شعبة الفقاريات

اقرأ في هذا المقال


ما هي الفقاريات؟

الفقاريات: هي التي تعتبر من الحبليات الراقية ويوجد بها الحبل الظهري في الأطوار الجنينية، ويحل محله العمود الفقري عند النمو إلى الطور البالغ. والفقاريات هي شعيبة من الحيوانات لها عمود فقري وجمجمة، وتشمل الأغلبية العظمى من شعبة الحبليات نحو 64,000 نوع موصوف. وبعض الفقاريات الأولية يظل الحبل الظهري مدعماً في (الطور اليافع) والفقاريات تشترك مع بقية الحبليات؛ باستبدال الحبل الظهري بعمود فقري.

خصائص الفقاريات:

فأن الفقاريات تتميز بخصائص أخرى تجعلها ترقى على الحبليات الأولية وعلى اللافقاريات:

  1. ينقسم الجسم إلى رأس وجذع وذيل.
  2. وجود جهاز عصبي متخصص ممثلا في الدماغ بالرأس والحبل الشوكي بالجذع والذيل.
  3. وجود أعضاء حس مزدوجة متخصصة في منطقة الرأس.
  4. وجود 10 أو 12 زوجا من الأعصاب المخية، بخلاف زوج أمامي يوجد في بعضها.
  5. وجود عمود فقري بالجهة الظهرية يحيط بالحبل الشوكي وجمجمة بالرأس تحيط بالدماغ.
  6. وجود قلب مقسم إلى حجرات لضخ الدم إلى أجزاء الجسم ويستقبله منها، في جهاز دموي مغلق.
  7. الجهاز الإخراجي عبارة عن زوج من الكلى عادةً تفتح نحو الخارج في قنوات بولية.
  8. الجهاز التناسلي عبارة عن زوج من المبايض في الأنثى وزوج من الخصي في الذكر.

أصل ونشأة الفقاريات:

يبدو أن الفقاريات نشأت من جدود من الحبليات الأولية، أو أن الحبليات الأولية والفقاريات نشأت من مصدر واحد مجهول. وقد اتفق البيولوجيون حالياً على أن الحبليات إما أنها نشأت من شوكيات الجلد من اللافقاريات، أو أن هناك مصدراً واحداً نشأت منه شوكيات الجلد والحبليات. وقد اعتمد البيولوجيون في هذا الرأي على عدة حقائق.

  • التشابه الكبير في الشكل بين يرقة شوكيات الجلد ويرقة الحبليات الأولية، لدرجة يصعب معها التفريق بينهما تحت الجلد.
  • التشابه في تكوين الميزوديرم في أجنة شوكيات الجلد والحبليات.
  • بعض نقاط التشابه في بيوكيميائية شوكيات الجلد والحبليات الأولية.

قد أتفق العلماء على نشأت الفقاريات الأولية في العصر الإردوازي وهو العصر الثاني من الحقب القديمة. فقد قسم الجيليوجيون الأزمنة السالفة إلى ثلاث أحقاب جيولوجية، وكل حقبة إلى عدة عصور ورتب علماء الحفريات الحيوانات المختلفة على تلك العصور.

الأزمنة الجيولوجية القديمة:

قسمت الأزمنة الجيولوجية إلى ثلاث أحقاب تبدأ من حوالي 500 مليون سنة، وتلك الاحقاب هي:

1- الحقبة القديمة:

وتمتد حوالي 300 مليون سنة وتنقسم إلى العصور الكمبري والإردوازي والسيلوري والديفوني والكربوني، ثم البرميني والأزمنة قبل العصر الكمبري تعرف بالأزمنة قبل الكمبرني، ويطلق عليها بعض حقبة ما قبل الكمبري وفيها ظهرت الجوفمعويات واللافقاريات الأولية. أما العصر الكمبري فظهر فيه العديد من حفريات الرخويات ومعظم اللافقاريات الأخرى فهو أطول عصور الحقبة القديمة إذ إنه يمتد حوالي 100 مليون سنة.

2- الحقبة الوسطى:

تمتد حوالي 150 مليون سنة وتنقسم إلى عصور الترياسي (الثلاثي) والجورأسي والطباشيري.

3- الحقبة الحديثة:

منذ حوالي 50 مليون سنة حتى يومنا هذا.

تاريخ تطور الفقاريات:

  1. بدأ ظهور الفقاريات الأولية في العصر الإردوازي وتُسمّى مدرعة الجلد (أستراكودرمي) وكانت فقاريات عديمة الفكوك وهيكلها غضروفياً، وتتميز بوجود صفائح عظمية على جسمها؛ ولذلك فإن ظهور العظم يعتبر صفة أولية ثم اختفى في الأسماك الغضروفية، وظهوره في الأسماك العظمية لا يعتبر خاصية تطورية، ولكن ظهور الخاصية الأولية كانت موجودة من الجدود الأولية، وكانت الأستراكودرمي حيوانات بطيئة الحركة، تعيش على بقايا المواد العضوية بالبحار.
  2. في العصر السيلوري، بدأ ظهور أولى الفكيات وهي حيوانات مصفحة الجلد أيضاً تُسمّى بلاكوديرمي ويعتبر ظهور الفكوك بين الفقاريات من أهم أوجه التطور بينها. والبلاكوديرمي تشبه الأستراكوديرمي في وجود صفائح عظمية أيضاً على جسمها؛ ولذلك فهي حيوانات بطيئة كانت تتغذى على اللافقاريات الصغيرة بالقاع وهيكلها غضروفي بستثناء الصفائح العظمية والأستراكوديرمي والبلاكوديرمي كلها حيوانات بحرية؛ ولذلك فإن جدود الفقاريات كلها تعتبر بحرية النشأة.
  3. في العصر الديفوني نشأة الأسماك الغضروفية من البلاكودريمي، ممثلة أساساً في القروش، وهي أسماك قديمة مفترسة آكلة لحوم وظهرت منها أنواع ضحمة تجوب البحار والمحيطات حتى يومنا هذا.
  4. في العصر الديفوني أيضاً، هاجرة أنواع من البلاكوديرمي إلى الأنهار حيث تأقلمت. للمعيشة في المياه العذبة، ونشأت منها الأسماك العظمية وبقي بعضها في الأنهار وهاجر بعضها عائداً إلى الموطن الأصلي بالبحار، حيث ظهرت منها أنواع كبرت وتوحشت وعاشت منافسة للقروش.
  5. تميز العصر الديفوني بأحوال مناخية غير مستقرة، فتكونت أزمنة حدث فيها جفاف في الأنهار تبادلت مع أزمنة فيضان وفي أزمنة الجفاف، كانت تموت أعداد كبيرة من الأسماك العظمية وعلى ذلك ظهرت أنواع تميزت بوجود فتحات منخار داخلية يدخل منها الهواء الجوي إلى التجويف الفمي نحو رئات جديدة. تلك هي الأسماك الرئوية التي اندثرت وبقي منها ثلاثة أجناس تعيش الآن حول خط الأستواء في أفريقيا وأستراليا وأمريكيا الجنوبية كما ظهرت أنواع من الأسماك تكونت فيها زعانف لحمية بدلاً من الغشائية، تُمكّن السمكة من التحرك على اليابسة بحثاً عن منطقة قد يكون فيها مياه في أوقات الجفاف، سميت تلك الأنواع بالأسماك مستديرة الزعانف الفصية كروسوبيتريجياي.
  6. في العصر الكربوني، ظهرت البرمائيات من الكروسوبيتريجياي، التي نشأت في أواخر العصر الديفوني. كما ظهرت أواخر الكربوني الزواحف ممثلة في الزواحف الجذعية.
  7. في العصر البرمي بدأ ظهور جدود الرتب المختلفة من الزواحف ( زواحف أولية).
  8. في الحقبة الوسطى بدأ التنوع في الظهور بين الزواحف، فظهرت مختلف الرتب متمثلة في السلاحف والسحالي والثعابين والتماسيح التي ظهرت مع جدود الطيور في جذع تطوري واحد في العصر الجورأسي.
  9. في العصر الترياسي والجوراسي، ظهرت الديناصورات، وهي زواحف ضحمة سادت الكرة الأرضية طوال الحقبة الوسطى؛ ولذلك سميت الزواحف الحاكمة منها أنواع لاحمة وأنواع تأكل الأعشاب، وتتميز بضخامة أجسامها رغم أن أنواعاً منها كانت صغيرة الحجم ولذلك الحقبة الوسطى سميت زمن الزواحف.
  10. ظهرت الطيور في العصر الجوراسي مع التماسيح من جدود واحدة كما ذكر من قبل تُسمّى بثيكودونتيا أيّ ذات الأسنان الثابتة، كما ظهرت جدود الثديات في العصر الترياسي والجوراسي من أصل زواحفي كان يشبه الثديات وسميت تلك الأنواع زواحف شبيهه الثديات (ثيرابسيدا) حيث تقاربت الأرجل ورفعت الجسم عن الأرض لتساعد الحيوان على الحركة والسرعة.
    جدود الثدييات الحالية كانت عبارة عن حيوانات صغيرة الحجم وكانت تختبئ عند ظهور الديناصورات في العصر الجوراسي. ظهر الكيسيات من حدود الثدييات والكيسيات تلد صغاراً غير ناضجة تكمل نموها في كيس عند بطن الأم.
  11. في العصر الطباشيري ظهرت الثدييات المشيمية وهي ثدييات راقية تلد صغارها كاملة النمو.
  12. في الحقبة الحديتة، حدث تنوع للثديات، لتظهر مختلف الرتب وتتشعب وتتطوّر ولذلك عرفت هذه الحقبة بزمن الثدييات.

تصنيف شعبة الفقاريات:

تنقسم الفقاريات إلى مجموعتين أساسيتين:

مجموعة الفكيات:

تشمل مدرعة الجلد وطائفة مستديرات الفم الأستراوديرمي، وهي حيوانات كلها مندثرة بطيئة الحركة ليس لها زعانف مزدوجة ومزود على أجسامها بصفائح عضمية تشمل حركتها ومن الأمثلة عليها الجلنكي.

مجموعة الفكيات:

تضم تلك المجموعة فوق طائفتي الأسماك ورباعيات القدم. وتنقسم طائفة الأسماك إلى طائفة الأسماك الغضروفية وطائفة الأسماك العظمية، ومن الأمثلة عليها كلب السمك.

المصدر: Campbell / للمؤلف نيل كامبل / طبعة 6العلوم الحياتية / للمؤلف سامي خضر عبد الحافظ / طبعة 1أساسيات علم الأحياء / للمؤلف حسين علي السعدي / طبعة 2علم الأحياء والأبيديولوجية والطبيعة البشرية / للمؤلف ستيفن روز / طبعة 5


شارك المقالة: