أهم معدلات الاختبار النفسي

اقرأ في هذا المقال


تم استخدام مصطلح معدل الاكتشاف الخاطئ (FDR) للإشارة إلى احتمال أن تكون النتيجة المهمة إيجابية خاطئة في الاختبارات، استخدم لاحقاً مصطلح الخطر الإيجابي الكاذب (FPR) لنفس الكمية؛ لتجنب الالتباس مع مصطلح FDR كما يستخدمه الأشخاص الذين يعملون على مقارنات متعددة، تهدف التصحيحات للمقارنات المتعددة فقط إلى تصحيح معدل الخطأ من النوع الأول وبالتالي فإنّ النتيجة هي قيمة مصححة.

أهم معدلات الاختبار النفسي:

معدلات إيجابية كاذبة وسلبية كاذبة:

السبب الوحيد لاستخدام الاختبارات النفسية هو المساعدة في الإجابة على السؤال هل نقبل هذا الشخص أم لا؟ علاوة على ذلك لأنّ الاختبارات النفسية ليست سحرية سيتم ارتكاب أخطاء، حتى عندما يتخذ طبيب نفسي مؤهل قرار بناءً على جميع الأدلة المتاحة، ستظل هناك شكوك وظلال من الشك، بالتالي يحدث خطأ سلبي كاذب عندما يتم رفض شخص مؤهل حقاً لوظيفة، على إيجابية كاذبة يحدث خطأ عندما يُقبل شخص غير مؤهل للوظيفة.

وفقاً لمنطق بسيط إذا حاولنا تقليل الأخطاء السلبية الخاطئة، فإنّنا نزيد من الأخطاء الإيجابية الخاطئة والعكس صحيح، لذلك يحاول معظم أصحاب العمل اتخاذ قراراتهم بحيث يتم تقليل الأخطاء السلبية الكاذبة، خاصة عندما يصعب العثور على موظفين جيدين، لكن بالنسبة لبعض الأفراد مثل ضباط إنفاذ القانون وطلاب المدارس الدينية ورجال الإطفاء وطياري الخطوط الجوية وطلاب الطب أو علم النفس، فإنّ المخاطر كبيرة جداً بالنسبة لأي أخطاء إيجابية كاذبة.

لذلك يتم التغاضي عن الأخطاء السلبية الزائفة بحرية، هذا يعني أنّ بعض المتقدمين لوظائف معينة الذين تم رفضهم نتيجة للاختبار النفسي، قد يشعرون أنّهم عوملوا بشكل غير عادل وربما قد فعلوا ذلك، هذا هو الثمن البشري للأمن المشدد، عندما يتم استبعاد الشخص من طلب الوظيفة لأسباب نفسية، فهذا يعني أنّ هناك أشياء تتعلق بسلوكه ومواقفه تُهم الطبيب النفسي الذي يقيمه، على الرغم من أنّه قد لا يكون على دراية بها؛ لذلك لديه حقاً ملاذ واحد، لكنّه قد لا يكون ممتع أو مناسب  وهو العلاج النفسي.

يمكن أن يدخل الفرد في العلاج النفسي ليس لأنّه يمتلك أي اضطراب محدد؛ لكن ببساطة لاستكشاف مواقفه اللاواعية، إذا واجه بالفعل بعض المشكلات العميقة، فسيتغير ملف تعريف MMPI-2 في النهاية وكذلك سلوكه في المقابلة، يجب أن يفكر الشخص في هذا، مع ذلك كاستثمار في مهنة لجعل وقت وتكلفة العلاج النفسي يبدو جدير بالاهتمام، سيستغرق الأمر بعض الوقت في أي مكان من ستة أشهر إلى سنة أو اثنتين من الجلسات الأسبوعية وستكون باهظة الثمن.

لكنّه الملاذ الوحيد للشخص، ربما يكون قد جرّب كل شيء حتى الآن وفقاً لأفضل قدراته، لكن قد لا تكون أفضل قدراته كافية فهو بحاجة إلى المساعدة والإرشاد من شخص آخر يمكنه رؤية أشياء عنه لا يمكنه رؤيتها في هذا الوقت، بمجرد رؤيتها حتى الطبيب النفسي الذي يقيمه سوف يراه بشكل مختلف.

لذلك نجد الخطأ الإيجابي الكاذب معناه خطأ في تصنيف ثنائي في نتيجة الاختبار يشير بشكل غير صحيح إلى وجود حالة مثل مرض عندما يكون المرض غير موجود، في حين أن الخطأ السلبي الكاذب هو الخطأ العكس، حيث فشل نتيجة الاختبار بشكل غير صحيح إلى تشير إلى وجود من حالة عندما تكون موجودة، هذه هي نوعين من الأخطاء في اختبار ثنائي.

معدلات كشف الكذب:

كاشف الكذب النموذجي مثل أداة الارتجاع البيولوجي، يقيس ببساطة العديد من العمليات الفسيولوجية المختلفة مثل معدل ضربات القلب والتنفس وضغط الدم ودرجة حرارة الجلد وتوصيل الجلد، من هنا اسم التقنية  جهاز كشف الكذب وهي كلمة تشير إلى قنوات التسجيل المتعددة للأداة، في الارتجاع البيولوجي يتم تغذية هذه العمليات الفسيولوجية المختلفة كأصوات أو عروض يتم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر والتي يمكن استخدامها لتعلم تغيير تجربتة فسيولوجية.

لكن جهاز كشف الكذب يفعل شيئاً مختلفاً، فهو لا يخبرنا بأي شيء عن ردود أفعالنا الفسيولوجية، يتم قياس التفاعلات وتسجيلها ولكن يراها مسؤول الاختبار وليس نحن، كيف يكشف جهاز كشف الكذب عن الكذب؟ يسأل مسؤول الاختبار ببساطة أسئلة مختلفة ويراقب إجابات الشخص الفسيولوجية وهو تجيب على الأسئلة، بعض الأسئلة هي أسئلة محايدة ويجب أن يكون رده هادئ تماماً.

فقط إلى أي مدى يجب أن تقفز تلك الإبر للإشارة إلى أنّ الشخص يكذب بدلاً من مجرد توتر؟ يجب على مدير الاختبار إصدار حكم شخصي يعتمد جزئياً على العلم وجزئياً على الخبرة، هذا هو السبب في أنّ نتائج جهاز كشف الكذب يمكن أن تكون مثيرة للجدل، حيث يمكن ارتكاب الأخطاء، الشخص الوحيد الذي يعرف على وجه اليقين هو الشخص الذي يجري الاختبار ولم يتعلم علم النفس العلمي بعد كيفية قراءة الأفكار.

معدلات العلوم الزائفة:

الاختبارات النفسية ليست سحرية، تم تطوير معظمها من خلال مبادئ علمية سليمة، في الواقع يجب على أي شخص يريد أن يصبح عالم نفسي أن يتعلم جميع المبادئ العلمية لبناء الاختبار، حتى إذا لم يكن لدى الطبيب النفسي رغبة في إنشاء اختبار جديد، يجب أن يكون مؤهل لتقييم القيمة العلمية لأيّ اختبار محدد قبل استخدامه سريرياً، لسوء الحظ هناك العديد من الاختبارات النفسية المستخدمة على نطاق واسع والتي يتم قبولها على أنّها علمية لمجرد أنّها تسمى اختبارات.

على سبيل المثال مؤشر نوع (Myers-Briggs و Enneagram)، غالباً ما يستخدمان في الإعدادات التعليمية وموظفي الشركات لتقييم أنواع الشخصية، يستندان إلى العلوم الزائفة والقدرات العقلية ولهما قيمة في الإعدادات السريرية مثل علم التنجيم، يمكن لأي طبيب نفسي مختص استخدام الحدس للحصول على أكبر قدر من المعلومات التي توفرها هذه الاختبارات.

ثم هناك اختبار (Rorschach) الكلاسيكي الذي يستخدم بقع الحبر لتقييم التجربة النفسية الداخلية للشخص، تمّ تطوير العديد من الطرق لإدارة (Rorschach) وتسجيلها، على الرغم من أنّ بعضها محاط بكمية كبيرة من الأبحاث المنشورة، سيكون من المدهش أن يتمكّن أي اثنين من علماء النفس المستقلين من إدارة (Rorschach) لنفس الشخص وتحقيق نتائج متطابقة.

بالمثل فإنّ الاختبارات مثل اختبار الإدراك الموضوعي (TAT) الذي يطلب من الشخص أن يروي قصص حول الصور المختلفة للتفاعلات الاجتماعية، التي تطلب من الشخص رسم الصور نتائج صدق مشكوك فيها، فيما يتعلق باختبارات العلوم الزائفة، تعتمد فائدتها على ما إذا كان الشخص يبحث عن انطباعات ذاتية أو معلومات موضوعية.

الانطباعات الذاتية و المعلومات الموضوعية:

يمكن أن يكون الاختبار النفسي في بعض النواحي صحيح وموثوق به، مع ذلك من نواحي أخرى فإنّه غالباً لا يحقق أكثر بكثير من التقييم الانطباعي للشخص، في بعض الأحيان يكون كل ما يحتاجه عالم النفس هو انطباع حدسي عن شخص ما ويمكن أن تكون اختبارات العلوم الزائفة مفيدة، لكن إذا تمّ خلط العلم مع العلم الزائف معاً بهدوء في تقرير علمي واحد، فإنّ الانطباعات الذاتية قد اختلطت بشكل مخادع بالحقائق الموضوعية، فقد تمّ إلحاق ظلم خطير بالشخص الذي يتم تقييمه.

درجات الاختبار (sychological) يمكن أن تكون مفيدة جداً في ظل الظروف المناسبة، عندما يقدم الشخص تفهم القيود المفروضة على اختبار نفسي بشكل صحيح واحترامها، يجعلها ذلك سهل، مع ذلك إنّ الدرجة التي يحصل عليها الفرد في أيّ اختبار نفسي ليست أكثر من الدرجة التي حصل عليها في هذا الاختبار، لنفترض أنّ الشخص أجرى اختبار الذكاء وحصل على درجة 126.

قد تكون درجة اختبار الذكاء لديه 126 كما تم قياسها بواسطة هذا الاختبار، في ذلك الوقت في ظل هذه الظروف، لكن ما هو معدل ذكاء الشخص الحقيقي ؟ في الحقيقة لا أحد يعلم، إذن ما الذي يقيسه اختبار الذكاء حقاً؟ مرة أخرى لا أحد يعلم وهذه حقيقة أخرى، إنّ كل اختبار نفسي معروف ومستخدم على نطاق واسع في الولايات المتحدة تم تطويره وتوحيده باللغة الإنجليزية.

قد لا يبدو هذا مهم بشكل كبير، لكن فقط يجب أن نضع في اعتبارنا ما يحدث عندما يحتاج شخص ما إلى الاختبار ولا يتحدث الإنجليزية بطلاقة، تمّ إجراء بعض ترجمات الاختبار والتحقق من صحتها من خلال البحث العلمي المكثف، لكن إذا تمت ترجمة الاختبار تلقائياً إلى لغة أخرى سواء في الطباعة أو من خلال مترجم، فقد تحدث جميع أنواع المشكلات، لا يمكن ترجمة الكلمات الإنجليزية ذات المعاني المتعددة بشكل مناسب.

لا يمكن التعبير عن المصطلحات الإنجليزية بلغة أخرى دون تغيير بنية الجملة بأكملها، جنباً إلى جنب مع المنطق الأساسي للجملة عندما يحدث ذلك التوحيد ضاعت ضمانة العدل التي تعد بها، لذلك على الرغم من إمكانية استخدام نسخ مترجمة من الاختبارات وعلى الرغم من أنّه قد يتم منحه درجة تبدو رسمية وعلمية، فإنّ هذه الدرجة ليست أكثر من الدرجة التي حصلنا عليها في هذا الاختبار، في ذلك الوقت المحدد و في ظل هذه الظروف الخاصة قد لا يبدو هذا مهم جداً لبعض الناس، فقد يبدو وكأنّه مناوشة فلسفية.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: