ما هي حركات نشوء الجبال وتنامي القارات؟

اقرأ في هذا المقال


حركات نشوء الجبال وتنامي القارات:

يتضمَّن المقترح الأصلي لنظرية حركية الألواح طريقتين لبناء الجبال، الطريقة الأولى هي افتراض تصادم القارات لتفسير تكون المناطق الجبلية مثل جبال الألب والهيمالايا والأورال. والطريقة الثانية التي تعتبر جبال الأنديز نموذجاً لها يكمن محركها التكتوني في غوص القشرة المحيطية. ويعتقد بأن السلاسل الجبلية التي تطوق المحيط الهادي قد تكوَّنت بهذه الطريقة.
وقد برهنت الدراسات الحديثة عن وجود طريقة ثالثة لبناء الجبال، وذلك باقتراح أن الكتل القارية الصغيرة نسبياً تتصادم وتلتحم مع حافة القارات، وإن عمليات التصادم والالتحام هي المسؤولة عن نشأة عدد من المناطق الجبلية التي تلتف حول المحيط. وكما يعتقد الباحثون بأن هذه القطع القارية الصغيرة ربما كانت قارات صغيرة تواجدت قرب القارات الكبيرة قبل التحامها، مثل جزيرة مالاقاش.
وربما كان يوجد الكثير من مثيلاتها مغمورة تحت مستوى سطح البحر ويمثلها في الوقت الحاضر محطات مغمورة ترتفع فوق قاع المحيط الهادي الغربي. ويعرف منها الآن ما يزيد على 100 مسطح محيطي. ومن المعتقد أن هذه المرتفعات كانت أصلاً قطعاً قارية مغمورة، أو أقواساً بركانية أو سلاسل بركانية مغمورة مصاحبة لنشاط البقع الساخنة.
وأكثر الآراء قبولاً في الوقت الحاضر، هو أن الألواح المحيطية عندما تتحرك تنقل معها المسطحات المحيطية أو القارات الصغيرة إلى منطقة الغوص. وهناك يتم كشط الأجزاء العليا للكتل السميكة من اللوح الغائص وتدفع على شكل صفائح قليلة السُمك نسبياً فوق الكتل القارية المجاورة. وتزيد هذه المساحات الإضافية من سعة القارات كما يمكن أن تعلوها كتل أخرى وتزيد في إزاحتها نحو اليابسة باصطدامها بكتل أخرى.
وتنبع أصلاً الفكرة القائلة بأن حركات بناء الجبال تحدث بمصاحبة إضافة قطع من القشرة الأرضية إلى الكتل القارية، من دراسات تناولت الجزء الشمالي من جبال الكورديليرا بأمريكا الشمالية، ومن المناطق الواقعة في حزام بناء الجبال وعلى الأخص منطقة ألاسكا وكولومبيا البريطانية. وأمكن الحصول على أدلة إحاثية ومغناطيسية تشير إلى أن هذه الطبقات قد نشأت قرب خط الاستواء. وزيادة على ذلك فقد كان الفرق كبيراً بين المحتوى الصخري لهذه الطبقات وبين صُخور المساحات المجاورة لها.
ويسود الاعتقاد الآن بأن هذه المناطق الغربية التي توجد في جبال الكورديليرا بشمال الأسكا، قد كانت في يوم ما موزَّعة على امتداد شرقي المحيط الهادي، مثلها في ذلك مثل المرتفعات المحيطية الموزَّعة في الجزء الغربي من هذا المحيط، وخلال المائتي مليون سنة الماضية انتقلت هذه القطع في اتجاه الشاطئ الغربي لأمريكا الشمالية والتحمت به.

المصدر: رضا محمد السيد/المدخل إلى الجغرافيا العامة/2016.جوده حسنين جوده/الجغرافيا الطبيعية/1985.عاشور، محمود محمد/أسس الجغرافيا الطبيعية/1997.


شارك المقالة: