نهر الأردن

اقرأ في هذا المقال


ما هو نهر الأردن؟

إن نهر الأردن هو نهر الأردن العربي، ويقع هذا النهر جنوب غرب آسيا في منطقة الشرق الأوسط، تقع في منخفض هيكلي ولديها أدنى ارتفاع من أي نهر في العالم، ينبع النهر على منحدرات جبل حرمون على الحدود بين سوريا ولبنان، ويتدفق جنوباً عبر شمال إسرائيل إلى بحيرة طبريا (بحيرة طبريا)، تخرج من البحر وتستمر جنوباً وتقسم إسرائيل والضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل إلى الغرب من الأردن إلى الشرق قبل أن تصب في البحر الميت، سطح البحر الميت على ارتفاع حوالي 1410 قدم (430 متر) تحت مستوى سطح البحر في منتصف عام 2010 هو أدنى نقطة على الأرض.

يبلغ طول نهر الأردن أكثر من 223 ميلاً أي (360 كيلو متر)، ولكن نظراً لأن مساره يتعرج فإن المسافة الفعلية بين منبعه والبحر الميت هي أقل من 124 ميلاً (200 كيلو متر)، بعد عام 1948 شكل النهر الحدود بين إسرائيل والأردن من جنوب بحيرة طبريا مباشرة إلى النقطة التي يتدفق فيها نهر يابس من الضفة الشرقية (اليسرى)، لكن منذ عام 1967 عندما احتلت القوات الإسرائيلية الضفة الغربية (أي الأراضي الواقعة على الضفة الغربية للنهر جنوب التقاء نهر اليابيس)، كان الأردن بمثابة خط لوقف إطلاق النار جنوبا حتى البحر الميت.

كما أطلق الإغريق على النهر اسم أولون وأطلق عليه العرب أحياناً اسم الشريعة (مكان الري)، المسيحيون واليهود والمسلمون على حد سواء يقدسون الأردن، وفي مياهها اعتمد يسوع على يد القديس يوحنا المعمدان، ظل النهر وجهة دينية وموقعاً للتعميد.

بيئة نهر الأردن:

يشكل وادي الأردن جزءاً من نظام صدع شرق إفريقيا الواسع وهو واد متصدع يمتد من الشمال والجنوب ويمتد من جنوب تركيا جنوباً عبر البحر الأحمر إلى شرق إفريقيا، الوادي نفسه عبارة عن حوض طويل وضيق يبلغ متوسط ​​عرضه حوالي 6 أميال (10 كيلو متر)، ولكنه يصبح أضيق في بعض الأماكن، على سبيل المثال عند كل طرف من نهاية بحيرة طبريا، يقع الوادي طوال مجراه على مستوى أقل بكثير من المناظر الطبيعية المحيطة به خاصة في الجنوب، حيث يمكن أن ترتفع الأرض المحيطة بحوالي 3000 قدم أي (900 متر) أو أكثر فوق النهر، كما أن جدران الوادي شديدة الانحدار وشفافة وعارية ولا تتكسر إلا بفعل مضيق الوديان الرافدة (المجاري المائية الموسمية).

كما أن لنهر الأردن ثلاثة مصادر رئيسية ترتفع جميعها عند سفح جبل الشيخ، أطولها هو الحاجباني الذي يرتفع في لبنان بالقرب من ضاحية على ارتفاع 1800 قدم (550 متر)، ومن الشرق في سوريا يتدفق نهر بانياس، بين الاثنين يوجد نهر دان ومياهه عذبة بشكل خاص، داخل إسرائيل تلتقي هذه الأنهار الثلاثة معاً في وادي حولا، وكان سهل وادي (ula) تحتلها في السابق بحيرة ومستنقعات، ولكن في الخمسينيات من القرن الماضي تم تجفيف حوالي 23 ميل مربع (60 كيلو متر مربع) لتكوين أراضٍ زراعية، بحلول التسعينيات تدهورت الكثير من تربة الوادي وغمرت المياه أجزاء من المنطقة، تقرر الاحتفاظ بالبحيرة ومنطقة الأراضي الرطبة المحيطة بها كمحمية طبيعية وعادت بعض النباتات والحيوانات (خاصة الطيور المهاجرة) إلى المنطقة.

في الطرف الجنوبي من الوادي قطع نهر الأردن مضيقاً عبر حاجز بازلتي، ثم ينخفض ​​النهر بشكل كبير إلى الشاطئ الشمالي لبحيرة طبريا، تلك البحيرة التي تم قياسها تاريخياً على ارتفاع 686 قدم (209 أمتار) تحت مستوى سطح البحر كان متوسطها لعقود أقل بحوالي 6.5 إلى 13 قدم (2 إلى 4 أمتار) سنوياً من تلك القيمة، ومع ذلك تساعد البحيرة في التحكم في معدل تدفق النهر، عند الخروج من الشاطئ الجنوبي للبحيرة يستقبل الأردن رافده الرئيسي نهر اليرموك الذي يمثل جزءاً من الحدود بين سوريا والأردن.

ثم ينضم إليها رافدان مختلفان هما العارد على الضفة الواقعة في اليمين واليابي على اليسار، ثم ينتشر سهل نهر الأردن بعرض 15 ميلاً (24 كيلو متر) ويصبح منتظماً للغاية، المدرجات القاحلة المسطحة في تلك المنطقة والمعروفة باسم الغور مقطوعة هنا وهناك بواسطة الوديان أو الأنهار إلى أبراج صخرية وقمم وأراضي الوعرة، وتشكل متاهة من الوديان والقمم الحادة التي تشبه منظر القمر.

يتراوح عرض الوادي الذي قطعه الأردن في السهل بين 1300 و10000 قدم (400 و 3000 متر) وعمق يتراوح بين 50 و200 قدم (15 إلى 60 متر)، على طول هذا الامتداد يُعرف السهول الفيضية للأردن باسم (Zr)، وهو يصف العديد من التعرجات لدرجة أنه على الرغم من أنه يمتد لحوالي 135 ميلاً (215 كيلو متر)، فإن المسافة الفعلية التي يقطعها بين بحيرة طبريا والبحر الميت ليست سوى 65 ميلاً (105 كيلو متر)، كان نهر الزور الذي يفيض بشكل متكرر مغطى في السابق بغابات من القصب والطرفاء والصفصاف وأشجار الحور البيضاء، ولكن منذ بناء السدود للتحكم في تدفق النهر، تم تحويل تلك الأرض إلى حقول مروية، أخيراً يصب نهر الأردن في البحر الميت عبر دلتا واسعة منحدرة بلطف.

على الرغم من أن الهضاب الحدودية تتلقى كميات وفيرة نسبياً من الأمطار، إلا أن وادي الأردن نفسه لا يُروى جيداً، يستقبل وادي (Ḥula) حوالي 22 بوصة (550 مم) سنوياً، بينما يقع حوالي 3 بوصات (75 مم) شمال البحر الميت، الشتاء على طول النهر معتدل خاصة في الجنوب لكن الصيف حار مرة أخرى بشكل متزايد نحو الجنوب، يتغذى الأردن من الأمطار التي تهطل على الهضاب المجاورة، ثم تتدفق المياه إلى أسفل عبر الأنهار أو الوديان، إن الأردن نفسه ضحل.

وتستمر فترة ارتفاع منسوب المياه من شهر يناير إلى شهر مارس، بينما تحدث فترة انخفاض منسوب المياه في نهاية الصيف وبداية الخريف، التيار سريع نسبياً، وينقل النهر حمولة كبيرة من الطمي، ومع ذلك فإن معدل التدفق يتناقص في اتجاه مجرى النهر نتيجة لفقد التبخر وتسرب المياه، ضاعف التدفق من نهر اليرموك تدفق الأردن مرة واحدة تقريباً، لكن مساهمة اليرموك انخفضت لاحقاً نتيجة لبناء السدود في أعلى المنبع، إن وجود الينابيع الحرارية ولا سيما في منطقة طبريا على الجانب الغربي من بحيرة طبريا، وكذلك تركيز الجبس يعطي مياه الأردن درجة عالية نسبياً من الملوحة، والتي يمكن أن تترك بقايا الملح في التربة عندما يستخدم الماء للري.

تأثير الإنسان على نهر الأردن:

وحيثما يسمح الري فقد تم توطين المجتمعات الزراعية العربية واليهودية في وادي الأردن، المناطق المستقرة البارزة هي وادي أوولا في الشمال، سلسلة التجمعات الزراعية جنوب بحيرة طبريا في الضفة الغربية بما في ذلك دجانيا (أقدم كيبوتس (مستوطنة زراعية جماعية) في إسرائيل، تأسست عام 1909) أفريقيم وأشدوت يعقوب وحواء شموئيل؛ المنطقة الواقعة على طول قناة الغور الشرقية على الضفة الشرقية، ومنطقة وادي فارية بالضفة الغربية، الملاحة مستحيلة بسبب المسار العلوي السريع للنهر وتقلبات التدفق الموسمية ومساره المنخفض الملتوي الضحل.

تم اعتبار مياه الأردن ذات أهمية خاصة للري، لفترة طويلة لم يتم استخدام المياه باستثناء العديد من الواحات في سفوح التلال المجاورة (على سبيل المثال في أريحا) والتي كانت تستخدم مياه الينابيع التي تغذي النهر، كانت منطقة الغور في السابق قاحلة ومقفرة وغير مأهولة بالسكان، لكن قناة ري الغور الشرقية (بطول 43 ميلاً أي 69 كم) اكتملت في عام 1967 على الضفة الشرقية وسمحت بزراعة البرتقال والموز والخضروات المبكرة والسكر البنجر في الجانب الأردني من الوادي.

وفي إسرائيل بصرف النظر عن الأجزاء المجففة من وادي الحولة وبناء قناة من بحيرة طبريا إلى بيت شيحان، تم إنشاء شبكة إمداد بالمياه تسمح بـ 11.3 مليار قدم مكعب أي ما يقارب (320 مليون متر مكعب) من نهر الأردن، كما تضخ المياه سنوياً إلى وسط وجنوب إسرائيل، أدى تحويل مياه النهر من قبل كل من إسرائيل والأردن إلى تقليل تدفق الأردن إلى البحر الميت بشكل كبير وكان عاملاً رئيسياً في الانخفاض الكبير في مستوى مياه البحر منذ الستينيات.

تاريخ نهر الأردن:

في القرن التاسع عشر اكتشف كريستوفر كوستيجان نهر الأردن والبحر الميت عن طريق القوارب عام 1835 وتوماس هوارد مولينو عام 1847 وويليام فرانسيس لينش عام 1848 وجون ماكجريجور عام 1869.

كما أنه في عام 1964 ميلادي بدأت إسرائيل تشغيل محطة ضخ لتحويل المياه من بحيرة طبريا إلى الناقل الوطني للمياه، في عام 1964 ميلادي أيضاً أنشأ الأردن قناة لتحويل المياه من نهر اليرموك، وهو رافد رئيسي لنهر الأردن إلى قناة الغور الشرقية، كما أنشأت سوريا خزانات تصطاد مياه اليرموك، يلقي دعاة حماية البيئة باللوم على إسرائيل والأردن وسوريا في الأضرار الجسيمة التي لحقت بالنظام البيئي لنهر الأردن.

أمَّا في العصر الحديث تُستخدم المياه من 70٪ إلى 90٪ للأغراض البشرية، ويتم العمل على تقليل التدفق بشكل كبير، وبسبب هذا وارتفاع معدل التبخر في البحر الميت، وكذلك الاستخراج الصناعي للأملاح من خلال برك التبخر يتقلص البحر الميت بسرعة.

المصدر: محمد صبرى محسوب/مبادئ الجغرافيا المناخية والحيوية/2007.علاء المختار/أساسيات الجغرافيا الطبيعية/2011.علي احمد غانم/الجغرافيا المناخية/2003.يحيى الحكمي/الجغرافيا الطبيعية/2012.


شارك المقالة: