هل تتقاتل النمور مع الأسود

اقرأ في هذا المقال


عادة ما يحصل العديد من الخلاف السلوكي بين الحيوانات المفترسة، إما بسبب السيطرة المكانية على أماكن الصيد، أو للحصول على مواقع استراتيجية تمنح الحيوان الأسبقية في الصيد مثل بِرك الماء، أو للحصول على سيادة خاصة للمكان بحيث يخضع جميع من فيه للحيوان الأقوى.

هل تتقاتل النمور مع الأسود

تعتبر الأسود والنمور من الحيوانات القوية التي تتشابه  في الكثير من السلوكيات على الرغم من الاختلاف في القوة والبنية الجسدية، ولكن هل تساءلنا يوماً ما عن سبب قتال النمور مع الأسود؟

على الرغم من القوة الكبيرة التي تتمتع بها الأسود إلا أنها ليست الحيوانات الوحيدة القوية والتي يمكن لها فرض هيمنتها بسلوكيات يجب على الجميع الخضوع لها، فالنمور أيضاً من الحيوانات القوية التي تمتلك من الاستراتيجيات القتالية ما يجعل منها حيوانات لها وجودها ولها أماكن سيطرة خاصة بها لا يمكن لأي حيوان آخر أن يتعدّى على خصوصيتها.

وعلى الرغم من ذلك تحاول الأسود والنمور الابتعاد عن بعضها البعض من خلال وضع بعض العلامات المكانية كالبول الذي يتم تعليمه على أماكن النفوذ لمنع حدوث أي تصادم مستقبلي.

في طبيعة الحال لا بدّ من وجد أسد أو نمر جامح يرى في نفسه أنه الحيوان الأقوى وأنه لا بدّ له من السيطرة على جميع الأراضي التي يمكن له الوصول إليها، وعادة ما يكون هذا السلوك مرتبطاً بأسد قوي، وهنا يبدأ الصراع من أجل البقاء.

فالنمور في طبيعة الحال ترفض السيطرة عليها من قبل الأسود التي تحاول قتل الأشبال وقتل أي حيوان يعترض طريقها في سبيل الحصول على طعام بصورة يومية، فيسلك بعض الأسود سلوكيات مزعجة تتمثل في اصطياد بعض النمور التي ترفض الاستسلام وتقاتل الأسود بضراوة كبيرة في سبيل الحفاظ على وجودها.

لا يمكننا أن نقلّل من شأن الأسود في القتال كونها الأكبر حجماً والأكثر جرأة وقوّة وشراسة، إلا أن للنمور استراتيجية مختلفة في الدفاع عن نفسها تتمثل في القتال الجماعي في بعض الأحيان مما يهدد مكانة الأسد وطموحاته التي قد تنتهي بالافتراس بصورة غير متوقعة.

وبالتالي فإن القتال بين الأسود والنمور ممكن ويحصل في كثير من الأحيان وخاصة لتحديد أماكن النفوذ أو في حال التنازع على فريسة دسمة تضمن لأحدهما البقاء لفترة أطول.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.


شارك المقالة: