حياة حيوان القندس وصغيره

اقرأ في هذا المقال


القندس هو أحد القوارض شبه المائية الكبيرة في جنس الخروع، والتي تعود أصولها إلى نصف الكرة الشمالي المعتدل، ويحتوي القندس على نوعين متميزين أي سمور أمريكا الشمالية (Castor canadensis) وأوراسيا (ألياف الخروع).

حيوان القندس

تعتبر القنادس أكبر القوارض في أمريكا، وهي واحدة من القوارض القليلة الوحيدة المعروفة بتعديل البيئة بشكل كبير، ومن المعروف أنّ القنادس هي رمز للصناعة وأخلاقيات العمل؛ لأنّها معروفة بتغيير المناظر الطبيعية المحيطة كوسيلة لحماية أنفسهم من أي نوع من الحيوانات المفترسة الخطرة، ومن المعروف أنّ القنادس تبني سدودًا تقلل من تآكل التيار وتشكل بركًا بطيئة الحركة، ونظرًا لأنّ السدود لها آثارها المفيدة على بقية البيئة، فإنّ القنادس تعتبر من الأنواع الأساسية أينما استقرت، ومن المعروف أيضًا أنّ القنادس توفر موطنًا مائيًا لعشرات الأنواع الأخرى.

تاريخ القنادس

يستخدم القنادس حوامل الرائحة المكونة من الأوساخ والحطام والكاستوريوم، وهو سائل يعتمد على البول يفرز من أكياس الخروع للاحتفاظ بالمناطق وتمييزها، وقد يميز القنادس أقاربهم عن إفرازات الغدد الشرجية وهم أكثر عرضة لقبولهم كجيران، وعادة ما يتم اصطياد القنادس بحثًا عن شعرهم وفاكهتهم وجبن الكاستوريوم، ويستخدم الكاستوريوم في الطب والعطور والمنكهات الغذائية.

تعد جلود القندس مصدرًا مهمًا لإيرادات تجارة الفراء، ولقد قضى الصيد الجائر على كلا الحيوانين تقريبًا قبل وضع الحماية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، والقندس هو الحيوان الرسمي لكندا ويمثل الاجتهاد في المجتمع البشري.

الاسم العلمي للقنادس

تنتمي جميع أنواع القندس الحية إلى جنس (Castor)، وكاستور هو اسم علمي يعني ببساطة سمور في اللغة اليونانية القديمة، وهناك نوعان أساسيان من القنادس في الجنس وهما القندس الأوراسي وقندس أمريكا الشمالية، ويمكن تقسيم كل منهما إلى نوع فرعي مختلف، ومن المعروف أنّ القندس الأوراسي يمتلك جمجمة مستطيلة للغاية مع فتحة أنف مثلثة الشكل وذيل أضيق وله أيضًا لون فرو أفتح، ومن ناحية أخرى من المعروف أنّ سمور أمريكا الشمالية أطول قليلاً.

بخلاف النوعين الحاليين من القنادس الحية كان هناك نوعان آخران منقرضان من هذا الجنس والآن يعتبران منقرضين، وواحد من هؤلاء هو كاستور كاليفورنيكوس (Castor californicus)، الذي يُعتقد أنّه سار وعاش في أمريكا الشمالية وربما انقرض في مرحلة ما في العصر الجليدي الذي كان ما بين 2.58 مليون سنة إلى 11700 سنة مضت، ويُعرف الجنس الثاني من القنادس باسم القنادس العملاقة، والتي ربما انقرضت خلال العصر الجليدي الأخير، وكانت القنادس العملاقة مخلوقًا ضخمًا نما طوله حوالي 8 أقدام ووزنه حوالي 200 رطل.

مظهر القندس

جسم القندس قوي البنية وله عنق قوي ورأس عريض وأذنان صغيرتان ومستديرتان ومخالب بارعة وأقدام مكشوفة وذيل مسطح، ولونها بني محمر وهو مقاوم للماء أيضًا، ويتكون من طبقتين هما طبقة سفلية أكثر نعومة وشعر واقي أكثر أو الطبقة العليا، ومن المعروف أيضًا أنّ القنادس لديها مخلب متخصص في القدم الخلفية يعمل أيضًا كمشط لتنظيف الفراء.

طور القندس مجموعة كاملة من التعديلات التي تساعده على البقاء في بيئته الطبيعية، ولديهم أسنان حادة للغاية ومحصنة بالمعادن النادرة والحديد الذي يعطيهم اللون البرتقالي، والأسنان أيضًا منحنية للخلف مما يساعدها على قطع الأشجار الكبيرة.

يمتلك القنادس ذيلًا عريضًا وناعمًا وجلديًا وله العديد من الوظائف مثل أنّه يساعد في الحفاظ على الدهون الزائدة لفصل الشتاء، ويعمل كإشارة للآخرين عند صفعه في الماء ويدعم الجسم على الأرض عند مضغ الأشجار، ويمكن إغلاق رأس القندس وأنفه وغشاءه الذي يمثل في الأساس جفنًا إضافيًا والشفاه خلف الأسنان لمنع دخول الماء إلى جسمه أثناء وجوده تحت الماء، ويمكن للقنادس السباحة بسرعة تصل إلى 5 أميال في الساعة أثناء دفعها بواسطة الكفوف الخلفية.

يعتبر القندس ثاني أكبر قوارض في العالم بعد الكابيبارا فقط، ويمكن أن يصل طوله إلى أربعة أقدام من الرأس إلى الردف ويبلغ طول ذيله 20 بوصة، والقندس من نفس حجم الكلب ويصل وزنه إلى 66 رطلاً، ومظهر القنادس الأوراسي وأمريكا الشمالية مشابه إلى حد ما على الرغم من وجود بعض الفروق الطفيفة بينهما، وحجم الأنواع في أمريكا الشمالية أصغر إلى حد ما، كما أنّ لها رأسًا أصغر وذيلًا أكثر تقريبًا في الشكل، وعلى الرغم من المحاولات البشرية لا يمكن تهجين الحيوانين وربما لأنّ لديهما أعدادًا مختلفة من الكروموسومات.

موطن القندس

يمكن العثور على القنادس في عدد من موائل المياه العذبة مثل الأنهار والجداول والبرك والبحيرات، والقنادس من الحيوانات العاشبة، ومن المعروف أنّها تستهلك لحاء الأشجار والنباتات المائية والأعشاب والرسديات، ويستخدم القنادس أغصان الأشجار والنباتات والصخور والطين لبناء السدود والنزل، ومن المعروف أنهم يمضغون الأشجار لمواد البناء، والمساكن والمخازن اللعينة تستخدم كملاجئ.

من المعروف أنّ القنادس تبني السدود لأنّها تبطئ تدفق المياه في الجدول والأنهار، كما أنّها تبني مساكن مستقرة للحماية في القرون التي أنشأوها، والقنادس أذكياء جدًا وهم يبنون السدود وفقًا لسرعة الماء، وفي الأماكن التي يكون فيها تدفق المياه بطيئًا يكون السد المبني مستقيمًا، وعندما يكون جريان المياه سريعًا يتم بناء السد بمنحنى فيه؛ لأنه يساعد في توفير الاستقرار حتى لا ينجرف السد، وبمساعدة العصي والطين والصخور يقوم القنادس ببناء المحافل، ويقوم القنادس أحيانًا ببناء نزل على جوانب الضفاف عندما يكون تدفق المياه سريعًا من الأنهار والجداول.

عندما يتعلق الأمر بالموائل الطبيعية والأماكن التي توجد فيها القنادس، فإنّ قندس أمريكا الشمالية لديه نطاق هائل يمتد عبر معظم كندا والولايات المتحدة الأمريكية وكذلك أجزاء قليلة من المكسيك وفنلندا، ومن ناحية أخرى تم العثور على القندس الأوراسي في جميع أنحاء أوروبا والمملكة المتحدة وكذلك في آسيا الوسطى، وتوجد فقط في موائل المياه العذبة للغابات والشجيرات الكثيفة مثل الجداول والبحيرات والأراضي الرطبة والأنهار.

تكاثر وصغار القنادس

يُعرف القندس بكونه رفيقًا مخلصًا يمكنه تكوين علاقات أحادية الزواج طويلة الأمد وقوية للغاية مع صديق واحد، وإذا مات رفيقه سيبحث الشريك المتبقي عن شريك جديد، ومن ناحية أخرى كشف التحليل الجيني لعام 2009 عن بعض التفاصيل غير العادية حول استراتيجية التكاثر لدى القندس، حيث يمكنهم مثل البشر الانخراط في علاقات مختلطة قصيرة الأجل عندما تسنح الفرصة.

يتزاوج القنادس مرة واحدة في السنة بين يناير ومارس في الشمال ونوفمبر وديسمبر في الجنوب، وتستعد الأنثى للولادة عن طريق صنع سرير مريح في النزل واستخدام ذيلها كمنصة ولادة، وتلد الأم من مجموعة واحدة إلى أربع مجموعات في المرة الواحدة بعد دورة حمل مدتها ثلاثة أشهر، وتمتلك هذه الجراء معطفًا كاملًا من الشعر وعينين مفتوحتين وقدرة على السباحة عند ولادتها.

يتمتع كلا الوالدين بتعليم صارم (بالإضافة إلى الحماية) لتدريبهما على قسوة مرحلة البلوغ، ويتم فطامهم من قبل والدتهم بعد حوالي ثلاثة أشهر ويستمرون في التركيز كليًا على الطعام الصلب، ويبقى معظم الأطفال مع والديهم خلال العامين الأولين من حياتهم (للمساعدة في رعاية الطفل وبناء السدود) ثم يصبحون ناضجين جنسياً في العام التالي، وفي البرية يبلغ متوسط ​​العمر المتوقع للقنادس من 10 إلى 20 عامًا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: