حفر الآبار لاستكشاف المعادن

اقرأ في هذا المقال


كيف يتم حفر الآبار لاستكشاف المعادن؟

إن مرحلة حفر الآبار الاستكشافية عبارة عن الحد الفاصل ومرحلة مهمة جداً في عمليات الاستكشاف المعدني تحت السطحي، كما أنه من خلالها يتم الحصول على نماذج لبابية من المناطق المنتخبة التي يتم تعيينها بشكل مسبق، وذلك بالاعتماد على الاستنتاجات والتوصيات من الدراسات خلال المراحل السابقة في تعيين مناطق حفر آبار استكشافي.
حيث أن عملية الحصول على نماذج لبابية لأي مقطع طبقي أو ترسبات لتكوينات جيولوجية في باطن الأرض، تعمل على توفير احتمالية دراسة هذه الترسبات عن بعد، مع إمكانية دراسة طبيعة المكونات الجيولوجية والمعدنية بالإضافة إلى العمل على تفسير وتوضيح الظروف الجيولوجية والترسيبية لها مع معرفة أصل نشوء وتشكل هذه الترسبات.
ونتائج الحفر الاستكشافي تقدم معلومات حول إمكانية تصحيح أو مطابقة النتائج الجديدة مع نتائج الدراسات السابقة من المسح الجيوفيزيائي والمسح الجيوكيميائي، كم اأن معرفة كيفية تأدية هذه الطرق في العمل على تحقيق الأهداف الجيولوجية والهدف من استعمالها.
يعد عمق الترسبات المعدنية بالإضافة إلى سمكها والعمود الطبقي وصفاته الذي يعلو الترسبات مصاحباً إلى الامتدادات الجانبية ذو أهمية كبيرة في توفير معلومات جيولوجية مفيدة، حيث تقدم صورة واضحة على هيئة وحجم هذه الترسبات وذلك يكون تمهدياً لتطبيق دراسة الحساب الاحتياطي لها، يجب العمل على توصية كبيرة في أهمية الحفر البابي لكامل المقطع الطبقي في بعض الآبار للمنطقة.
وذلك ليتم الحصول على أكبر كمية من المعلومات والنتائج خلال عمليات حفر الآبار الاستكشافية، وهذا يكون بهدف تقديم صورة واضحة عن التكوينات الطباقية وتطبيق دراسة جيوهندسية للعمود الطبقي لتقديم معلومات هندسية واضحة تستعمل عند تطبيق دراسة تصميم المنجم وتصميم الأنفاق المنجمية واتجاهاتها وطريقة التدعيم لها، يجب أن يحتوي هذا على نظام نمذجة دقيق وأن يكون مفصل بهدف الحصول على أكبر درجات الموثوقية العالية في النتائج، حيث تستعمل دائماً عند تطبيق دراسات تقييم الدراسات المعدنية والدراسات الجيوهندسية مع فهم أصل نشوء وتكوين هذه الترسبات في الحفر اللبابي الاستكشافي.
يجب أن نحافظ على أن تكون نسبة استكشاف أواستخراج اللباب الصخري بنسبة 95 إلى 100 من أجل أن تكون هذه الدراسات كاملة وواضحة؛ وذلك لأن الحفر اللبابي ذو كلفة مالية كبيرة ويحتاج إلى وقت طويل، كما أن أي خطأ في حال تم فقدان أي نماذج من الممكن أن يؤدي إلى قصور في النتائج الناتجة، ومن المحتمل أن يؤدي إلى إعادة عمليات حفر البئر مما يتسبب في تأجيل الحصول على قرار صحيح واحتمال الحصول على نقص أو قصور في جانب من جوانب التقييم المعدني، حيث يجب على الجيولوجي أن يحافظ على توثيق وتسجيل كل المعلومات الناتجة من الحفر اللبابي وبشكل دقيق وواضح.
أما بالنسبة للنماذج اللبابية التي يتم استخراجها من البئر من الواجب أن نعتني بها وترتيبها بشكل متتالي حسب العمق، حيث يتم وضعها في صناديق مخصصة للحفظ تستخدم في الميدان الجيولوجي، وبعد الانتهاء من عملية حفر الآبار اللبابية الاستكشافية والوصول إلى العمق المراد، يتم ترتيب وحفظ جميع النماذج اللبابية في صندوق حفظ النماذج مع العمل على ترقيمها ووصفها خلال النموذج الخاص المجهز لهذا الهدف، وبعد ذلك يتم إرسال هذه النماذج الخاصة في كل بئر إلى الورشة الجيولوجية والتي فيها يتم تصنيف ثم قسم النموذج إلى قسمين متساويين لكل عمق البئر، أحد القسمين تحدث عليه عمليات النمذجة ويكون ذلك بالاعتماد على توجيه وتوصية الجيولوجي الذي يشرف على العمل.
حيث يتم تطبيق نمذجة لكل متر أو أكثر أو أقل من ذلك بالاعتماد على الفحص المخبري المطلوب والنتائج التي نهدف إلى الحصول عليها، ويتم إرسال هذه النماذج محملة في أكياس خاصة وتكون منفصلة إلى المختبر وذلك بعد ترقيمها وتسجيلها في سجل خاص يتم فيه توثيق الإجراءات بهدف متابعة وتدوين نتتائج الفحوصات المختبرية.
أما الجزء الآخر من النماذج فإن له أهمية كبيرة في الحفظ والإختزان؛ لأنه سيكون مصدر يتم الرجوع إليه وإلى النماذج في حال كان هناك أي نقص في المعلومات أو للتأثير في بعض من الأوقات من الفحوصات ومن الممكن أن يكون مرجع للبحوث والدراسات اللاحقة.
إن العمل على توزيع شبكة حفر الآبار الاستكشافية الأولية وتعيين أماكن حفر هذه الآبار يعد ذو أهمية كبيرة جداً في توجيه الدراسات المستقبلية بالإضافة إلى تجهيز خطط التوسع في المراحل التالية من الدراسات المنجمية وبرامج النمذجة والحفر؛ وذلك بهدف زيادة الدقة والموثوقية فيما يصدر من نتائج خلال المراحل الأولى.
كما أنها تساعد كثيراً على تجهيز برنامج تفصيلي للدراسة وتحليل المعلومات، في الكثير من الأوقات تكون الترسبات إما ذات درجة ميل محددة أو ترسبات عرقية ومن المحتمل أن تشكل ترسبات معقدة تكتونية، حيث تتضح الحاجة إلى تكثيف أعمال الحفر اللبابي ويكون مائل بدرجة محددة حتى يكون من المحتمل أن نحصل على نموذج لبابي يوضح سمك الترسبات المعدنية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014علم الأحافير والجيولوجيا/مروان عبد القادر أحمد /2016


شارك المقالة: