عنده من المال عائرة عين

اقرأ في هذا المقال


الأمثال هي عبارات ذات مغزىً وتحمل بين طياتها العظة والفائدة، والإيجاز من غير حشو أو إطالة هو أهم مميزات الأمثال، مع عمق في المعنى وكثافة في الفكرة، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل عبارة محكمة البنية بليغة، شائع استعمالها عند طبقات المجتمع كافة، وإذ يلخّص المثل حكاية عناء سابق وخبرة غابرة اختبرتها الجماعة، فقد حظي عند الناس بثقة تامة، فصدّقوه ذلك أنّه يُهتدى به في حلّ مشكلة قائمة بخبرة مكتسبة من معضلة قديمة، وتلك المعضلة القديمة آلت إلى عبرة لا تُنسى، وقد قيلت هذه العبرة في جملة موجزةٍ قد تُغني عن رواية ما جرى هي الأمثال، وفيما يلي بين يدينا مثل عربي مشهور هو: “عنده من المال عائرة عين”.

فيم يضرب مثل: “عنده من المال عائرة عين”

دخلت الأمثال في كثير من جوانب الحياة عند العرب، وهي قيلت كثمرة لبعض المواقف، أو العادات التي اعتاد البعض فعلها، وقد أورد العرب الثراء والغنى في أمثالهم بشكل مختلف، إذ قالوا: “عنده من المال عائرة عين”؛ ليعبرّوا عن مدى ثراء شخص معين، إذ يُقال: “عرتُ عينه”، بمعنى: “عورتها”، ويعني هذا المثل أنّه من كثرة المال الذي يمتلكه هذا الشخص، فإنّه يملأ العين حتى يكاد يعورها، فما هي قصة هذه العبارة.

معنى مثل: “عنده من المال عائرة العين”

معنى مثل: “عنده من المال عائرة عين”، أنّ المرء يمتلك من المال إبل عائرة عين، بمعنى أنّ ما عنده قدر ما يوجب عور عين؛ أي ما يُقدّر بألف من الإبل، وقد قال أبو حاتم: “معنى عارت عينه، أي ذهبت” ، وورد ذكر المثل نتيجة لهذه العادة التي كان يقوم بها الناس، والذي يعني أن لديه من المال ما تعور فيه العين، ولأنّ الناس قديمًا اعتادوا على فقء عين بعير بعد أن يصل عدد الإبل إلى ألف رأس؛ فقد تداولوا هذا المثل وتناقلوه بينهم ليعبّر عن مدى الثراء الذي وصله أحدهم.

قصة مثل: “عنده من المال عائرة عين”

أمّا عن أصل مثل: ” عنده من المال عائرة عين”، فقد ورد عن الفرّاء أنّ النّاس في قديم الزمن، والذي قيل فيه هذا المثل، كانوا إذا كثر المال لديهم قاموا بفقء عين بعير؛ وذلك من أجل دفع عين الحُسّاد، وقد أصبح العور للعين؛ لأنّها سببه، وكانوا يُقدمون على هذا الفعل حين تبلغ الإبل عند أحدهم ألفًا.

المصدر: الدرة الفاخرة في الأمثال السائرة،حمزة بن حسن الأصفهاني،2000 حدائق الحكمة"أقوال مأثورة من مدرسة الحياة"،نبيل أحمد الجزائري،2010 أمثال وحكم،محمد ايت ايشو،2009 الأمثال والحكم، محمد بن أبي بكر الرازي،2011


شارك المقالة: