ضريح فلاديمير لينين الأثري في روسيا

اقرأ في هذا المقال


“Mausoleum of Vladimir Lenin” ويعتبر أحد أكثر المعالم السياحية رعباً في الميدان الأحمر في روسيا والأكثر شهرةً، حيث يجلب الضريح أعداداً هائلة من الزوار، للتعرف على هذه الشخصية الروسية العظيمة.

ما لا تعرفه عن ضريح فلاديمير لينين

أحاطت عبادة الشخصية بفلاديمير لينين، الذي تطور عملياً إلى دين جديد للبروليتاريا، وعندما مرض لينين مرضاً خطيراً في عام 1922، تم تكثيف الجهود لترسيخ الصورة الأسطورية لأبي ثورة أكتوبر، وتم تقديم مصطلح جديد وهو؛ “اللينينية” في عام 1923؛ لوضع لينين في مركز الأيديولوجية السوفيتية.

توفي فلاديمير لينين في 21 يناير 1924، وبدأ الحداد على مستوى البلاد على الفور، حيث تم تحنيط جسده مؤقتاً قبل جنازته في 27 يناير، حتى يتمكن الناس من التعبير عن احترامهم، وعلى الرغم من أن لينين أراد أن يُدفن، تلقت الحكومة السوفيتية 10000 برقية تتوسل فيها للحفاظ على جسده للأجيال القادمة، تقريباً كذخيرةٍ لمرافقة صورته شبه الدينية، حيث كان تحنيط جسد لينين إرادة خلفائه أيضاً، إن الوجود المادي للينين في قلب الاتحاد السوفييتي سيمثل أبدية القوة السوفيتية، وحتى انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث سمحت التعديلات في المذاهب اللينينية للقادة السوفييت بتبرير قراراتهم وإدانة أولئك الذين عارضوها، وتم وضع جثة لينين في الضريح في وقتٍ لاحق من ذلك العام.

شيد أليكسي شوشوف الضريح الأول ليوم جنازة لينين، على شكل مكعب خشبي متوج بهرم من ثلاث طبقات، حيث تم بناء النسخة الثانية في ربيع عام 1924، وأضيف تابوت صممه كونستانتين ميلنيكوف، كما تم بناء الضريح الثالث والأخير، الذي شيده “Shushchev” بين عامي 1929 و 1930، من الخرسانة بجدرانٍ من الطوب، وواجهة من الجرانيت ومزينةً باللاَبرادوريت والرخام وكوارتزيت التوت.

تاريخ ضريح فلاديمير لينين

مع اندلاع الحرب الوطنية العظمى في يوليو 1941، تم نقل جثة لينين إلى تيومين في سيبيريا، وتم إخفاء الضريح في هيئة قصر لحمايته من القاذفات الألمانية، ومنذ عام 1945 حتى عام 1995، استخدم أعضاء الحكومة السوفيتية ضريح لينين كمرحلة لمراقبة موكب يوم النصر التاسع من مايو في الساحة الحمراء، وبعد وفاته في عام 1953، تم دفن ستالين في الضريح الذي أعيدت تسميته إلى “ضريح لينين وستالين”، وتمت إزالة جسده في عام 1961 كجزءٍ من عملية “Destalinisation”، ووضعها في مقبرة جدار الكرملين.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، لم تعد صورة لينين كرمز قانوني للبلاد موجودة، حيث تم قطع تمويل الضريح وإلغاء وظيفة الحرس الفخري الذي كان يقف بجانب القبر، ودارت المناقشات حول ما إذا كان ينبغي نزع جثة لينين وإعادة دفنها، وهو رأي عبر عنه الرئيس بوريس يلتسين وعمدة سانت بطرسبرغ وموسكو، أناتولي سوبتشاك ويوري لوجكوف، ولم يتم تنفيذ ذلك، حيث تم الاعتراف بالميدان الأحمر ومجموعته كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 1990، وظل ضريح لينين معلماً تاريخياً وثقافياً مهماً، على الرغم من التغييرات الأيديولوجية والسياسية التي حدثت.

ويستمر الجدل الخلافي حتى يومنا هذا، ففي عام 2012، أعرب فلاديمير بوتين عن عدم وجود خطة لإزالة لينين من الضريح، ومع ذلك، في أبريل 2017، اقترح عدداً من نواب الدوما على مجلس الدوما إعادة النظر في إعادة دفن لينين ونقل ضريحه، لأن لينين ليس رمزاً لروسيا الحديثة، وفي الوقت نفسه، كشفت دراسة استقصائية أجراها مركز عموم روسيا لدراسة الرأي العام أن 60٪ من الروس وافقوا على إعادة دفن لينين، على الرغم من أن 24٪ منهم اعتقدوا أنه لا ينبغي القيام بذلك إلا بعد موافقة الجيل السوفيتي الأخير.

السياحة في ضريح فلاديمير لينين

يعتبر ضريح فلاديمير لينين أحد أشهر المواقع في الساحة الحمراء في روسيا، حيث يجتذب أكثر من 2.5 مليون زائر سنوياً، ولدخول الضريح، يجب على الزوار التجمع بالقرب من برج نيكولسكايا في الكرملين قبل المرور عبر نقطة التفتيش الأمنية وأجهزة الكشف عن المعادن، حيث يجب تخزين معدات الصور والفيديو والهواتف المحمولة والحقائب الكبيرة والزجاجات في خزانة.

وبعد نزول سلم عريض، ستدخل إلى قاعة الحداد، وهي عبارةً عن مكعب طوله 10×10 متراً مزيناً باللاَبرادوريت والسماقي الأحمر والصمغ الأحمر، حيث يتم الاحتفاظ بالضريح عند درجة حرارة ثابتة تبلغ 16 درجة مئوية، وداخل تابوت زجاجي مضاد للرصاص، كان لينين يرتدي بدلةً داكنة، لا يتوفر للزوار سوى بضع دقائق بالداخل، ويجب أن يتحركوا باستمرار عبر القاعة تحت أعين حراس الضريح، حيث يحتفظ الضريح بجوه المهيب: الكلام وارتداء القبعات، ووضع اليدين في الجيوب ممنوع، وكذلك منع التصوير.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: