التفكك الاجتماعي

اقرأ في هذا المقال


يُشير مفهوم التفكك الاجتماعي إلى ما يُصيب النَّسَق والكيان الاجتماعي من قصور أو خلل في أدائه لوظائفه الأساسية وهي تحقيق الاستمرارية والاستقرار، أو قصور في أداء الأنساق الاجتماعية لوظائفها.

أنماط المشكلات الاجتماعية

يُقَسم ” ميرتون ” المشكلات الاجتماعية إلى نمطين، والتقسيم لا يعني أنَّ كل نمط يُركِّز على ظواهر مُتباينة وإنَّما يتناولان جوانب مختلفة من نفس الظاهرة وهما:

  • النمط الأول يثطلَق عليه التفكك الاجتماعي ويُقصَد به الوَهن التنظيمي.
  • النمط الثاني يُطلَق عليه السلوك المُنحَرف.

مصادر التفكك الاجتماعي

  • صراع المصالح والقِيَم: يرتبط بجماعتين كل واحدة منها تسعى بالدرجة الأولى لتحقيق مصالحها.
  • صراع المكانة والتزامات الدور: يرتبط بالتغيّر التطوّري، ونظراً لتباين مكانة الأفراد داخل المجتمع الواحد، وتعدّد الأدوار الاجتماعية للفرد داخل المجتمع الواحد يُحدِث له صراع بين الأدوار بسبب غموض الدَّور فينتج عن هذا الصراع فشل في أداءِ الدور وبالتالي يظهَر التفكّك الاجتماعي.
  • القصور في عملية التنشئة الاجتماعية: والتنشئة الاجتماعية هي عملية يكتَسب منها الأفراد الاتجاهات والقِيَم التي تتوافق مع أدائِهم لأدوارِهم الاجتماعية، ويترتَب على القصور في عملية التنشئة الاجتماعية تفكّك اجتماعي ناتج عن عدم الوضوح في التوقعات المتبادلة بين الأفراد في المجتمع بسبب الصراع القِيَمي والصراع بين السلوك الجديد والسلوك القديم للأدوار.
  • قصور قنوات الاتصال الجماعي: يظهر التفكك الاجتماعي بسبب قصور أو خلل في أداء الأفراد لوظائفهم داخل التنظيم الاجتماعي حتى لو لم يكن هناك صراع بين المصالح أو القِيَم.

الفرق بين مفهوم التفكك وبين مفهوم اللاتنظيم

يُفرّق “ميرتون” بين مفهوم التفكك وبين مفهوم اللاتنظيم حيث يرى أنَّ نَسَق العلاقات الاجتماعية في اللاتنظيم لم يتشكل بينما في حالة التفكك فالعلاقات الاجتماعية قائمة بالفعل والخلل يُصيب تلك العلاقات الموجودة.

ويَقصد “ميرتون” بالوَهن التنظيمي فشل الأفراد في تحقيق التوقعات الاجتماعية للأدوار التي يُحدِّدها المجتمع لأفراده فيحصل صراع بين ما يقوم به الفرد من سلوك يومي وبين توقعات المجتمع. وعادةً ما يحدث الوَهَن التنظيمي بِسبب التغيّر الاجتماعي المُفاجىء فيحدث عدم توازن وعدم انسجام بين أجزاء النظام الاجتماعي العام في المجتمع، أي عدم توازن في وظائف النُظم الاجتماعية كأجزاء للنظام الاجتماعي العام.

وينتج عدم التوازن من فشل الأفراد في أدوارهم ويحدث الفشل من خلال ثلاثة طرق هي: الفشل المعياري والفشل الثقافي والشعور بالإحباط. وبالتالي نُرجِع المشكلة الاجتماعية المتضمّنة في التفكك الاجتماعي إلى فشل النَسَق في أَنْ يجعل التنظيم الاجتماعي للمراكز مُلتَحماً ومتماسكاً مع الأدوار المُتَوقعة أي عدم قدرة النَسَق على القيام بمتطلباته الوظيفية بطريقةٍ فعّالة.

المصدر: التفكك الاجتماعي، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 2005.علم المشكلات الاجتماعية، معن خليل عمر، دار الشروق للنشر والتوزيع، عمان الأردن، 1998.علم الاجتماع والمشكلات الاجتماعية، عدلي السمري ومحمد الجوهري وآخرون، دار المعرفة الجامعية، القاهرة، 1998.


شارك المقالة: