ما هو الفرق بين علم النفس وعلم النفس الإرشادي؟

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أن مجال علم النفس كان موجود منذ زمن سيغموند فرويد ، إلا أن هناك الكثير من الغموض والارتباك حوله، نشأ الكثير من هذا المفهوم الخاطئ بسبب التفسير العام لعلم النفس من خلال أماكن الترفيه الشعبية مثل الأفلام والبرامج التلفزيونية والروايات، قامت وسائل الإعلام الترفيهية بإضفاء الطابع الرومانسي على صورة علم النفس؛ مما جعل علماء النفس مراقبون ماهرون للغاية للسلوك البشري ويمكنهم اتباع أدلة غير مرئية حول الدوافع البشرية المخفية.

ما هو الفرق بين علم النفس وعلم النفس الإرشادي؟

علم النفس:

إنّ الاختلاف بين علم النفس وعلم النفس الإرشادي يعد في أغراضهما الوظيفية، يتكون علم النفس في الواقع من عشرات المجالات الفرعية المختلفة؛ يشمل ذلك التخصصات القياسية مثل علم النفس التربوي وعلم النفس التنموي والتخصصات الحصرية؛ مثل علم نفس المستهلك والبيئية، كما أنّ أي طبيب نفسي سريري يعمل بشكل فردي مع العملاء سيحصل على درجة الدكتوراة، كذلك برامج الصحة النفسية الجامعية تنافسية للغاية وتركز على الأبحاث والإحصاءات والتقييمات النفسية، بينما يقضي عالم النفس الكثير من الوقت في هذا المجال؛ فإنهم يقضون وقت متساوي في إتقان أطروحاتهم وإجراء البحوث.
في الواقع علم النفس هو دراسة أكاديمية للسلوك البشري وعلى عكس الفيزياء أو الكيمياء؛ فإنه يُصنف على أنه “علم ناعم”؛ لأنه ليس تجريبي بالكامل، حيث يركز البحث على سبب تصرف الناس بالطريقة التي يتصرفون بها، يريد علماء النفس معرفة كيف يفكر الناس ويشعرون ويتصرفون، علم النفس هو مصطلح واسع لدراسة العقل البشري والسلوك البشري، هناك العديد من مدارس التفكير المختلفة حول كيفية التعامل مع البيانات النفسية وتفسيرها.
يدخل علم النفس في بعض المدارس الشعبية على سبيل المثال؛ البنيوية والتحليل النفسي والسلوكية والإنسانية والمعرفة، ذلك إلى جانب مجموعة متنوعة من مدارس التفكير المختلفة، ايضاً داخل الجامعات أو الكليات، هناك تخصصات نفسية مختلفة يمكن للمرء التركيز عليها، هذه تخصصات في مجال علم النفس الواسع؛ لذلك على سبيل المثال عندما يقرر الشخص دراسة علم النفس؛ عليه أيضاً أن يقرر نوع عالم النفس الذي يريد أن يكون فيه.
يقوم علماء النفس بتقييم وعلاج الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية مختلفة، سيتلقى علماء النفس مزيد من التدريب على علم النفس المرضي وكيفية علاج الأمراض العقلية الخطيرة مثل الفصام، يتخصص البعض في الأزمات النفسية؛ مثل الفجيعة، أما البعض الآخر فيركز على الاضطرابات النفسية المزمنة، يعتبر الآخرون عموميون يعملون مع مجموعة واسعة من العملاء؛ مثل الأطفال والطلاب وكبار السن.
يعمل علماء النفس في الغالب في المستشفيات أو العيادات الخاصة أو المراكز الصحية المجتمعية، كما تتبع معظم برامج علم النفس منهج يتوافق مع معايير الممارسة والإرشادات التعليمية لجمعية علم النفس الأمريكية، باختصار علم النفس هو مجال واسع ودراسة أكاديمية يمكن تقسيمها إلى مدارس تفكير مختلفة، حيث تقدم كل مدرسة منظور مختلف حول معنى علم النفس، علاوة على ذلك في الجامعة يمكن للشخص أن يختار من بين عدد من التخصصات النفسية المختلفة ليتخصص فيها، إذن علم النفس الإرشادي هو أحد أنواع علم النفس، يركز هذا التخصص على توفير العلاج لمن يعانون من العصاب.

علم النفس الإرشادي:

عادةً ما يكون علماء النفس الإرشاديون حاصلين على درجة الماجستير، لكن هذه البرامج تميل إلى أن تكون أطول من المجالات الأخرى، تتطلب بعض تخصصات علم النفس الإرشادي 48 ساعة دراسية فقط، مع ذلك تتطلب معظم برامج استشارات الصحة العقلية 60 ساعة فصل دراسي، من المرجح أن يعمل أخصائي علم النفس مع الأمراض العقلية الخطيرة ولكن علماء النفس الإرشاديون سوف يحبون في الغالب العمل مع مشاكل التكيف المختلفة، بالتالي يجب على علماء النفس الإرشاديون دراسة الموضوعات المتعلقة بعلم النفس الاجتماعي والشخصي والتنموي وعبر الثقافة.
أثناء المدرسة يدرس علماء النفس الإرشاديون الإحصائيات والقياسات النفسية، لكنهم يركزون أكثر على الأبحاث التطبيقية وأفضل ممارسات الاستشارة، ستتطرق العديد من برامج درجة استشارات الصحة العقلية إلى علم الأمراض النفسي والتقييمات، هناك عمل كمي أقل وعمل نوعي أكثر لمساعدة الناس على تحسين نوعية حياتهم.، يقوم علماء النفس الإرشاديون بالعديد من الأشياء المشابهة لعلماء النفس التقليدس، لكنهم يركزون ببساطة على العالم الحقيقي ومشاكل التكيف، يعمل علماء النفس الإرشاديون في مؤسسات الرعاية الصحية والأكاديمية والخاصة، تتبع برامج الإرشاد معايير المناهج التي وضعها مجلس اعتماد الإرشاد البرامج التعليمية.

الفروق الوظيفية:

يجب على علماء النفس تقييم المشاكل النفسية المختلفة وتحديدها وعلاجها من خلال المقابلات والتقييمات التشخيصية، في الواقع تتمثل المهمة الأساسية لأخصائي علم النفس في إجراء مجموعة واسعة من الاختبارات للمرضى لمرة واحدة؛ مثل اختبارات الذكاء أو الاختبارات العاطفية أو العصبية، من ناحية أخرى فإن معظم الدول تحد من نوع الاختبارات النفسية التي يمكن أن يقوم بها علماء النفس الإرشاديون، في بعض الأحيان يعملون تحت إشراف طبيب نفسي.
سيقضي أخصائي علم النفس الإرشادي معظم وقته في العمل مع العملاء على المدى القصير والطويل لمساعدتهم على التعامل مع مشاكلهم، فهي تساعد المرضى على تحديد وفهم مشاكلهم الشخصية؛ مثل القلق الاجتماعي أو مشاكل إدارة الغضب، إنهم يتبعون إرشادات الاستشارة بعناية لمساعدة مرضاهم في إيجاد الحلول المناسبة لمشاكلهم، يميلون كذلك إلى التخصص في مجال متميز؛ مثل العمل الاجتماعي أو العلاج الأسري أو تعاطي المخدرات أو الاضطرابات السلوكية، إن الاختلاف الأساسي بين علم النفس وعلم النفس الإرشادي هو أن علم النفس يتضمن بحث كمي وتقييم بينما يتضمن علم النفس الإرشادي علاج الفرد.
يعتبر علم النفس الإرشادي أحد أشكال علم النفسو يهتم باكتشاف الأعراض، ثم إيجاد طريقة لعلاج الحالة النفسية غير الطبيعية، بمعنى آخر يهتم مثل الطبيب بالتشخيص والعلاجا ؛ مع ذلك يسعى الطبيب النفسي الإرشادي إلى شفاء العقل وليس الجسد، يعتمد التشخيص على تقييم أداء الشخص عاطفياً واجتماعياً ومهنياً وتعليمياً وتنموياً وتنظيميً، يريد عالم النفس الإرشاد معرفة ما إذا كان الشخص ضمن قاعدة السلوك ضمن هذه الفئات.
يعمل علماء النفس الإرشادي بشكل عام مع الأشخاص العصابيين بدلاً من الذهان وإحالة المصابين بالذهان إلى الأطباء النفسيين، فهم أطباء متخصصون في النظريات النفسية وقادرون على وصف الأدوية التي تغير الحالة المزاجية، أيضاً يتطلب علم النفس الإرشادي درجة الدكتوراة ويمكن أن يكون هذا دكتوراة في علم النفس أو دكتوراة في الفلسفة، لذلك فإن الاستشارة النفسية ستكون دكتوراة، يتم تقديم هذه البرامج من قبل قسم علم النفس في إحدى الجامعات ويجب أن تكون هذه البرامج معتمدة من قبل جمعية علم النفس الأمريكية (APA).

المصدر: علم النفس الإرشادي، احمد عبداللطيف أبو سعدعلم النفس الإرشادي، فاطمة راشد الدرمكيعلم النفس الإرشادي، عطالله فؤاد الخالديعلم النفس، هاني يحيى نصري


شارك المقالة: