المتحف الوطني بدمشق

اقرأ في هذا المقال


ما لا تعرفه عن المتحف الوطني بدمشق:

هو متحف يقع في قلب دمشق في سوريا، بصفته المتحف الوطني للبلاد بالإضافة إلى أنه أكبر متاحفها، يغطي هذا المتحف النطاق الكامل للتاريخ السوري على مدى أكثر من 11 ألف عام، كما أنه يعرض العديد من القطع الأثرية الهامة والآثار والاكتشافات الرئيسية، أبرزها ماري وإيبلا وأوغاريت، كما يوجد فيه ثلاثة من أهم المواقع الأثرية القديمة في سوريا.

إلى جانب ذلك فقد تأسس المتحف عام “1919” للميلاد، وذلك في عهد المملكة العربية السورية للملك فيصل، وهو أقدم مؤسسة تراث ثقافي في سوريا.

نبذة عن المتحف الوطني بدمشق:

من بين المعالم البارزة في المتحف كنيسه دورا أوروبوس، وهي الكنيسه التي أعيد بناؤها، حيث يعود تاريخها إلى “245” بعد الميلاد، كما تم نقله قطعة قطعة إلى دمشق وذلك في ثلاثينيات القرن الماضي، كما أنه يشتهر بالرسومات الجدارية واللوحات النابضة بالحياة والمحافظة عليها، وكذلك المنحوتات والمنسوجات من وسط تدمر، وتماثيل آلهة النصر اليونانية من جنوب سوريا.

كما يضم المتحف أكثر من 5000 لوح مسماري، من بينهم أول أبجدية معروفة في التاريخ، مكتوبة على لوح من الطين وتسمى  الأبجدية الأوغاريتية، إلى جانب ذلك فقد تم تزيين المتحف بجداريات القرن الثاني والمقابر المتقنة وأسد اللات الذي تم ترميمه مؤخرًا، والذي كان في الأصل يحرس المتحف الوطني في تدمر، ولكن تم نقله إلى دمشق لحمايته.

أغلق المتحف أبوابه مؤقتًا في عام “2012” للميلاد؛ وذلك بعدما اجتاحت الحرب الأهلية السورية دمشق وهددت آثارها الثقافية الغنية، وسرعان ما أفرغت سلطات المتحف أكثر من 300 ألف قطعة أثرية وأخفتها في أماكن سرية؛ لحماية التراث الثقافي السوري من الدمار والنهب، وبعد ست سنوات، أعاد المتحف افتتاح أربعة من أجنحته الخمسة، وذلك في التاسع والعشرين من شهر أكتوبر لعام “2018” للميلاد.

موقع المتحف الوطني بدمشق:

يقع المتحف الوطني في دمشق غرب المدينة السورية بين جامعة دمشق ومجمع مسجد التكية في شارع شكري القوتلي.

تاريخ المتحف الوطني بدمشق:

تم تأسيس المتحف عام “1919” للميلاد، وذلك تحت إشراف وزارة التربية والتعليم السورية في مدرسة العديلية، كما أنه كان يضم مجموعة أصغر حتى تم نقله إلى موقعه الحالي، أما المبنى الحالي فقد تم بناؤه في عام “1936” بجوار مسجد تكية السليمانية، وعلى الواجهة تظهر الجدران الأمامية للقصر الأموي بقصر الحير الغربي، والذي أزيل من موقعه في الصحراء السورية.

إلى جانب ذلك فقد أضاف اكتشاف قصر الحير الغربي اهتماماً جديداً إلى مقتنيات العصر الإسلامي، وقررت مديرية الآثار دمج شظايا القصر في المتحف، حيث تم نقل الواجهة الأمامية للقصر إلى دمشق، قبل إعادة بنائها بعناية لتكون المدخل الرئيسي للمتحف الوطني، إذ استغرقت العملية عدة سنوات، وبعدها تم الاحتفال بالافتتاح الرسمي في عام “1950” للميلاد.

وبمرور الوقت، تمت إضافة قاعات وأجنحة جديدة إلى المتحف مع نمو مجموعته في عام “1953”، حيث أضيف جناح من ثلاثة طوابق لعرض المزيد من المعروضات من الفترة الإسلامية، وكذلك الفن السوري المعاصر في عام 1963، كما تم إضافة قاعة محاضرات ومكتبة جديدة، إلى جانب أنه تم تأثيث قاعة المحاضرات هذه كقاعة استقبال دمشقية تعود إلى القرن التاسع عشر، وهي مزخرفة ببذخ تتشابه مع معظم القصور الدمشقية في ذلك الوقت.

كذلك تم إجراء إضافات لاحقة في عام “1974” للميلاد لإيواء المعروضات من العصر الحجري القديم، إلى جانب أنه تم إضافة تعديلات في عام “2004”، وذلك بالتحديد عندما أعيد تصميم جناح المعرض المؤقت لعرض آثار العصر الحجري الحديث.

المعارض في المتحف الوطني بدمشق:

بعض المعروضات الفريدة من نوعها في المتحف هي اللوحات الجدارية التي تم ترميمها في كنيس دورا أوروبوس من القرن الثالث الميلادي، ومبنى يارهاي من تدمر، والذي يرجع تاريخه إلى عام 108 ميلادي، إلى جانب الواجهة واللوحات الجدارية من العصر الأموي في قصر الحير الغربي، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن، إذ أنها تقع على بعد 80 كم جنوب تدمر.

كذلك يمكن العثور على العديد من القطع الأثرية التاريخية الهامة الأخرى في أجنحة مختلفة مثل: الأبجدية الأولى في العالم من أوغاريت والعديد من فسيفساء العصر الروماني، إلى جانب ذلك فقد تم تنظيم المعروضات في 5 أجنحة على النحو التالي:

1_ عصر ما قبل التاريخ: بقايا وهياكل عظمية من فترات مختلفة من العصر الحجري، وأبرزها العصر الحجري الحديث، بالإضافة إلى أشياء واكتشافات اكتشفت في حوض نهر العاصي والفرات وتل رماد في جنوب غرب سوريا.

2_ سوريا قديماً: من بين المعروضات الأخرى، هناك ألواح وأختام اسطوانية وتمائم من مواقع قديمة مثل إيبلا وماري وأوغاريت ومنحوتات من تلحلف، وأهم هذه الألواح هو لوح مسماري أوغاريت الذي يعرض أقدم الأبجدية الموجودة في العالم.

3_ العصر اليوناني والروماني: يحتوي هذا الجناح على العديد من القطع الأثرية السورية الكلاسيكية، التي تشمل المعروضات والمنحوتات والتوابيت الرخامية والحجرية والفسيفساء والمجوهرات والعملات المعدنية من العصور السلوقية والرومانية والبيزنطية، وقد تكون النتائج مأخوذة من مواقع مثل تدمر، دورا أوروبوس، جبل الدروز، وأكثر من ذلك، ومن أبرزها العديد من المخطوطات والمجوهرات الجميلة من العصر البيزنطي، بالإضافة إلى الأعمال الحجرية والمنسوجات الحريرية والقطنية من تدمر، التي تكون محفوظة برمال الصحراء.

ومن بين أهم المعروضات من العصر الكلاسيكي قبر بالميرين الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث تحت الأرض، والذي يعتبر أحد أفضل الأمثلة على الفن الجنائزي بالميرين، حيث تم العثور على الهايوجيوم في الأصل في وادي المقابر في تدمر، وبعد التنقيب انتقل إلى المتحف في عام 1935، وكذلك تم العثور على الهايوجيوم، الذي يعود تاريخه إلى عام 108 بعد الميلاد، وفي الجزء السفلي من المتحف، فإنه يمكن الوصول إليه بعد صعود الدرج من الغرفة 15، كما يوجد هناك أيضًا العديد من قطع النقوش الجنائزية بالميرين الموجودة في المتحف، والتي تم العثور عليها في قاعة تدمر.

4_ العصر الاسلامي: تم نقل وإعادة بناء واجهة قصر إسلامي ليكون المدخل الرئيسي للمتحف، إذ يوجد أيضًا بعض محتويات القصر في المتحف، بما في ذلك المنحوتات، كما تحتوي على العديد من المعروضات المصنوعة من الزجاج والمعادن، وكذلك العملات المعدنية، ومن فترات مختلفة من تاريخ الفن الإسلامي، هناك أيضًا كتب مقدسة تتراوح من العصر الأموي إلى العصر العثماني، كما يوجد أيضًا قاعة تحتوي على نموذج لمنزل دمشقي تقليدي تم الحصول عليه من منزل يعود إلى القرن الثامن عشر في مدينة دمشق القديمة.

5_ الفن المعاصر: يحتوي هذا الجناح على أعمال معاصرة لفنانين من سوريا والعالم العربي وبلدان أخرى.

المصدر: علم المتاحف ونشأته وفروعه وأثره- د محمد جمال راشدبشير زهدي-كتاب المتاحفعبد الفتاح مصطفى غنيمة-كتاب المتاحف والمعارض والقصور.تحميل كتاب مدرسة المتاحف ، مدخل إلى نظام التعلم الناشط الدكتور عبد العظيم كريمي


شارك المقالة: