حيوان الظربان وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان الظربان (Skunk) هي حيوانات آكلة اللحوم تأكل نظامًا غذائيًا من الحشرات والفواكه والأسماك والبرمائيات والزواحف والثدييات الصغيرة، والتي يمكن اكتشاف رذاذ الظربان على مسافات تصل إلى 1.5 ميل، حيث يشتهر هذا الحيوان بقدرته على رش سائل معطر (نتن) من غدد الرائحة، ويستخدمون الرذاذ كدفاع ضد الحيوانات المفترسة، وتعيش الظربان في كندا والولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الجنوبية، وتلد أنثى الظربان مرة واحدة في السنة، ومن المعروف أن الظربان تحمل داء الكلب ويمكن أن تنتقل إلى حيوانات أخرى أو حتى حيوان أليف عائلي، ولا تتأثر الظربان بسم الأفعى.

مظهر الظربان

أكثر الأنواع شهرة لها فراء أسود مع خطين عريضين من الأبيض على ظهرها، والأنواع الأخرى لديها دوامات أو بقع بيضاء على فروها الأسود، واستثناء هو الظربان ألبينو، ولها معطف من الفرو الأبيض النقي، والظربان ألبينو نادرة، وليس لديهم القدرة على إنتاج الميلانين الذي يجعل فروهم أغمق، وتختلف الظربان البيضاء عن الحيوانات ذات الفراء الأبيض في الغالب، وطريقة واحدة لتمييزهم عن بعضهم هي أنّ الظربان الأبيض له عيون سوداء وظربان ألبينو لديه عيون حمراء، ولسوء الحظ عادة ما يكون عمر الظربان البيضاء قصيرة لأنّ لديهم مشاكل طبية أخرى نتيجة لعوامل وراثية نادرة، ومعطف هذا الحيوان التقليدي باللونين الأسود والأبيض يجعل من السهل التعرف عليه من قبل البشر.

مع ذلك بالنسبة للحيوانات المفترسة الطبيعية فإنّ الشريط الأبيض الصارخ أو التصميم المرقط لمعطفه هو إشارة مرئية للبقاء بعيدًا، وهذه الحيوانات لها أربعة أقدام وعيون سوداء صغيرة وذيل خشن بمزيج من الفراء الأسود والأبيض، وللظربان أسنان حادة تساعدهم على تناول مجموعة متنوعة من العناصر في نظامهم الغذائي، ويمتلك هذا الحيوان أقدامًا أمامية قوية ذات مخالب طويلة تساعده على حفر الجحور أو البحث عن الديدان والحشرات الأخرى، ولكن ربما لن تراهم يحفرون في جحر، ومن المعروف أنّهم أقاموا في الجحور التي هجرتها الثعالب وطيور الغابة والحيوانات الأخرى.

يبلغ طول جسم الحيوان من 8 إلى 19 بوصة وذيل يمكن أن يصل طوله إلى 15 بوصة، ويمكن أن تزن من 6 إلى 14 رطلاً، وتخيل 9 قمصان غولف تصطف من النهاية إلى النهاية وأنت تنظر إلى طول ظربان 19 بوصة، وعندما يتعلق الأمر بالوزن يزن الظربان متوسط ​​الحجم (حوالي 10 أرطال) نفس وزن قط المنزل، وتعتبر الأنواع الأمريكية ذات الأنف الخنزير واحدة من أطول الأنواع التي يبلغ طولها 2.7 قدم من طرف أنفها إلى نهاية ذيلها.

موطن الظربان

تعيش هذه الحيوانات في كندا والولايات المتحدة والمكسيك وأمريكا الجنوبية، ويعيشون في أماكن ذات مناخ معتدل، وعلى وجه التحديد يشمل موطنهم الغابات والأراضي الحرجية حيث يمكنهم العثور على جذوع الأشجار المجوفة أو أكوام الفرشاة، ويعيشون أحيانًا في جحور هجرها حيوان آخر، وتم العثور على معظمهم يعيشون على بعد ميلين من جدول لذلك يمكنهم الوصول إلى مياه الشرب مع الأسماك والضفادع وأنواع أخرى من الفرائس، وخلال أشهر الطقس البارد تبقى هذه الحيوانات في الجحور للتدفئة، وعلى الرغم من أنّهم لا يدخلون السبات رسميًا إلّا أنّهم ينامون كثيرًا خلال هذا الموسم.

علاوة على ذلك هذه الحيوانات لا تهاجر، وفي الواقع إنّهم يعيشون حياتهم ضمن نطاق يبلغ حوالي ميلين من جذوع الأشجار المجوفة أو العرين أو الملاجئ الأخرى، كما إنّهم يعيشون في أوكار وجذوع مجوفة وجحور وحتى في حظائر ومنازل مهجورة

حمية الظربان

هذه الحيوانات هي حيوانات آكلة اللحوم، ويعتبرهم علماء الأحياء مغذيات انتهازية، وهذا يعني أنّه ليس لديهم قائمة محددة بالأشياء التي يأكلونها، وسوف ينتهزون الفرصة لتناول أي شيء متاح لهم في بيئتهم، فعلى سبيل المثال إذا تجول الظربان في أحد الأحياء ووجد مغذيًا للطيور فسوف يأكل البذور التي سقطت على الأرض، وتستخدم هذه الحيوانات أرجلها الأمامية القوية ومخالبها للحفر بحثًا عن الحشرات، ويأكلون الفاكهة والنباتات والقوارض والجنادب والديدان وبيض الطيور والضفادع، كما يمكنهم أيضًا أكل الثعابين السامة لأنّها محصنة ضد سم الأفعى، وتأكل هذه المخلوقات أي مصدر غذائي يكون أكثر وفرة خلال موسم معين.

الظربان والتهديدات

نظرًا لأنّ هذه الحيوانات نشطة في الليل فهي عرضة لبوم قرون كبيرة، ويمكن لطائر البومة أن ترى حركة الظربان في الظلام، كما يمكن أن تنقض للأسفل لالتقاطها قبل أن يتمكن الظربان من الدوران وإطلاق طارده، وتشمل الحيوانات المفترسة المجنحة الأخرى لهذه الحيوانات النسور الصلعاء والنسور الذهبية، وعلى الرغم من أنّ ذئاب القيوط والثعالب من الحيوانات المفترسة للظربان إلّا أنّه يتم تثبيطهم في بعض الأحيان عن الاقتراب بسبب تلوين الظربان ورشها، والميزة الأبرز لهذا الحيوان هي قدرته على الرش، فعندما يشعر هذا الحيوان بالتهديد فإنّه يطلق سائلًا نتنًا من غدد الرائحة تحت ذيله، ويمكن أن ينتقل هذا السائل لمسافة تصل إلى 12 قدمًا لذلك لا يجب أن يكون المفترس قريبًا من الظربان ليتم رشه.

على الرغم من أنّ هذا السائل ليس سامًا إلّا أنّ الرائحة تستغرق عدة أيام حتى تتلاشى فراء الحيوان أو جسمه، بالإضافة إلى ذلك إذا وصل إلى عيون حيوان يمكن أن يلدغ، ويهرب المفترس في محاولة للابتعاد عن الرائحة القوية، وهذا هو السبب في أن هذا الرذاذ فعال للغاية كآلية دفاع، ويعد الجفاف هو أحد التهديدات البيئية للظربان، وتشكل إزالة الغابات تهديدًا آخر لموائل هذه الحيوانات، وتُقتل هذه الحيوانات أحيانًا كآفات في الأحياء لأنّها تحمل داء الكلب، ويمكن أن ينتقل هذا المرض إلى كلب أو قطة، ويمكن للإنسان أيضًا أن يصاب بداء الكلب من الظربان إذا تعرض للعض أو الخدش، وكملاحظة تساعد هذه الحيوانات في السيطرة على أعداد الحشرات والفئران، وباختصار إنّها تخدم غرضًا في النظام البيئي أيضًا.

تكاثر الظربان والصغار

يمتد موسم تكاثر هذه الحيوانات بين فبراير وأبريل، ويبحث الذكر عن أنثى ويتجول حولها ليرى ما إذا كانت مستعدة للتزاوج، وإذا كانت الأنثى لا تريد أن تفعل شيئًا مع الذكر فإنّها تطلق رذاذها لمطاردته، وذكر يتزاوج مع عدة إناث في موسم تكاثر واحد، وفترة حمل الأنثى 60 يومًا، والإناث لديها فضلات واحدة فقط في السنة.

الحيوان لديه أطفال أحياء ويعرف أيضًا باسم مجموعات في عرين مليء بالعشب، ويمكن أن تحتوي القمامة من 2 إلى 10 مجموعات، ويزن كل طفل حوالي أونصة واحدة عند الولادة ولا يستطيع الرؤية أو السمع حتى يبلغ من العمر ثلاثة أسابيع، وتعتني الأنثى بمجموعات الأدوات فقط وتقوم بتمريضها حتى يبلغ عمرها ستة أسابيع، وفي ذلك الوقت تسمح الأنثى للمجموعات بالاستكشاف خارج العرين ويتم فطامها بعمر شهرين.

يصبحون مستقلين عندما يبلغون من العمر حوالي شهرين ويذهبون للبحث عن مأوى خاص بهم، وبمجرد أن يبدأ الطفل في التحرك خارج العرين فإنّه يصبح عرضة للحيوانات المفترسة بما في ذلك البوم والنسور والذئاب والقيوط والثعالب، وليس من غير المألوف أن تُقتل المجموعات قبل بلوغها السنة الأولى من العمر، ويصل عمر الظربان إلى 7 سنوات ولكن متوسط ​​العمر هو 3، وتعتبر حالة حفظ الظربان أقل أهمية مع وجود عدد سكاني ثابت.

لا تشير القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض الصادرة عن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) إلى وجود مجتمع محدد، ولكن نظرًا لأنّ الإناث لديها فضلات واحدة تصل إلى 10 مجموعات في السنة فإنّ تعداد هذا الحيوان يظل ثابتًا، وحالة الحفظ للظربان هي الأقل إثارة للقلق.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: