تـأثير النشاط الرياضي على التنفس

اقرأ في هذا المقال


عند أداء العمل والجهد الرياضي يرتفع التنفس، حيث أن هذه الزيادة تختلف من فرد إلى آخر، وتبعاً لنوع النشاط الممارس وفترة أدائه، حيث يتبع ذلك عدة تغييرات في الجهاز التنفسي.

التغيرات التي تحدث في الجهاز التنفسي عند القيام بمجهود متوسط الشدة ولفترة طويلة

في حالة العمل الرياضي البدني القليل الشدة كالمشي السريع لفترة طويلة ترتفع سرعة التنفس، ثم يهبط معدله وينتظم لفترة معينة تعرف بالفترة الثابتة، ويصل الرياضي إلى هذه الفترة بعد مرور 5 دقائق، كما أن هذه الفترة هي الأمر اللازم لتكيف الأجهزة الدورية والتنفسية، أي العمل على تنظيم تبادل الغازات في الرئتين وتمديد العضلات العاملة بما تحتاجه من الأكسجين.

كما أنه يبقى جسم الرياضي في هذه الحالة (الفترة الثابتة) طوال مدة المجهود مع ملاحظة تكوين دين أكسجيني ضئيل، وبعد انتهاء النشاط ورجوع الجسم إلى حالة الراحة يتم تعويض هذا الدين، حيث في هذه الفترة ترتفع سرعة التنفس، كما أن ثبات كمية الأكسجين دليل على عدم استطاعة الرياضي على استخلاص كمة أكبر من الأكسجين، ويمكن التأكد من ذلك من خلال العمل على زيادة شدة المجهود، ففي حال ارتفع معدل التنفس ليتلاءم مع متطلبات النشاط الجديد، وهذا يدل على وصول الفرد إلى الحالة الثابتة.

كما أنه في حال بقيت كمية الأكسجين كما هي يدل ذلك على أن اللاعب قد وصل إلى أقصى كمية من الأكسجين يمكنه الحصول عليها، كما أن هذه الحالة لا ينطبق عليها ما يعرف بالحالة الثابتة، حيث لا يرتفع معدل التنفس مع زيادة الجهد البدني، وهذا يدل على أن هذا أقصى معدل أداء لمثل لهذا المجهود، ولكي يصل الفرد إلى الفترة الثابتة أو الفترة المنظمة يجب أن يحصل تكيف فسيولوجي لأجهزة الجسم المختلفة، والتي تعمل كوحدة واحدة لكي تتمكن من أداء النشاط الرياضي وسرعة الوصول إلى الفترة الثابتة تعتمد إلى حد عالي على كفاءة الرياضي الوظيفية والتدريب المنتظم.

أهم التغيرات التي تحث في الفترة الثابتة أثناء ممارسة النشاط الرياضي

  • انخفاض سرعة التنفس بالمقارنة مع فترة بدء القيام بالمجهود مع سهولة التنفس.
  • تقل درجة حاجة العضلات للأكسجين.
  • تقل وتنتظم ضربات القلب مقارنة مع فترة بدء المجهود.
  • تنظيم عمل العضلات وعدم الشعور بالآلام العضلية، وترتفع درجة حرارتها مما يساعد ذلك الشيء على إكمال التفاعلات الكيميائية، وبذلك الشيء ترتفع قوة انقباض العضلات.

التغيرات التي تحدث في الجهاز التنفسي عند القيام بمجهود عالي الشدة لفترة قصيرة

يحصل هذا الشيء في سباق الجري لمسافات قليلة وفي السباحة لمسافة قليلة، وإن معدل التنفس يرتفع ولا يعود إلى وضعه الطبيعي إلا بعد فترة من الزمن في نهاية النشاط الرياضي، وذلك بسبب الزيادة الكبيرة في معدل التنفس لكي تمد العضلات بالأكسجين اللازم للقيام بمثل هذا المجهود في فترة زمنية قصيرة، ولكن الجسم يعمل على سد النقص الأكسجيني الحاصل عن طريق جزء من أكسجين العضلات الموجودة في هيموجلوبين العضلات (المايوكلوبين).

ونتيجة لهذا النقص الذي يحصل في المايوكلوبين يتجمع حامض اللبنيك في تلك العضلات والتي تفتقر إلى بعد الانتهاء من النشاط الرياضي إلى الأكسجين من الحامض المتجمع فيها، كما أن كمية الأكسجين الضرورية للعمل الرياضي العنيف أعلى مما يمكن أن يحصل عليها الفرد خلال المدة الزمنية التي يستغرقها المجهود، والفرق في كمية الأكسجين المطلوبة للمجهود البدني وكمية الأكسجين التي يتم الحصول عليها من خلال التنفس أثناء العمل الرياضي تعرف بالدين الأكسجيني.

كما أنه يتم تعويض هذه الكمية من البداية من المايوكلوبين في العضلات، وبعد انتهاء المجهود يتم تعويضها عن طريق التنفس، وهذا الشيء يفسر استمرار زيادة سرعة التنفس لفترة طويلة بعد الإكتمال من القيام بالمجهود الرياضي.

كما أن قابلية الرياضي على أداء هذه النشاطات يتوقف على عاملين أساسين هما، أقصى كمية أكسجين يتمن الفرد استخلاصها من الرئتين إلى الدم في الدقيقة، وهذا الشيء يتوقف على كفاءة الجهاز التنفسي وجهاز الدوران والدم، أقصى كمية دين أكسجيني يمكن الفرد أن يحصل عليه، كما أنه يزداد هذان العاملان بالتدريب المنتظم ويمكن عن طريق معرفتهما تحديد مقدار الجهد الذي يستطيع الرياضي أن يقوم به، وكذلك العمل على تحديد الفترة الزمنية التي يستطيع فيها الرياضي أن يستمر في هذا الأداء الرياضي.

المصدر: كتاب" فسيولوجيا الرياضة للدكتور: عبدالرحمن زاهر كتاب" فسيولوجيا الحركة للدكتور: عبد المالك سربوت كتاب" مبادئ الفسيولوجيا الرياضية للدكتور: سميعه خليل محمدكتاب" فسيولوجيا التدريب الرياضي للدكتور: محمد حسن علاوي


شارك المقالة: