ما هي الفرضيات المسببة للحركات المولدة للجبال؟

اقرأ في هذا المقال


الفرضيات المسببة للحركات المولدة للجبال:

لقد حسب الجيولوجي السويسري هايم أن الالتواءات الألبية قلصت عرض الجيوسنكلينال الألبي بمقدار الثمن تقريباً، بحيث إذا أمكن فتح هذه الطيات ونشرها فإن جبال الألب ستبلغ 1200 كم من العرض تقريباً، أما بالنسبة لجبال الجوار فيرى هذا العالم أن عرضها قد تناقص بمقدار الربع بالنسبة للرقعة التي كانت عليها قبل التقلص، وإذا أخذنا بعين الإعتبار من جهة أخرى أن هذه الالتواءات تخضع لعدد معين من القوانين (اتجاه وحيد للالتواء، تحديد مواقع السلاسل الجبلية)، فإن نتائج كهذه لا يمكن عندئذ تفسيرها إلاّ بأسباب عامة جداً وقديرة ولكن حتى في هذه النظرة لا يزال الإتفاق بعيداً عن التحقق وقد طرحت فرضيات عديدة تفسر الحركات المولدة للجبال ومن أهم النظريات التي حازت على اهتمام الجيولوجيين:

  • فرضية النهوض: لقد أدت دراسات هوتون عن صفات النهوض (وهي فكرة خاطئة بالواقع) بالجيولوجيين إلى اعتبار الجبال كنتيجة للحوادث البركانية وإن كان من المقبول أن المواد الإندفاعية كاللابات والغاز الواقعة تحت الضغط يمكنها محلياً أن تظهر بالرواسب باتجاه شاقولي، وهكذا ظل الاعتقاد السائد خلال زمن طويل أن الكتل المتبلورة الألبية من نموذج المون بلان وبيللدون أو بلفو قد وصلت للسطح بعد أن اخترقت من الأسفل إلى الأعلى غطائها الرسوبي والذي دفعته حينذاك جانبياً وبشكلٍ متناظر بالنسبة لمحور السلسلة.
    ولكن لم يطل الوقت على هذا الرأي بعد أن وجد أن النظرية الأولية عن صفات النهوض، لم تكن صحيحة وأن الجبال كانت تتشكل تقريباً من صخور ملتوية (هذا ما توصل إليه العالم سوسور منذ عام 1796)، مما أدى إلى رد فعل عنيف وخاصة على يد العالم هايم وادمون سويس لم يلبث على أثره أن تداعت نضرية النهوض (التي تجنح النظريات الحديثة إلى العودة إليها مباشرة بشكل متفاوت).
  • فرضية التقلص: وتعود للعالم إيلي دو بومن وانتشرت في أمريكا على يد دانا ولوكونت، وتُعد هذه النظرية من أقدم النظريات وظلت خلال مدة طويلة المفضلة عن الجيولوجيين والجمهور بسبب بساطتها، ويمكن تلخيصها بشكل تقريبي بالقول بأن على القشرة الأرضية أن تتوائم فوق نواتها المركزية التي تتقلص بالتبرد كتفاحة قديمة تتجعد قشرتها.
    أما تفسيرها بصورة علمية أكثر من خلال أننا رأينا الرقع القارية تخضع لذبذبات حركات مولدة للثارات تنظم الطغيانات والإنحسارات على حواف الجيوسنكلينالات التي تفصل بين الرقع القارية في الحين الذي تعدل فيه ظواهر الحت القارية، وبما أن هذه الرقع القارية تتعرض للتقلص العام في الكرة الأرضية، فهي تخضع من ناحية أخرى إلى حركة شاقولية نازلة تقريب الحواف الجيوسنكلينالية من بعضها بشكل غير محسوس فتنضغط على أثرها الجيوسنكلينالية مما يؤدي أخيراً إلى طفح محتواها على شكل سلاسل جبلية.

المصدر: جيولوجيا النظائر/قليوبي، باهر عبد الحميد /1994الأرض: مقدمة في الجيولوجيا الفيزيائية/إدوارد جي تاربوك, ‏فريدريك كي لوتجينس, ‏دينيس تازا /2014الجيولوجيا البيئية: Environmental Geology (9th Edition)/Edward A. Keller/2014


شارك المقالة: