حيوان آكل النمل العملاق وصغاره

اقرأ في هذا المقال


يعد آكل النمل العملاق حيوان ثدي مثير للإعجاب موجود في أمريكا الجنوبية والوسطى واسمه العلمي (Myrmecophaga tridactyla)، ولكن من الممكن أن تكون هذا الاسم لهذا الحيوان مخادع، حيث أنّ اسمها هو إشارة إلى أحد الأطعمة المفضلة لديه، وليس من الممكن أن يفوت المرء خطمها الطويل وغيرها من المظاهر الرائعة لدى هذا الحيوان العجيب، فآكل النمل هو جزء من رتيبة الفيرميلينجوا والتي تعني بشكل مناسب لسان الدودة.

أنواع آكلات النمل

هناك أربعة أنواع من آكلات النمل وهي:

1- آكل النمل العملاق (giant anteater).

2- آكل النمل الحريري (silky anteater).

3- تاماندوا الشمالية (northern tamandua).

4- التاماندوا الجنوبية (southern tamandua).

النطاق الجغرافي والموطن

توجد آكلات النمل العملاقة في أمريكا الوسطى والجنوبية من جنوب بليز وغواتيمالا إلى شمال الأرجنتين، وتستخدم آكلات النمل العملاقة مجموعة متنوعة من الموائل بما في ذلك المستنقعات والغابات والمراعي، وتختار هذه الحيوانات مناطق منعزلة ومغطاة للنوم، ويمكن العثور على آكلات النمل العملاقة في كل من المناطق الريفية والمكتظة بالسكان.

المظهر

تعتبر آكلات النمل العملاقة مميزة تمامًا من الناحية الشكلية فهي أكبر أنواع النمل، فالخطم طويل الذي يصل طوله إلى 45 سم والجمجمة مبسطة بأعين وأذنين صغيرتين، والذيل كبير كثيف ويبلغ طول الجسم تقريبًا، ويبلغ طول الرأس والجسم من 1000 إلى 1200 ملم وطول الذيل من 650 إلى 900 ملم، ويتراوح الوزن من 18 إلى 39 كجم.

كما تمتلك آكلات النمل العملاقة فروًا سميكًا وخشنًا وأطول تجاه الذيلو، معطفهم بني مع خطوط سوداء وبيضاء على الكتفين وقمة من الشعر على طول منتصف الظهر، والأرجل الأمامية بيضاء مع خطوط سوداء عند أصابع القدم، وقدمهم الخلفية لديهم 5 مخالب قصيرة، بينما أقدامهم الأمامية بها 5 مخالب مع 3 الداخلية طويلة جدًا وحادة، كما إنّهم يمشون على معصمي أقدامهم الأمامية مع هذه المخالب الكبيرة الملتفة بعيدًا عن الطريق، والنمل العملاق ليس له أسنان ويمكن تمديد اللسان بمقدار 610 مم خارج الفم وبه نتوءات تشبه العمود الفقري.

التكاثر والصغار

نظام تزاوج لدى حيوانات آكل النمل غير معروف، ويلاحظ السلوك الإنجابي في المقام الأول في الأسر، وتستغرق فترة الحمل 190 يومًا تقريبًا وبعدها تلد الإناث صغيرًا واحدًا يزن حوالي 1.3 كجم، وتلد الإناث واقفة وعلى الفور يصعد آكل النمل الصغير على ظهرها، ويولد الصغار مع معطف كامل من الشعر وعلامات تشبه الكبار، ويحدث التكاثر على مدار العام في الأسر والبرية على الرغم من الإبلاغ عن أوقات التكاثر الموسمية في أجزاء من مداها، ويمكن أن تكون الفترات بين الولادات منخفضة حتى 9 أشهر، وبلوغ النضج الجنسي ما بين 2.5 و 4 سنوات والغدد الثديية هي جانبية للإبطين على الصدر.

يولد الصغار مع معطف كامل من الشعر وعلامات البالغين وقادرون على التشبث بأمهم عند الولادة، وستحمل الأم الطفل على ظهرها حتى يبلغ نصف حجمها تقريبًا أي حوالي 6 إلى 9 أشهر، ويرضع الصغار لمدة 2 إلى 6 أشهر، ويصبحون مستقلين بعد حوالي عامين أو عندما تحمل الأم مرة أخرى والذي قد يكون قريبًا، ومن المعروف أنّ آكلات النمل العملاقة تعيش حتى 25 عامًا و 10 أشهر في الأسر، وطول العمر في البرية غير معروف.

الخصائص السلوكية

عادة ما تكون آكلات النمل العملاقة منفردة باستثناء أزواج الأم وصغار العمر، حيث يجتمعون فقط لفترات وجيزة من أجل التودد والمواجهات المؤلمة، وقد يكون لديهم مساكن كبيرة ومحددة تصل إلى 9000 هكتار في المنطقة، ولكنهم يتجولون أيضًا على نطاق واسع، وعندما تواجه آكلات النمل العملاقة بعضها البعض في البرية، فإنّها غالبًا ما تتجاهل بعضها البعض أو تهرب على الرغم من حدوث مواجهات مؤلمة أيضًا، وعادة ما تصبح آكلات النمل العملاقة نهارية ليلية في مناطق ذات كثافة بشرية عالية أو خلال أنواع معينة من الطقس.

كما إنّها أرضية ولكنها سباح جيد أيضًا وعلى الرغم من أنّها لا تتسلق في كثير من الأحيان في البرية فقد ورد أنّها ماهرة في التسلق من العبوات في الأسر، ويحدث النوم في الجحور المهجورة أو النباتات الكثيفة أو المنخفضات في الأرض، وعلى الرغم من أنّ لديهم القدرة على الحفر بشكل جيد إلّا أنّهم لا يقومون ببناء الجحور، وعندما تحدث المعارك يقف الأفراد في وضعية ذات قدمين باستخدام الذيل لتحقيق التوازن والأطراف الأمامية للقتال، ويتجولون أثناء المشي ويتحركون ببطء ولكنهم قادرون على الجري بسرعة إذا لزم الأمر، ويولد وزنهم على المفاصل والمعصم لحماية المخالب.

التواصل والإدراك

تحدث معظم الاتصالات بين الصغار وأمهاتهم أو أثناء القتال، ويتكون من الشخير والشم والهسهسة وكذلك الزئير أثناء المعارك، ولدى هذه الحيوانات ضعف البصر والسمع، ولكن قد تم تطوير الرائحة بدرجة عالية بما يعادل أكثر من 40 مرة من البشر.

النظام الغذائي

يأكل النمل العملاق النمل والنمل الأبيض واليرقات الرخوة، وباستخدام مخالب طويلة حادة على أطرافهم الأمامية يفتحون مستعمرات الحشرات وجذوع الأشجار، ثم يستخدمون اللسان لجمع البيض واليرقات والحشرات البالغة، وتفرز الغدد اللعابية لعابًا لزجًا أثناء التغذية يكسو اللسان، ويبقون فقط في مستعمرة واحدة للنمل لفترة قصيرة من الوقت؛ لأنّ النمل الجندي يصل ولكن آكل النمل العملاق يمكن أن يأكل بضعة آلاف من الحشرات في دقائق، ويتم توصيل اللسان بعظم القص ويتحرك بسرعة كبيرة حيث يتم تحريكه 150 مرة في الدقيقة وقد يأكلون الفاكهة في بعض الأحيان.

الافتراس

يمكن لآكلات النمل العملاقة استخدام مخالبها الأمامية الهائلة للدفاع عن نفسها من الحيوانات المفترسة، على الرغم من أنّ استجابتها النموذجية للتهديد هي الهروب، ويعد حجمها الذي يجعلها غير معرضة للخطر للجميع باستثناء أكبر الحيوانات المفترسة من مثل الجاكوار والبوما في المقام الأول، وغالبًا ما يتم قتلهم من قبل البشر إما عن عمد من خلال الصيد أو عن غير قصد من خلال الاصطدام بالسيارات.

أدوار النظام البيئي

يكون لآكلات النمل العملاقة من خلال نظامها الغذائي تأثير هائل على مجتمعات الحشرات المحلية، وتكمن الأهمية الإيجابية الاقتصادية للإنسان هي أنّه يتم اصطياد النمل العملاق من أجل الغذاء والفراء والرياضة، كما أنّها ذات قيمة لأدوار النظام البيئي الصخري التي يلعبونها، والتأثيرات الإيجابية على أجزاء الجسم هي مصدر مواد ذات قيمة للتحكم في تعداد الآفات، إلّا أنّه يتم قتل النمل العملاق بشكل متزايد في حوادث السيارات.

الحفاظ على آكل النمل العملاق

تدمير الموائل هو التهديد الرئيسي لآكلات النمل العملاقة، وهي مدرجة في الملحق الثاني من قبل اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض (Convention on International Trade in Endangered Species – CITES)، ويُعرَّف الملحق الثاني على أنّه نوع ليس بالضرورة مهددًا بالانقراض، ولكنه نوع يجب التحكم فيه في التجارة لتجنب الإفراط في الاستخدام، وتم إدراجها على أنّها معرضة للخطر من قبل الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة والموارد الطبيعية (International Union for Conservation of Nature – IUCN)، ويتم تعريف الضعفاء على أنّه انخفاض تقديري في عدد السكان بنسبة 20٪ في السنوات العشر القادمة.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: