الوعل السيبيري وصغاره

اقرأ في هذا المقال


الوعل السيبيري (Siberian Ibex) هو عنزة سيبيريا ذات القدمين، ويذهل الوعل السيبيري المتفرجين لسببين على الأقل، فأولاً لا يمكن للمرء مشاهدتها وهي تتسلق منحدرات موطنها الجبلي دون أن تحبس أنفاسه، وكيف يتسلق مثل هذا الحيوان الضخم مثل هذه الوجوه الصخرية الشفافة دون أن يغرق حتى الموت؟ وحتى الوعل الصغير يقفز من حافة ارتفاعها 10000 قدم إلى الأخرى كما لو كانت لعبة، والشيء الآخر هو حجم قرون الذكر فهي ضخمة ومخففة ومنحنية للخلف، وكيف يدعم رأسه الصغير مثل هذه الأبواق؟ ولقد كلف روعتهم العديد من الوعل يخسر حياته على يد صائد الجوائز، ومع ذلك لا يزال الوعل السيبيري باقياً دون أن تخافه المنحدرات والحيوانات المفترسة.

مظهر الوعل السيبيري

من بين الأنواع التسعة في جنس كابرا يعد الوعل السيبيري هو الأكبر، ويمكن أن يتراوح طول الذكور من 4.26 إلى 5.41 قدمًا، ويقف ارتفاعًا من 2.62 إلى 3.28 بوصات عند الكتف ويزن من 176 إلى 220 رطلاً، والإناث أصغر حجمًا بمتوسط ​​طول يزيد قليلاً عن 4.43 قدم ويزن 66 إلى 88 رطلاً، كما إنّها حيوانات قوية ذات أعناق قصيرة وسميكة وأضلاع أسطوانية، ولديهم كمامات وظهر مستقيم وكل من الذكور والإناث لديهم لحى وغدة رائحة تحت الذيل، ويمتلك الذكر لحية أطول ويمارس مجموعة مذهلة من القرون يمكن أن يصل طولها إلى حوالي 5 أقدام، ومنحنية ومخلفة فهي ليست قرونًا لأنّها لا تتساقط وتستمر في النمو طالما يعيش الحيوان، وأنثى الوعل السيبيري لها قرون أيضًا ولكن قرونها أصغر حجمًا وأرق.

يمتلك الحيوان عددًا غير عادي من الأسماء ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الاختلافات في معطفه، وتختلف ألوان المعطف تبعًا لعمر الوعل وجنسه وحجمه ومكان وجوده، وأحد الأشياء التي يشترك فيها الوعل السيبيري مع الوعل الآخر هو أن بطنه شاحب وشريط غامق أسفل ظهره، وبخلاف ذلك تحتوي بعض الوعل على معاطف صفراء أو بنية داكنة أو حتى حمراء، كما أنّها تتساقط في الأشهر الأكثر دفئًا ويكون معطفها الصيفي أكثر شحوبًا من معطف الشتاء، وإنّه أطول وأثقل ماعزًا على الرغم من أنّ المارشور أطول قليلاً كما أنّ لديها أكبر قرون الماعز، ويمكن أن تنمو قرون الذكر إلى 45 بوصة ولا يوجد زوجان من القرون متشابهين تمامًا.

موطن الوعل السيبيري

تم العثور على الوعل السيبيري في آسيا الوسطى في مناطق من دول مثل طاجيكستان والصين والهند وأفغانستان وكازاخستان ومنغوليا وباكستان وروسيا، كما إنّهم في منازلهم تمامًا بين المنحدرات الشديدة للعديد من السلاسل الجبلية بما في ذلك جبال الهيمالايا وسايان وبامير وألاي، وهذه الجبال شاهقة الارتفاع وشديدة الانحدار لدرجة أنّه يشكل خطورة على الجميع ماعدا الحيوانات المفترسة الأكثر تأكدًا من أقدامها.

يمكن أن تعمل الوعل بسرعة تصل إلى 45 ميلاً في الساعة ويمكن أن تقفز أكثر من ستة أقدام مباشرة في الهواء ولكنها بنيت بالفعل لتسلق الجبال والمنحدرات، وهذا لأنّ لديهم حوافر صلبة حادة الحواف قيعانها ناعمة إلى حد ما في الوسادات، وعندما ينتقل الوعل من وجه صخري إلى آخر ويمكن أن تتمسك حوافره مثل كوب الشفط.

حمية الوعل السيبيري

الوعل السيبيري لديه نظام غذائي آكل للأعشاب وبسبب ذلك فإنّه يقضي معظم يومه في البحث عن الطعام، والوعل من الحيوانات المجترة ولها معدة متعددة الغرف تساعدها على تكسير السليلوز القاسي في نظامهم الغذائي، ولحسن الحظ يتنوع النظام الغذائي وقد لوحظ أنّ الوعل يأكل ما لا يقل عن 140 نوعًا مختلفًا من النباتات، وتشمل العشب الأخضر والأغصان خاصة خلال الأشهر الدافئة، وفي الخريف يأكلون أيضًا اللحاء والسيقان والبراعم والأوراق والأشنة وثمار ورود الكلاب والكشمش، وخلال فصول الشتاء القاسية غالبًا ما يمكن رؤيتهم يبحثون عن الطعام على المنحدرات الجنوبية للجبال لأنّهم يحصلون على مزيد من أشعة الشمس مما يعني أنّ لديهم المزيد من الطعام.

الوعل يحتاج إلى الماء ولكن يمكن أن يستمر لبضعة أيام بدونه كما أنّها تستفيد من لعق الملح، ويمكن أن يأكل ذكر الوعل ما يصل إلى 35 رطلاً من الطعام يوميًا بينما تأكل الإناث 18 إلى 22 رطلاً، ويعتمد المكان الذي يتغذى فيه قطيع الوعل على ما إذا كان يتكون من ذكور أم إناث، وغالبًا ما توجد الإناث المسؤولة عن الأطفال بالقرب من المياه والنباتات التي تحتوي على نسبة عالية من العناصر الغذائية.

الوعل السيبيري والتهديدات

إلى جانب البشر الذين يصطادونهم من أجل الرياضة فإنّ الوعل السيبيري لديه عدد كبير من الحيوانات المفترسة الطبيعية، والمفترس الأول هو نمر الثلج الذي يعيش تقريبًا في المنزل على المنحدرات الصخرية لجبال الهيمالايا مثل الوعل، وعلى الرغم من أنّ الحيوانات المفترسة الأخرى تأخذ أطفالًا غير محميين إلّا أنّ نمر الثلج يمكنه التعامل مع البالغين، والحيوانات المفترسة الأخرى هي: النسور الذهبية ودولز والوشق الأوراسي والدببة البنية والذئاب والثعالب ولفيرين.

الوعل هو أيضا مضيف للطفيليات، ومن المثير للاهتمام أنّ وجود الطفيل الخارجي مثل القراد مفيد للعديد من الطيور التي تشترك في موطن الوعل، وطائر العقعق على سبيل المثال يأكل القراد الذي يجده في الوعل، كما أن ضغوط الشبق تضعف ذكر الوعل مما يجعل من السهل أن تأخذه الحيوانات آكلة اللحوم الكبيرة.

تكاثر الوعل السيبيري والصغار

موسم التكاثر أو الشبق هو عندما تتجمع قطعان الوعل معًا، ويبدأ عادةً في شهر أكتوبر تقريبًا ويمكن أن يستمر حتى يناير اعتمادًا على الطقس والمنطقة، وتناضل الظبيات من أجل حق التزاوج مع الإناث المتاحة، وفي بعض الأحيان يصطدمون بالأبواق ولكن الإصابة الخطيرة أمر نادر الحدوث، ويمكن للظبي المنتصر أن يحرس حريمًا بقدر 15 يفعل، وبشكل عام تكون الظبيات جاهزة للتزاوج عندما يبلغون من العمر خمس سنوات تقريبًا لأنها في ذلك الوقت تكون كبيرة بما يكفي لمحاربة الذكور الآخرين، ومع ذلك لن يكبروا بشكل كامل حتى يبلغوا التاسعة من العمر، ويمكن للإناث أن تبدأ في التكاثر عندما تبلغ من العمر عامين تقريبًا.

سيحاكم الظبي الظبية لمدة نصف ساعة أو أكثر حتى تقبله، وقد يحتاجون إلى ترك بقية القطيع لفترة من الوقت للابتعاد عن الظبيات التنافسية والتزاوج بالفعل، والظبية حامل منذ حوالي ستة أشهر، وقبل حوالي أسبوع من الولادة وتترك القطيع لتلد بنفسها، وعادةً ما ينجب الوعل طفلًا واحدًا في كل مرة ولكن لم يُسمع به من طفلين أو حتى ثلاثة أطفال.

يزن الأطفال حوالي 6.6 رطلاً ولهم معاطف سميكة ويمكنهم المشي بعد الولادة بقليل، ويبدأون في نمو القرون عندما يبلغون من العمر حوالي شهر، وتنضم الأم إلى القطيع بعد حوالي أسبوع ولكنها تترك الطفل في مكان سري لحمايته من الحيوانات المفترسة أثناء بحثها عن الطعام، وعندما ينضم الطفل إلى القطيع يعتمد على مدى قدرته على المناورة فوق الجبال، وعلى الرغم من أنّه يمكن أن يأكل العشب بعد وقت قصير من ولادته إلّا أنّه يفطم عندما يبلغ من العمر خمسة إلى ثمانية أشهر، ومع ذلك قد يظل الطفل قريبًا من والدته لمدة تصل إلى عام.

نظرًا لوجود عدد من الحيوانات المفترسة الطبيعية لديهم فإنّ الوعل السيبيري دائمًا ما يبحث عن الخطر، وإذا شعروا بالخطر فسيقوم الأطفال بثغاء ويصفير الكبار لبعضهم البعض، واكتشف العلماء أيضًا أن الحيوانات ظلت دائمًا قريبة من طريق الهروب، ويبلغ عمر ذكر الوعل السيبيري حوالي 15 عامًا بينما يبلغ عمر الظبية حوالي 17 عامًا، ويمكن أن يعيش الوعل الأسير أكثر من 20 عامًا.

يعتقد علماء الأحياء أن هناك أكثر من 256000 من الوعل السيبيري البري منتشر فوق آسيا الوسطى، ومع ذلك فإنّ الأعداد آخذة في التدهور وحالة الحفاظ على الحيوان شبه مهددة، ومع ذلك لا يعتقد بعض العلماء أنّه في الواقع معرض للخطر ويضعونه في فئة أقل القلق.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016. ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: