أثر الخرافة على المجتمع

اقرأ في هذا المقال


تتجلى آثار الخرافة والأسطورة على المجتمع، بأنه سيبدو مجتمعًا مليئًا بالأوغاد الذين يتسمون بانعدام الأخلاق والفضائل. على مر التاريخ قدمت الأساطير والخرافات المبررات للناس ليعيشوا بها. إن الخرافات قد وجهت الإنسان إلى ما هو عليه قبل تسجيل التاريخ.

أثر الخرافة والأسطورة على المجتمع:

يشتهر أحدهم بقوله: “أولئك الذين لا يتعلمون من التاريخ محكوم عليهم بتكراره”. لقد شكلت الأساطير والخرافات في بعض الأحيان الجنس البشري إلى ما هو عليه اليوم، وذلك بتعليمه كيف يكون إنسانًا محترمًا وكيف يقيم مجتمعًا مزدهرًا، فلطالما كانت الأسطورة أساس المجتمعات والعديد من أساليب حياة الثقافات المختلفة.
تتضمن الثقافة الهندية أمثلة على هذه الأساطير التي غرست الفضائل الصالحة في الثقافة، فعلى سبيل المثال: تحتوي ماهابهاراتا على خرافة تسمى “فضل التراحم” تتحدث عن إله السماء إندرا وهو يمشي على طائر في شجرة ميتة. يرفض الطائر أن يغادر، رغم أن الشجرة ماتت، لأنه عاش في الشجرة طوال حياته. يسأل إندرا الطائر: “لماذا لا تترك هذه الشجرة؟ إنها ميتة بالكامل تقريبًا. ” لكن الببغاء رد: “لا يمكنني ترك هذه الشجرة، لقد ولدت هنا وطوال حياتي، أعطتني هذه الشجرة منزلاً، وطعامًا لآكله، وملاذًا من أعدائي، فكيف يمكنني ترك مثل هذا الصديق المخلص”

لماذا الأسطورة والخرافة مهمة؟

سبب آخر يجعل للأساطير والخرافات دورًا مهمًا، حين تصبح أساسًا للعديد من الأديان التي بنيت على الأساطير والخرافات الخاصة؛ إذ تضم بين طياتها قصصًا تخبرنا عن المعارك بين الخير والشر.
ولا تزال الخرافات والأساطير مهمة في كونها رواية للقصص الخالصة المليئة بالشخصيات الخيالية الخارقة، وأغلب الأفراد يحبون رواية القصص الجيدة أو الاستماع إلى شخص يروي قصة جيدة، ويعمد بعض الباحثين في علم الأساطير والخرافات، القيام بالأمرين معًا؛ أي أنهم يروون القصص الخرافية أو يستمعون إليها؛ لأهداف منها الاستمتاع بسماع قصة خرافية جيدة ، وكذلك حتى يتمكنوا من نقلها إلى مجال الدراسة والتحليل، أو يقومون بروايتها سواء كان ذلك لأقاربهم الأصغر سنًا أو زملائهم الكتاب أو علماء آخرين.

التأثيرات السلبية للأساطير والخرافات:

مما لا شك فيه أن إيمان بعض أفراد المجتمع ببعض الخرافات والأساطير أيًّا كان نوعها، له نتائج وآثار سلبية على الفرد بشكل خاص، وعلى المجتمع عمومًا. ومن أهم الآثار السلبية أن يولد مجتمع منغلق على نفسه منطو، يسوده الجهل وينتشر به أفراد غرقوا بالشك والخوف والريبة؛ وذلك نتيجة إيمانهم المُطلق بحقيقة تواجد أبطال الخرافات والأساطير ممن لهم القدرة على السيطرة على حياة الإنسان والتحكم بها، فعلى سبيل المثال: خرافة الغول التي اعتادت الجدات روايتها للأحفاد، تجعل الطفل يحيا حالة من الخوف والرعب، وغيرها الكثير من الأمثلة.

المصدر: معجم اعلام الاساطير و الخرافات في المعتقدات القديمة/ جورج اليسون/ 1999سيكولوچية الخرافة والتفكير العلمي/عبدالرحمن الصاوي/ 1982الخرافات و المعتقدات الفاسدة عند بعض العوام / مجموعة من العلماء/ 2002


شارك المقالة: