآتي:

  • التأثر كثيراً وهذا في البيئات أو تلك المجتمعات المحيطة: حيث أنَّ المجتمع العبَّاسي ثد ورث العديد من العادات إلى جانب التقاليد المختلفة وهاذا من المجتمع الفارسي، وهذا فيما يخص اللهو والمجون كذلك، حيث نجد أنَّه قد كثُرت فيه الديانات المختلفة وهذا من المجوس وغير المجوس، كما وأنَّ الزنادقة والملحدين كانوا متواجدين بكثرة آنذاك، وهم الأفراد الذي كانوا لا يأبهون لدين، حيث نجد أنَّهم كانوا يطلقون العنان لذواتهم وهذا من خلال ارتكاب كافة أشكال وأنواع الآثام المختلفة والمتعددة.
  • الإدمان على الخمور: حيث نجد أنَّ الشعب العباسي كان متأثراً بدرجة كبيرة وهذا بالفرس كثيراً، حيث نجد أنَّهم كانوا يُكثرون من شرب الخمر، وهذا إلى حد السكر أو الثمالة، كما ونجد أنَّهم قد تمتعوا بدرجة كبيرة من الحُريّة بشكل مُطلق وبشكل أيضاً من خلاله يتناسون الشريعة الإسلامية، والتي قد حرَّمت هذا ونهت عنه كذلك.

كما ويعتبر شرب الخمر من بين الأسباب المهمة التي أدت في النهاية إلى سير البعض من الأشخاص نحو اللهو إلى جانب العبث والمجون والقيام بالأعمال الإباحية المختلفة، بالطريقة والأسلوب الذي تمكَّن من خلاله الشعر من الجرأة لأول مرة وهذا من أجل التحدث أو التكلم بالغزل الصريح والواضح الذي يتعارض تماماً مع كافة أشكال وأنواع الأخلاق النبيلة التي تعتبر ذات قيمة كبيرة وهذا عند العرب.

  • شيوع ظاهرة العمل على بيع الجواري والقيان: حيث نجد أنَّ الشعب والأفراد العباسيين كانوا يعملون على شراء الجواري والقيان، والقيان هم” المغنيات” ذات الجنسيات المختلفة والمتنوعة، وهذا بشكل كبير جداً والذين كُنَّ يتمتعن بالفنون التي تعمل على إغواء الآخرين من الشعراء، وهذا الأمر أدى في النهاية إلى زيادة كل من الفساد وانشار الفتن على حدٍ سواء، وهذا الأمر في النهاية كان له الدور الكبير فيما يخص ظهور وانتشار وذيوع الغزل الصريح.

ما هي أهم السمات والمميزات التي يتمتع بها الغزل الصريح في الشعر العربي

هنالك العديد من المميزات والسمات التي يتمتع بها الغزل الصريح وهذا في الشعر العربي، حيث نجد أنَّ الغزل الصريح هو ذلك الغزل المغاير تماماً للغزل العذري، حيث أنَّ الغزل الصريح هو بمثابة التعبير وهذا عن المحاسن التي تتوافر في المحبوبة أو المعشوقة، كما ويكثر فيه وصف الشاعر للصفات التي تملكها المحبوبة وهذا كالطول والشعر والخدود والعنق والعيون والوجه وغيرها، ومن جهة أخرى قد يصف الشاعر الملابس الخاصة بالمعشوقة، أو تلك الإكسسوارات التي ترتديها وتتزين بها، أو العمل على وصف المكان الذي تسكن فيه.

كما ونجد أنَّ التعبير في هذا النوع من الشعر يتم من خلال الأسلوب أو الطريقة المُباشرة، كما ويجدر بالذكر أنَّ الشعراء الذين كتبوا بغرض الغزل ذو الطابعين الإباحي والحسي، يمتلكون الأشعار ذات الطابع الغزلي العفيف والتي يظهر بأنَّها تحمل تلك الشاعرية التي تتمتع بالصدق وهذا بقدر ما لديهم من إباحيات إلى جانب التبذل، كما ونتطرق إلى الحديث عن أهم السمات والخصائص والمميزات التي يتمتع بها الغزل الصريح، وهي على النحو الآتي:

  • يعتبر الغزل ذو الطابع الصريح أكثر عفَّة وحدَّة وهذا من الغزل ذو الطابع العفيف، ويعود السبب في هذا إلى الكثرة التي تتعلق بدور النخاسة، إلى جانب امتلائها بالمغنيات ذوات الأصول الأجنبية، وهذا من مختلف الجنسيات المتنوعة.
  • إزالة ثوب الحشمة وهذا عن القصيدة الشعرية، حيث نجد أنَّ الغزل لديهم يعمل على وصف المحاسن التي تمتلكها المرأة وهذا بالطريقة الحسية.
  • نجد أنَّ هذا الشعر يعمل على وصف الجسد وهذا بطريقة خالية تماماً من العاطفة، وهذا في حالة واحدة وهي الأمر الذي يفرضه الشكل ذو الطابع العام الذي يتعلق بالقصيدة الشعرية.
  • وعلى الرغم من هذا إلّا أنَّ الشعر ذو الطابع الحسي لم يصل إلى درجة يجعله محظور بشكل كامل، حيث أنَّ الشعراء تمكنوا من المحافظة على كل من المجاز والرمز كذلك على حدٍ سواء.

المصدر: فنون الشعر العربي، الدكتور عمر فاروق الطباع، 2020.الشعر العربي المعاصر: تطوره وأعلامه 1875-1940 - صفحة 142، أنور جندي، 1963.فلسفة الإيقاع في الشعر العربي - صفحة 113، علوي الهاشمي، 2006.في رياض الشعر العربي - صفحة 294، عمر صبّاح، 1992.


شارك المقالة: