الجرذ الكنغري وصغاره

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أنّ الجرذ الكنغري (Kangaroo Rat) هو وحش لطيف للغاية إلّا أنّه أحد أبطال مملكة الحيوان عندما يتعلق الأمر ببراعة القفز، ويمكن لأحد هذه الحيوانات الصغيرة القفز بقدر 9 أقدام، وإذا تمكن الإنسان العادي من القفز على تلك المسافة فسيكون قادرًا على القفز أكثر من 20 قدمًا في المرة الواحدة، وليس ذلك فحسب فقد تكيف جرذ الكنغر بشكل جميل مع موطنه الصحراوي لدرجة أنّه نادرًا ما يحتاج في حياته إلى رشفة من الماء، وواحدة من الحقائق الأكثر إثارة للاهتمام حول جرذ الكنغر هي أنّه على الرغم من اسمه ومظهره فإنّ الحيوان ليس فأرًا ولا جرذًا بل هو أقرب إلى جيب غوفر.

مظهر الجرذ الكنغري

هذه القوارض صغيرة ذات عيون داكنة لامعة ورؤوس مستديرة كبيرة ومعظم الأنواع لها أربعة أصابع في كل قدم خلفية، وتتمتع جميعها بأرجل خلفية قوية تسمح لها بالقفز عدة مرات بطول أجسامها، وهذه الأرجل الخلفية هي التي أعطتهم اسم جرذ الكنغري، وأرجلهم الأمامية أصغر بكثير، وذيولها التي تستخدم لتحقيق التوازن معنقدة وأطول من بقية جسم الحيوان، ويحتوي القارض أيضًا على أكياس خد مبطنة بالفراء، وتملأ القوارض هذه الأكياس بالبذور وتودع البذور في المخابئ الموجودة في أراضيها، ويمتلك الحيوان أيضًا فروًا طويلًا نسبيًا ناعمًا بدرجات اللون البني والرمادي وبطن أبيض.

سلوك جرذ الكنغري

إنّ أكثر ما يميز سلوك الحيوان هو طول قفزته، ويقفز لتجنب الحيوانات المفترسة ويستخدم أيضًا ما يسمى بوضع تجميد الحركة لجعل من الصعب على الحيوانات المفترسة العثور عليها، وفي هذا الوضع يذهبون ساكنين تمامًا ثم يتحركون فجأة.

موطن الجرذ الكنغري

تم العثور على الجرذ الكنغري في الصحاري من تحت مستوى سطح البحر إلى ارتفاع يصل إلى 7000 قدم فوق مستوى سطح البحر، وغالبًا ما يتم العثور على جرذ الكنغر في أورد (Ord) في هذا النوع من الارتفاعات، وهذا النوع معروف أيضًا بقدرته على العيش في جحور مبنية في كثبان رملية متحركة، وتشمل أنواع الصحاري التي يعيش فيها الآخرون الأراضي العشبية وهي موطن جرذ الكنغر العملاق ومسطحات الكريوزوت والمراعي المفتوحة.

حمية الجرذ الكنغري

يتكون النظام الغذائي لهذه الحيوانات في الغالب من البذور والفاصوليا، والتي يجمعونها في أكياس ويعيدونها إلى أراضيهم، وتأتي هذه البذور والفاصوليا من نباتات مثل شجيرات الكريوزوت والأوكوتيلوس والمسكيت، ويجمع الحيوان بذورًا أكثر مما يحتاج في وقت واحد ويخزنها في وقت لاحق.

وتسمح فئران الكنغر العملاقة للبذور بالجفاف في أكوام أو حفر تُعرف باسم أكوام القش قبل أن تأخذها إلى جحورها، وعندما تندر البذور والنباتات الأخرى تأكل القوارض العث والجنادب والحشرات الأخرى، ومن المعروف أنّهم يأكلون الحبوب التجارية مثل القمح، كما تستخدم هذه الحيوانات الماء بكفاءة عالية لدرجة أنّها لا تضطر أبدًا للشرب، وهذا ينطبق بشكل خاص على جرذ الكنغر ميريام الذي لا يحتاج أبدًا إلى شرب الماء.

الجرذ الكنغري والتهديدات

هذه الحيوانات لديها ثروة من الحيوانات المفترسة، وما يقرب من كل حيوان آكل اللحوم يعيش أو يزور الصحراء يعتبرهم فريسة بما في ذلك الكلاب والقطط الأليفة، كما يتم الاستيلاء على موطنها التقليدي للزراعة وإسكان البشر.

تكاثر الجرذ الكنغري والصغار

هذه القوارض لا تتزاوج مدى الحياة ولا تقيد نفسها بشريك واحد عندما يتعلق الأمر بالتكاثر، وعندما تكون الأنثى قادرة على الإنجاب فإنّها تتزاوج مع العديد من الذكور، وقبل التزاوج سيطارد الذكر والأنثى بعضهما البعض بطريقة تبدو مرحة لأي شخص متفرج، وتكون هذه الحيوانات جاهزة للتزاوج عندما يبلغ عمرها ثلاثة أشهر تقريبًا ويمكن للأنثى أن تلد عدة فضلات تحتوي على متوسط ​​ثلاثة صغار سنويًا، ويكون معدل التكاثر أعلى خلال السنوات التي يكون فيها الطعام وفيرًا.

الأنثى حامل لمدة تقل عن شهر بقليل قبل أن تضع مولودها، وقبل ذلك كانت تصنع عشًا مبطنًا بالفراء، والأطفال مكفوفون وبدون فرو، ويتم فطامهم بعد حوالي 25 يومًا وبحلول الأسبوع الثالث من حياتهم يكونون مستقلين على الرغم من أنه يمكنهم البقاء مع والدتهم لبضعة أشهر أخرى.

تعيش هذه الحيوانات في جحور تحت الرمال أو التربة الناعمة للصحراء، ولا يوجد سوى شخص بالغ واحد في الجحر، ويحتفظون بهذه الجحور خلال الجزء الأكثر سخونة من النهار وأثناء العواصف وغيرها من الأحوال الجوية السيئة ويخرجون ليلًا للبحث عن الطعام، ويساعد قضاء اليوم كله في جحرهم في الحفاظ على المياه الثمينة وتجنب الحيوانات المفترسة في نفس الوقت، وتحتوي الجحور مثل الشقق على غرف مختلفة لأنشطة مختلفة مثل النوم، وتتزاوج بعض فئران الكنغر في جحورها، وتتراوح مساحة أراضيهم عادة بين 200 و 300 قدم وتتداخل، وعادة ما تكون هذه الحيوانات منفردة ولكنها تجتمع معًا لتتزاوج وتجد الطعام.

يبدو أن لدى الذكور نوعًا من التسلسل الهرمي الاجتماعي ويكون للذكور الأكثر سيطرةً إمكانية وصول أكبر إلى الإناث عندما يحين وقت التزاوج، ولقد أظهروا أيضًا أنّهم يقاتلون بعضهم البعض من خلال القفز في الهواء والركل على بعضهم البعض بأرجلهم الخلفية والإناث أكثر مسالمة، وعلى الرغم من أنّ هذه الحيوانات لديها مجموعة متنوعة من الأصوات إلّا أنّ معظم الأنواع تتواصل عن طريق قرع أقدامها.

كما أنّ حقائق السكان تعتمد على الأنواع، ويعتبر جرذ الكنغري العملاق على سبيل المثال مهدد بالانقراض، ويعتبر جرذ الكنغر من أورد وهو النوع الأكثر شيوعًا أقل أهمية في الولايات المتحدة على الرغم من أنّه يعتبر عرضة للخطر في غرب كندا، ويعتبر فأر كنغر ميريام أيضًا أقل أهمية في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (IUCN – International Union for Conservation of Nature) ولكنه يعتبر معرضًا للخطر على القائمة الفيدرالية الأمريكية.

الجربوع مقابل الجرذ الكنغري

تطور جرذ الجربوع والجرذ الكنغري في أجزاء مختلفة من العالم ولكن على مر العصور طورت تكيفات للعيش بشكل مريح في الصحاري، ولتكون قادرًا على الهروب من الحيوانات المفترسة بسرعة بفضل الأرجل الخلفية القوية والربيعية، وتشمل الاختلافات عادة الجربوع في بناء أكثر من جحر واحد، ويمكن للجربوع أن تبني جحرًا للنهار وآخر ليلًا وحفرًا للصيف وحفرًا لفصل الشتاء، والجربوع يسبت خلال الشتاء بينما فئران الكنغر لا تفعل ذلك.

أحد أسباب إسبات الجربوع وعدم وجود جرذان الكنغر هو أنّ الجربوع لا تخزن طعامها كما تفعل فئران الكنغر، ويمكن لفئران الكنغر أن تأكل البذور التي خزنتها طوال فصل الشتاء، ولا يستطيع الجربوع أيضًا أن يأكل البذور الصلبة رغم أنّه يأكل الحشرات والعشب والفطر، ويسافرون على نطاق واسع بحثًا عن الطعام، بينما لا تحب جرذان الكنغر مغادرة أراضيها الصغيرة، ويحتوي الجربوع أيضًا على ثلاثة أصابع في قدميه الخلفيتين مقابل أربعة أو خمسة أصابع، وبعض أنواع الجربوع مؤنسة مثل الجربوع المصرية الكبرى، كما أنّها تحتل مجموعة متنوعة من الموائل بما في ذلك المستنقعات والمراعي أكثر من جرذ الكنغر.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: