حيوان شيطان تسمانيا وصغاره

اقرأ في هذا المقال


حيوان شيطان تسمانيا أو عفريت تسمانيا (Tasmanian Devil) ليس مجرد شخصية كرتونية لوني تونز، وهي من أكثر الثدييات غرابة وتوجد فقط في جزيرة تسمانيا وهي جزء من أستراليا، وهو أيضًا جرابي مرتبط بالكوالا والكنغر.

مظهر حيوان شيطان تسمانيا

الرأس والرقبة والفكين كبيرة الحجم مناسبة تمامًا لسحق العظام، كما إنّهم يصدرون أصواتًا مخيفة أثناء البحث عن الطعام في الليل، وعندما تتغذى مجموعة من الشياطين معًا على جثة يمكن سماع صراخ شديد وصراخ العمود الفقري، ولدى شياطين تسمانيا سلوكيات قد تبدو غريبة أو مخيفة بالنسبة لنا كبشر ولكن لها معنى مختلف في المجتمع الشيطاني: فالفم الذي ينفتح على مصراعيه في حين أنّ تثاؤب حيوان شيطان تسمانيا الشهير أو تثاؤبه يبدو مهددًا فمن المرجح أن يعبر عن الخوف وعدم اليقين أكثر من التعبير عن العدوان.

بينما الرائحة الكريهة تنتج تحت الضغط وليس عندما يكون حيوان شيطان تسمانيا هادئا ومرتاحا، ويعد الصراخ العنيف والصراخ عالي النبرة كما يستخدم هذا لإثبات الهيمنة في وقت التغذية حول الذبيحة، أمّا العطسة القوية لا تعني أنّهم مصابون بنزلة برد، بل بدلا من ذلك قد يأتي العطس قبل قتال الشياطين، وهذه في الغالب سلوكيات خدعة مذهلة وكلها جزء من طقوس لتقليل أي قتال حقيقي قد يؤدي إلى إصابات خطيرة، وبعد المواجهة من الأنف إلى الأنف -حيث احمرار أذنيهما- يتراجع أحدهما أو كلاهما عادةً إلى الأسفل.

موطن حيوان شيطان تسمانيا

نطاق حيوان شيطان تسمانيا هو جزيرة تسمانيا وهي جزء من أستراليا، وموطنها يشمل غابات الأوكالبتوس والأراضي الحرجية والأشجار الساحلية والمناطق الزراعية، وخلال النهار تجد حيوانات شيطان تسمانيا مأوى تحت الحجارة أو في الكهوف أو الشجيرات أو جحور الومبت القديمة أو جذوع الأشجار المجوفة، وبجسمها الممتلئ ورأسها الكبير تبدو حيوانات شيطان تسمانيا بطيئة ومربكة في تحركاتها بينما تتجول ولكنها من أفضل الحيوانات آكلة اللحوم في تسمانيا، وتحتفظ حيوانات شيطان تسمانيا بنطاقاتها المنزلية والتي تختلف باختلاف توافر الطعام.

حمية حيوان شيطان تسمانيا

تسافر حيوانات شيطان تسمانيا الفضوليين والحيويين لمسافات طويلة كل ليلة في سعيهم وراء الطعام وأحيانًا تغطي ما يصل إلى 10 أميال (16 كيلومترًا)، ويستخدمون حواسهم الشديدة من الشم والسمع للعثور على الفريسة أو الجيف، وبصفتها جرابيات آكلة للحوم فإنّ شياطين تسمانيا هم في الأساس أكلة للجيف ويكتشفون أي شيء يأتي في طريقهم، ولكنهم يصطادون أيضًا فريسة حية مثل الثدييات والطيور الصغيرة، ويمكن لحيوانات شيطان تسمانيا أن تأكل معظم الجثة بما في ذلك العظام بسبب تمزق الأسنان وقصّها وفكها القوي.

وعلى الرغم من كونهم منعزلين بطبيعتهم، إلّا أنّهم غالبًا ما يجتمعون لتتغذى على الجثث، حيث يحدث معظم الهدير والصراخ، وكمغذيات الخانق فإنّها تستهلك كميات كبيرة من الطعام في وقت واحد، وبصفتهم زبالين تساعد حيوانات شيطان تسمانيا أيضًا موطنهم عن طريق تناول معظم الأشياء الموجودة حولهم بغض النظر عن قدمها أو تعفنها، وفي حديقة حيوان سان دييغو تأكل شياطين تسمانيا الأرانب والفئران والجرذان والأسماك المذابة وكذلك عظام البقر لمضغها.

تكاثر حيوان شيطان تسمانيا والصغار

تلد الأم من حيوان شيطان تسمانيا أطفالها الصغار غير الناضجين الذين يُطلق عليهم اسم عفريت صغير (imps) وهم ورديون وخالٍ من الشعر ويبقون في جرابها لما يقرب من أربعة أشهر، وبشكل مثير للدهشة حوالي 50 ولدوا في فضلات واحدة، ويجب أن تتسابق حيوانات شيطان تسمانيا على مسافة حوالي 3 بوصات (7.6 سم) من قناة الولادة إلى الحقيبة المواجهة للخلف للأم، وباستخدام مخالبها المتطورة حيث يتنافسون لربط أنفسهم بواحدة من الحلمات الأربعة المتاحة فقط.

فقط هؤلاء الأربعة سيكون لديهم فرصة للنمو والبقاء على قيد الحياة، ولا يمكن لحيوانات شيطان تسمانيا الاسترخاء في قبضتهم على الحلمة حتى يبلغوا من العمر حوالي 100 يوم وغالبًا ما يتم جرهم تحت أمهم أثناء سفرها بينما لا تزال ملتصقة بحلماتها، وعندما يخرجون من الحقيبة غالبًا ما يركبون حيوانات شيطان تسمانيا على ظهر أمهم مثل صغار الكوالا أو يبقون في العرين أثناء الصيد، وبعد حوالي ستة أشهر من العمر يُفطم الصغار ويستقلون في حوالي تسعة أشهر، وحيوانات شيطان تسمانيا الصغار أكثر رشاقة من الكبار ويمكنهم تسلق الأشجار، وإذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة في عامهم الأول فإنّ عمر حيوان شيطان تسمانيا في البرية حوالي سبع إلى ثماني سنوات.

الحفاظ على حيوان شيطان تسمانيا

بمجرد العثور على حيوانات شيطان تسمانيا في جميع أنحاء أستراليا فقدوا الأرض ببطء أمام الدنغو المقدم، ولكنهم أبوا بلاءً حسنًا في جزيرة تسمانيا الأسترالية حيث لم يكن هناك طيور الدنجو، وعندما جاء الأوروبيون إلى تسمانيا في أواخر القرن الثامن عشر اعتبروا حيوانات شيطان تسمانيا ونمور تسمانيا مصدر إزعاج وآفات لأنّ الحياة البرية المحلية كانت تصطاد أغنام ودجاج المستوطنين، وبحلول ثلاثينيات القرن التاسع عشر كانت المكافآت تُمنح على حيوانات شيطان تسمانيا والنمور حتى اقتربت من الانقراض بحلول مطلع القرن، وفي الواقع انقرض النمر التسماني في عام 1936، واكتسب حيوان شيطان تسمانيا الحماية القانونية في عام 1941 مما أعطى السكان فرصة للزيادة تدريجياً.

في بعض الأحيان لا يزال سكان تسمانيا يعتبرون الشياطين آفات ولكن هذا لأنّ أعدادهم تزداد كل صيف عندما يترك الصغار أمهم ليعيشوا بمفردهم، ومع ذلك فإنّ حوالي 40 في المائة فقط من هؤلاء بقوا على قيد الحياة في الأشهر القليلة الأولى بسبب التنافس على الطعام، وبالتالي فإنّ الزيادة الهائلة في العدد تحدث مرة واحدة فقط في السنة، ويقدر معظم المزارعين الآن الشياطين لقدرتها على الحفاظ على أعداد القوارض التي تأكل المحاصيل.

حيوان شيطان تسمانيا والتهديدات

تشمل التهديدات التي تتعرض لها حيوانات شيطان تسمانيا هجمات الكلاب المنزلية والثعالب والاصطدام بالسيارات وفقدان الموائل والمرض، و أكبر حيوان مفترس في النظام البيئي لحيوان شيطان تسمانيا هو النسر التسماني ذو الذيل الإسفيني والذي يتنافس على الطعام مع شياطين القمامة، ولكن حيوانات شيطان تسمانيا تواجه تحديًا جديدًا وهو المرض، فيعد داء ورم الوجه الشيطاني وهو سرطان نادر ومعدٍ لا يوجد إلّا في حيوانات شيطان تسمانيا، ويقتل حيوانات شيطان تسمانيا البالغة في السنوات الأخيرة.

تم اكتشاف المرض عام 1996 وهو ينتقل من شخص لآخر عن طريق العض، وهو سلوك شائع بين حيوانات شيطان تسمانيا عند التزاوج والتغذية، وتقتل جميع حيوانات شيطان تسمانيا المصابة خلال 6 إلى 12 شهرًا ولا يوجد علاج أو لقاح معروف، وتم مؤخرًا إنشاء مجموعة سكانية خالية من الأمراض في جزيرة ماريا في تسمانيا، وعلى الرغم من سمعتها السيئة المبكرة فمن الواضح أنّ حيوان شيطان تسمانيا قد ترك بصماته على الجزيرة، وتم اختياره حتى كرمز لخدمة المتنزهات الوطنية والحياة البرية في تسمانيا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: