طائر الدودو وصغارها

اقرأ في هذا المقال


لقد انقرض هذا الطائر قمنذ أكثر من 350 سنة، وهذا يعني أنّه لم يعد هناك المزيد على الأرض، وعلى الرغم من أنّهم لم يعودوا معنا إلّا أنّ هناك الكثير من الحقائق المثيرة للاهتمام للتعرف على هذا الطائر، وكان لطيور الدودو (Dodo Bird) أجنحة صغيرة جدًا ولكنها لم تستطع استخدامها للطيران، وكانت طيور الدودو طيورًا لا تطير لأنّه لم يكن لديها أي مفترسات (حيوانات أو بشر) في جزيرة موريشيوس ولم تكن بحاجة للطيران، ولذلك كانوا يأكلون الفاكهة والمكسرات والبذور على الأرض، وعلى الرغم من أنّهم لا يستطيعون الطيران ولكن يمكنهم الركض بسرعة كبيرة، حيث كانوا يذهبون أيضًا إلى الماء وأكلوا سرطان البحر أو المحار.

الموطن طائر الدودو

على الرغم من أنّ العديد من الصور والقصص تضع طائر الدودو على طول شواطئ موريشيوس إلّا أنّه كان في الواقع طائرًا يعيش في الغابة، وتعد جزيرة موريشيوس موطنًا لمجموعة متنوعة من المناطق الأحيائية مثل السهول والجبال الصغيرة والغابات والشعاب المرجانية على طول الشواطئ، ومع ذلك فإنّ طائر الدودو جعل منزله في المقام الأول في الغابة.

الوصف المادي

تستند معرفتنا الحالية لما يبدو عليه طائر الدودو وصغاره إلى عدة مصادر، فهناك روايات من مذكرات وكتابات البحارة والقباطنة الذين هبطوا في موريشيوس في القرنين السادس عشر والسابع عشر، ورسومات من عدد قليل من البشر الذين تمكنوا من رؤيتها أحياء (على الرغم من أنّه لا يمكن حتى إثبات أنّ جميع الفنانين الذي جعل طائر الدودو رأى واحدًا بالفعل)، وهناك عدد قليل من الحفريات المستخرجة من الجزيرة والتي يتم الاحتفاظ بها في المتحف البريطاني، وهناك قدم ومنقار محفوظان في أكسفورد ولكن لا توجد عينات محشوة كاملة (تستند النماذج الموجودة في المتاحف إلى بقايا جزئية).

من هذه السجلات والصور قام العلماء وعلماء الطيور بتجميع مركب مفصل إلى حد ما من طائر الدودو ولصغاره، حيث كان طائر الدودو طائرًا كبيرًا ممتلئ الجسم مغطى بالريش الرمادي الناعم وله عمود أبيض في ذيله، وكان لها أجنحة صغيرة أضعف من أن ترفع طائر الدودو عن الأرض، ولأنّه كان غير قادر على الطيران فقد اعتقد أولئك الذين رأوا الطائر أنّه لا يمتلك أجنحة حقيقية على الإطلاق ووصفوها بأنّها جنيحات صغيرة.

كشفت دراسة الهيكل العظمي مع ذلك أنّ طائر الدودو لديه أجنحة في الواقع لم تستخدم للطيران مثل أجنحة طيور البطريق، وكانت ساقا الدودو قصيرتان وقصيرتان ولونها أصفر، وفي نهاية الساقين كان هناك أربعة أصابع وثلاثة في الأمام وواحد يعمل كإبهام في الخلف وكلها ذات مخالب سوداء سميكة، وكان لون الرأس أفتح من الجسد وله عيون صفراء صغيرة، وتم تخصيص العديد من الكلمات للمنقار الطويل الملتوي المعقوف والذي كان لونه أخضر فاتح أو أصفر باهت وكان أحد أكثر السمات المميزة لطائر الدودو، وأولئك الذين رأوه اندهشوا من الشكل والحجم الفريدين وذهب أحد الشهود إلى حد وصفها بأنّها بشعة.

التكاثر والصغار

لا تزال الحياة الإنجابية لطائر الدودو لغزا وعلى الرغم من وجود بعض الأدلة القصصية وبعض الهياكل العظمية لتزويدنا بالعديد من حقائق طائر الدودو، إلّا أنّ هناك بعض الأشياء التي لم يتم الإبلاغ عنها مطلقًا، ولا توجد معلومات على الإطلاق عن عادات التزاوج أو السلوكيات أو متوسط العمر المتوقع لطائر الدودو، وفي هذا الصدد يبدو أنّ دورة حياة طائر الدودو تظل لغزًا مثيرًا للاهتمام إلى الأبد.

وعلى الرغم من أنّ تفاصيل حول فترات التزاوج والحضانة غير معروفة، فقد وصف العديد من الأشخاص الأعشاش التي صنعها طائر الدودو على أنّها أعشاش في أعماق الغابة في فراش من العشب، وهناك تضع الأنثى بيضة واحدة تحميها وتربيها، وتحدّث أحد البحارة عن سماعه صرخات طائر الدودو الصغير في عشه والتي بدت مثل صرخة أوزة صغيرة.

من أجل التكاثر تضع إناث الدودو البيض لا توجد معلومات كافية متاحة حول فترة الحضانة والتزاوج بين طيور الدودو، ولكن يقال بشكل شائع أنّ طيور الدودو كانت تبني أعشاشها على الأرض، وكانت الإناث تضع بيضة واحدة في كل مر ويقال إنّ فترة الحمل المقدرة لطائر الدودو هي 49 يومًا، وبشكل عام تسمى الطيور الصغيرة بالفراخ، ويمكن أيضًا تسمية طفل الدودو الصغير بأنّه عش لأنّه لا يوجد اسم خاص آخر مخصص لطفل دودو الصغير.

الخصائص السلوكية

وجد البحارة الذين هبطوا في موريشيوس الكثير من التسلية في مشاهدة سلوك طائر الدودو الأخرق، فهناك قصة رواها أحدهم عن مشاهدة طائر الدودو وهو يحاول الهرب على عجل، وعندما يحاول الهرب (قد يكون التذبذب مصطلحًا أكثر دقة) كان بطنه يجر على الأرض ويبطئه، ولكن بالنسبة للجزء الأكبر يوصف طائر الدودو بأنّه حيوان كسول وغبي إلى حد ما، ولم يكن لديها تقريبًا أي دفاعات ضد الحيوانات المفترسة لحماية نفسها وحماية صغارها، باستثناء منقارها الكبير الذي يمكن أن يقطع لدغة مخيفة إذا ظهرت المناسبة مثل تهديد نفسها أو صغارها.

عادات الطعام

تعتمد أفكار العلماء على النظام الغذائي لطائر الدودو ولصغاره أساسًا على التكهنات، وتتحدث روايات بعض البحارة عن مشاهدة طيور الدودو وهي تدخل برك المياه لصيد الأسماك، وقد وصفوا بأنّهم صيادين أقوياء وجشعين، ولكن ما أذهل زوار موريشيوس حقًا هو حقيقة أنّ طيور الدودو كانت تأكل الحجارة والحديد بشكل متكرر دون أي مشاكل، ويُعتقد الآن أنّ الصخور سهّلت الهضم.

الأهمية الاقتصادية للإنسان

كان الغرض الرئيسي من طيور الدودو وصغارها التي خدمها البشر في الاتصال القصير بين النوعين هو الطعام، فكثيرًا ما يتغذى البحارة على الحياة البرية من موريشيوس أثناء إقامتهم هناك على الرغم من أنّه قيل إنّ لحم الدودو ولحم صغاره لم يكن لذيذًا بشكل خاص، ومع ذلك تم اصطيادهم بشكل مكثف حيث كان البحارة يعيدون أحيانًا ما يصل إلى 50 في المرة الواحدة، وما لم يتمكنوا من تناوله على الفور كانوا يملحون ويعيدون معهم.

جرت محاولات قليلة لإعادة طائر الدودو على قيد الحياة، وعندما كان هذا ناجحًا كان رواد الأعمال يستفيدون من المظهر الفريد للطائر ويتجولون في طيور الدودو في جميع أنحاء أوروبا ويعرضونها في أقفاص ويوضحون كيف يمكن لطائر الدودو أن يأكل الحجارة.

حالة الحفظ

كانت المجموعة الأولى من البحارة الذين يُعتقد أنّهم وصلوا إلى موريشيوس من البرتغاليين بقيادة النقيب ماسكاريناس في عام 1507، وكانوا يعتزمون الهبوط في رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا ولكن الظروف العاصفة حرجتهم عن مسارهم وانتهى بهم الأمر بالعثور على راحة في موريشيوس، والعديد من الرحلات الاستكشافية الأخرى البرتغالية والهولندية والبريطانية وغيرها توقفت في الجزيرة في السنوات التالية، وفي طيور الدودو وجد البحارة التسلية وعندما نفدت الإمدادات لديهم وجدوا الطعام.

استعمر الهولنديون موريشيوس عام 1644 جنبًا إلى جنب مع مجموعات من الناس وجلبت السفن القطط والكلاب والخنازير وأحيانًا القرود، وسرعان ما غزت هذه الحيوانات الغابة ودست الأعشاش والصغار وأخافت الطيور، كما التهمت هذه المخلوقات المحلية بيض الدودو وصغارها، وأدى تدخل الحيوانات الأجنبية إلى جانب الاستخدام المفرط للطيور في الغذاء إلى الانقراض التام بحلول عام 1681.

المصدر: هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.


شارك المقالة: