التغير الراديكالي في نظرية الصراع

اقرأ في هذا المقال


التغير الراديكالي في نظرية الصراع:

رغم كل ضروب الأدلجة والتمويه الذي يمارسه أصحاب القوة عبر الزمن، فهناك أغلبية من الفاعلين الخاضعين، يمكن وصفهم بالأغلبية الواعية، يدركون حقيقة الإجحاف الذي ينطوي عليه التوازن القائم بآلياته المتنوعة، وضروب الاستغلال الكامنة خلف الجدر والحواجز المعيارية، والسيطرة التي تقف وراء التصريحات والإجراءات الدعائية.
لكن وعي الأغلبية لا يعني بالأهمية الدافعية إلى التغيير، فقد تكون الأغلبية غير منظمة أصلاً، أو لا تمتلك الجرأة على الإقدام باتجاه التغيير، أو إعلان المقاومة، أو ليس لديها رغبة وإصرار على التغيير.
فإن انبثاق الوعي التحرري لدى الأقلية يحتاج في المقام الأول إلى التنظيم ومن ثم الجرأة والإصرار على المقاومة والتغيير، ثم يعقب ذلك المبادرة الحقيقية للمقاومة، وبطبيعة الحال، فإن الوعي التحرري بهذه الصيغة، يستلزم تضحيات عالية الثمن، خاصة عند رواد المقاومة والتغيير.
لكن الإصرار على المقاومة، مع بذل التضحيات عبر الزمن، يخلق أيديولوجيا المقاومة لدى الأغلبية، بحيث تبرر ما يقوم به الأفراد، وتعين آلياته ومساراته المستقبلية، ولكن الأمر الأكثر فاعلية فيما يتعلق بالوعي التحرري هو الانتشار، أي شيوع الوعي بين الغالبية العظمى من الفاعلية الخاضعين.

المصدر: الإشكاليات التاريخية في علم الاجتماع السياسي، عبد القادر جغلول، 1982.النظرة الارتقائية، محمد الطالبي، 1979.التفكير الاجتماعي نشأته وتطوره، زيدان عبد الباقي، 1972.السببية والحتمية عند ابن خلدون، مها المقدم، 1990.


شارك المقالة: