الخليفة أبو جعفر هارون الواثق

اقرأ في هذا المقال


التعريف بالخليفة أبو جعفر هارون الواثق:

هو هارون بن المعتصم، ويُكنى أبا جعفر. أمه أم ولد تُدعى قراطيس. بويع له بالخلافة بعهد من والده المعتصم في اليوم الذي توفي فيه هذا الأخير، يوم الأربعاء لثمان ليالٍ مضت من شهر ربيع الأول.

صفات الخليفة أبو جعفر هارون الواثق:

تميز الواثق برجاحة العقل، وبحسن تصرفاته السياسية في عصر والده مما دفع أباه إلى الاتكال عليه في أثناء غيابه عن مقر الخلافة، ثم ولاّه عهده. أولع بالعلم والأدب، كان شاعراً له شعر حسن وأجزل العطاء للشعراء الذين زخر بهم عصره، وقد أفرد في قصره مجلساً للمناقشات الفكرية مقتدياً في ذلك، بالمأمون وكان يقال له (المأمون الصغير)، واقتدى بأبيه في الاعتماد على العنصر التركي. فأحل الأتراك في المناصب القيادية محل العرب.

الأوضاع الداخلية في عهد الخليفة أبو جعفر هارون الواثق:

شكل عصر الواثق مرحلة انتقالية بين عصرين مختلفين من عصور دولة الخلافة العباسية. وشهد في كثير من مظاهره، ما كان سائداً في عهد المأمون وعصر والده المعتصم. تصّدى الواثق، في بداية عهده، لحركات الأعراب من بني سليم وغيرهم من البدو الذين عاثوا فساداً فى جهات المدينة، وفرض الأمن على الطرقات التجارية في شمالي الجزيرة العربية.

التزم الواثق بالعقيدة المخزونة المرتبطة بالقرآن، وتحرك على خُطى سياسة والده في الانتصار لها ومساندتها، وتشدَّد في فرض آرائه الدينية على الناس، مما أدَّى إلى بروز حركة تذمر من قبل العامة والفقهاء. فتآمر عليه أهل بغداد، وتنادوا إلى عزله، ويبدو أنهُ تراجع عن عقيدته هذه قبل موته.

ظهرت قيادة الواثق من الوهانة والتحكم من قِبَل الولاة والبطانة. وانتشرت الرشوة في عهده وكثر الفساد. استخدم هذا الخليفة أساسيات في التشدُّد تجاه عماله وكُتَّابه مقتفياً أثر جده الرشيد، وتبنَّى قوله المشهور ‎(… إنما العاجز من لا يستبد). فنكَّب بكتّابه وانتزع الأموال منهم متهماً إياهم بالإثراء على حساب الدولة.

حصل ولاة الأقاليم في عهد الواثق على حكم كبير، فمنها قد حكم عبد الله بن طاهر بن الحسين خراسان وطبرستان وكرمان حُكماً لم يكن بالحسبان ويكاد يكونُ مُستقلاً. وأسند الخليفة إلى قائده التركي أشناس حكم الجزيرة والشام ومصر والمغرب؛ كما ولى إيتاخ التركي خراسان والسند وكور دجلة.

وفاة الخليفة أبو جعفر هارون الواثق:

دام اعتلاء الواثق لسدة الخلافة العباسية أقل من ست سنوات، وكان سبب وفاة الواثق مرض يُسمى (الاستسقاء)، من شهر ذي الحجة عام (232 هجري)، شهر آب عام (847 ميلادي)، دون أن يولي على العهد أحداً بعده. وسئل أثناء مرضه ودنو أجله، أن يوصي بالخلافة لولده فرفض وقال: (لا أتحمّل أمركم حياً وميتاً). ويشكل عهده نهاية العصر العباسي الأول.

المصدر: ❞ كتاب تاريخ الدولة العباسية 132-656هـ ❝ مؤلفة د.محمد سهيل طقوش❞ كتاب سلسلة تاريخ الأدب العربي العصر العباسي الأول ❝ مؤلفة شوقي ضيف❞ كتاب أطلس تاريخ الدولة العباسية ملون ❝ مؤلفة سامي بن عبد الله بن أحمد المغلوث❞ كتاب الدولة العباسية ❝ مؤلفة محمود شاكر أبو فهر


شارك المقالة: