علاقة الزوج والزوجة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يحدد الإسلام بوضوح حقوق ومسؤوليات الزوج على زوجته والعكس، وحقوق ومسؤوليات الزوجة على الأزواج، إن فكرة أن للزوجين حقوق على بعضهما البعض هي فكرة فريدة من نوعها في الإسلام، ما يجعلها أكثر إثارة للإعجاب أيضًا هو مدى وضوحها، بحيث يمكن تقليل الصراع بينهما، هذا هو سبب أن الموافقة في الزواج والطلاق يعود الأمر للزوج والزوجة، في كثير من الأحيان، لا يمكن للزوج أو الزوجة اتخاذ القرار أو الاتفاق، وبالتالي يؤدي إلى إنهاء الزواج.

علاقة الأزواج والزوجات في الإسلام

فيما يلي بعض أهم حقوق ومسؤوليات الأزواج  الزوجات، التي يجب مراعاتها:

الله تعالى هو مصدر هذه الحقوق والمسؤوليات، كما للزوج حقوق على زوجته، للزوجة حقوق على زوجها، يجب أن يسعى كلاهما للوفاء بحقوق بعضهما البعض بأفضل ما في وسعهما ومسامحة بعضهما البعض قدر الإمكان إذا كانا يقصران، يجب أن يكون كل من الزوج والزوجة معتدلين فيما يتعلق بهذه الحقوق والمسؤوليات، لا ينبغي أن يذكروا الآخر بحقوقهم في أوقات الغضب والشجار لزيادة الشجار بمعنى آخر، لا تستخدم حقوقك كأدوات لإساءة الاستخدام.

يقرأ العديد من المسلمين الجدد المواقع الإلكترونية المتخصصة في أحكام الشريعة الإسلامية وكتب الفقه الإسلامي كدليل لحياة أفضل، وعادة ما توفر هذه الموارد نص القانون، وليس بالضرورة روح القانون، روح القانون: هو العيش بسلام ووئام دون معصية الله تعالى تذكر دائمًا أن الحب والوداعة والرحمة مكونات أساسية للزواج الإسلامي السعيد، يمنح الإسلام للزوجة حقًا على زوجها المسلم، بعضها مالي والبعض الآخر ليس كذلك.

المهر للمرأة هو الحق المالي في الحصول على المهر كهدية من زوجها، حسن المعاملة، لقد ركز القرآن الكريم على معاملة الزوجة معاملة حسنة، قال تعالى: “أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ”، سورة البقرة، 187، وبالإضافة إلى القرآن الكريم، فقد أكد رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم: “خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”، الترمذي.

يجب على الزوج المسلم أن يتذكر نصيحة النبي الحبيب صلى الله عليه وسلم، وهي اتقاء الله تعالى في النساء، فالزوجة أمانة وليست عبدة، ويجب معاملتها معاملة حسنة.

من مسؤوليات الزوج النفقة المالية للزوجة والأبناء الحق في النفقة من المأكل والملبس والمسكن بما يقدر عليه الزوج، من مسؤولية الزوج العمل وإعالة زوجته، من مسؤوليات الزوج كذلك الحماية، يجب على الزوج حماية زوجته بما في ذلك سلامتها الجسدية والنفسية.

العلاقة بين الزوج والزوجة في الإسلام

من مسؤوليات الزوجة على الزوج الطاعة، في الإسلام يجب على الزوجة طاعة زوجها في الأمور التي لا تتضمن معصية الله تعالى، هذا المفهوم غريب تمامًا على العديد من الغربيين.

أولاً، يجب على الزوجة طاعة زوجها في حدود ما أمرها الله تعالى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا صلَّت المرأةُ خمسَها وصامت شهرَها وحفِظت فرجَها وأطاعت زوجَها قيل لها ادخُلي الجنَّةَ من أيِّ أبوابِ الجنَّةِ شئتِ”،ورواه ابن حبان في صحيحه.

ثانياً، إن طاعة الزوجة لزوجها ليست طاعة العبد لسيده؛ إنها امرأة حرة وليست جارية، ومعنى هذا أن زوجها لا يستطيع أن يسيء استخدام سلطته على زوجته ويتصرف معها كطاغية، وعليه أن يتذكر أنه عبد عند الله تعالى، ويسأل عن كيفية معاملته لزوجته.

ثالثًا، يجب على الزوج أن يدير شؤون أسرته بالتشاور المتبادل مع زوجته، ولكنه في النهاية هو صاحب القرار وسيكون مسؤولاً أمام الله تعالى عن قراره، يجب ألا تعترض الزوجة على سلطته في اتخاذ القرار وأن تدرك أنه مثل كل شركة لديها رئيس تنفيذي، فإن العائلة مثل إي شركة والزوج هو الرئيس التنفيذي لها، يجب أن يتذكر الزوج  أن عليه أن يوازن بين سلطته والمعاملة الحسنة التي هي من مسؤوليات الزوج للزوجة.

إخفاء أسرار الزوجية، يجب ألا يتحدث أي من الزوجين عن حياتهم الخاصة مع الأصدقاء وأفراد الأسرة، يعتبر هذا أمر غير لائق، كلاهما يجب أن يحترم خصوصية الآخر في هذا الموضوع.

واجبات الزوج وزوجته في الإسلام

إن الله تعالى قد أوكل على الزوجة بعض الواجبات تجاه الزوج، فقد أوكل بعض واجبات الزوج تجاه زوجته، إن أداء هذه الواجبات هي وسيلة للتقرب من الله تعالى، نعمة من نعم الله تعالى التي فرضها لحماية الأسرة.

لا يجب أن يحمل أي الزوج المؤمن أي كراهية وسوء تجاه أي زوجته المؤمنة؛ لأنه إذا بدأ أي من أفعالها سيئًا، فهناك أيضًا الأشياء الجيدة فيها، هذا يعني إذا كانت الزوجة بها بعض النواقص، فهذا لا يعني أن كل شيء فيها ليس جيدًا، لديها بالتأكيد بعض الصفات الجيدة أيضًا، وعليه ينبغي للزوج أن يمدح صفاتها الحسنة ويحاول تدارك نواقصها.

يجب على كل زوج أن يتذكر أن الزوجة قد تركت والديها وكل شيء آخر واختارت الزوج، وبالتالي ينبغي الاعتناء بها بشكل صحيح، كما يجب أن يقوم الزوج بحقه كزوج تجاه زوجته؛ حتى لا تتجه إلى المعصية والزنا، وهذا يعني أنه لا ينبغي للزوج أن يبتعد عن زوجته لفترات طويلة بداعي السفر أو غيره.

أن يكون لدى الزوج إيمان وثقة بزوجته، وأن يكون كذلك لها نفس الإيمان والثقة به، لا ينبغي لكليهما أن يوجه الاتهامات الباطلة لبعضهما البعض؛ لأن هذا يؤدي إلى فسخ الزواج، وهو فعل يغضب الله تعالى ومعصية له، كما يجب أن يكون الزوج دائمًا نظيفًا وأن يرتدي ملابس جيدة عندما يكون مع زوجته، ولا ينبغي أن يحرجها أو يصرخها ويهددها في حضور الآخرين، لا ينبغي للزوج أن يصرخ في وجه زوجته ويوبخها على أمور تافهة، ولا يجب على الزوجة أن تضايقه في الأمور التافهة.

إذا وقع خلاف بين الزوج والزوجة، فعليهما محاولة حله بأنفسهما بالتفاهم، وإذا لم يتم حله، فيجب عرضه على الشيوخ للاستشارة، لا ينبغي للرجل أن يتسرع في إعطاء الطلاق لزوجته، ينبغي أن يهدأ غضبه قبل أن يتخذ أي قرارات غير عقلانية ثم يفكر بهدوء، إذا كان للإنسان أكثر من زوجة واحدة، ليس أكثر من أربع، فيجب أن يكون عادلاً معهم جميعًا وأن يعتني بهم على قدم المساواة، الاعتناء ببعض منهن وإهمال بعضهن هو أمر خاطئ.

المصدر: التعامل الأسري وفق الهدي النبوي، حنان قرقوتي، 2013أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالمجتمع والأسرة في الإسلام،محمد طاهر الجوابي،2020الإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011


شارك المقالة: