مفهوم وجذور الرعاية الاجتماعية

اقرأ في هذا المقال


مفهوم حديث للرعاية الاجتماعية

لم يكن من السَّهل الوصول إلى مفهوم حديث للرّعاية الاجتماعية يلبي الحاجات الإنسانية كافَّة، وقد يظنُّ البعض أنَّ الرِّعاية الاجتماعية تقتصر على بلد دون آخر، بل إنَّها تخصُّ المُجتمعات الإنسانية كلّها.

ومن البداية نجد أنَّ المفاهيم الخاصَّة بالرِّعاية الاجتماعية قد واكبت التغيُّر، فلقد تطوَّر مفهوم الرِّعاية الاجتماعية من مجرَّد فِعل الخير غير المُنَّظم أو العفويِّ النابع من الرَّغبة الذَّاتية إلى أن أصبحت نظاماً عاماً، ومن مُجرَّد خدمات للإحسان التطوعيِّ إلى أن أصبحت برامج مقنَّنة للخدمة الاجتماعية، ومن الرِّعاية للفقراء إلى مفهوم الرِّعاية كحقٍّ من حقوق كافَّة المواطنين الغنيِّ منهم أو الفقير.

جذور الرعاية الاجتماعية

تعود الرِّعاية الاجتماعية للعصور القديمة، حيث لعبت القبيلة دوراً كبيراً فيها واقتصر مفهومها حينها على”رعاية الإنسان لأخيهِ الإنسان”.

وتقوم القبيلة بالوظائف الاجتماعية التَّالية:

  • السِّقاية والعمارة.
  • العِقاب.
  • الحماية.
  • السَّفارة (إرسال مندوب للقبائل الأخرى).
  • الرِّفادة (تأمين الطعام).
  • المشورة.
  • الديَّات (تحصيل الأموال من الطَّرف المعتدي في القبيلة).
  • الحكومة والأموال.

أثر الإسلام في دفع حركة الرعاية الاجتماعية

قدَّم الإسلام للرعاية الاجتماعية أهمَّ مقوماتها وهو التّكافل الاجتماعي، وبشّرَ الإسلام بمبادئ سامية منها المساواة بين البشر والعدالة والتَّعايش السِّلمي والسَّعادة في الدُّنيا والآخرة .

ومن جهة ثانية اختصَّ الإسلام بالتأثير على الرِّعاية الاجتماعية والأسرية بما كفلهُ للزوجين من حقوق وواجبات، ثمَّ رعاية الأحداث من الصِّغار وأعطى اهتماماً بالأيتام…

وقد كانت الشُّعوب قبل الإسلام تعيش في ظلِّ نظام لا يُراعي القيم الإنسانيَّة والاجتماعيَّة، وجاء الإسلام لِيَرُدّ هذه الشعوب إلى إنسانيتها.

الإدارة في الرعاية الاجتماعية

تهتمُّ الإدارة بالتنظيمات وتوجيه البرامج واختيار العاملين في مجال التّخطيط أو تنفيذ البرامج، وتسهمُ الإدارة في تحديد مسار الرِّعاية الاجتماعية على المستوى المحليِّ أو القوميِّ أو الأهلي بالتنسيق مع المؤسَّسات الحكوميَّة.

كما تتضمَّن مسؤولية الإدارة عمليات التَّعليم وبرامج التدريب بهدف تنمية الكفاءات ورفع مستواهم.

الرعاية الاجتماعية: ركيزة أساسية لتعزيز العدالة والرفاهية الاجتماعية

تعد الرعاية الاجتماعية من الجوانب الرئيسية للنظام الاجتماعي الذي يهدف إلى تحسين جودة حياة الأفراد وتوفير بيئة تعزز العدالة والرفاهية الاجتماعية. إنها مجال شامل يستند إلى القيم الإنسانية ويهتم بتوفير الدعم والخدمات للأفراد والجماعات الذين يواجهون تحديات اجتماعية واقتصادية. يتنوع نطاق الرعاية الاجتماعية من المساعدة المالية إلى الدعم النفسي والاجتماعي، مما يسهم في تحسين مستوى حياة الأفراد وتعزيز الاندماج الاجتماعي.

إحدى الأهداف الرئيسية للرعاية الاجتماعية هي تحقيق العدالة الاجتماعية، وهي عملية تسعى إلى توزيع الفرص والموارد بشكل عادل داخل المجتمع. تعتبر الرعاية الاجتماعية وسيلة فعالة للتغلب على التفاوتات الاجتماعية وتوفير فرص متساوية للجميع. بفضل البرامج الاجتماعية، يمكن توجيه الموارد نحو الفئات الضعيفة وتوفير فرص تعليمية وصحية تساهم في تحسين ظروف حياتهم.

تلعب الرعاية الاجتماعية أيضًا دورًا حيويًا في توفير الحماية للفئات الضعيفة والمهمشة في المجتمع. من خلال توفير الدعم المالي، والإسكان، والخدمات الطبية، يمكن للرعاية الاجتماعية تحقيق التوازن والحماية للأفراد الذين يواجهون صعوبات في تلبية احتياجاتهم الأساسية. كما تساهم البرامج الاجتماعية في تحفيز الابتكار وتوفير الفرص للفئات الضعيفة لتحقيق إمكانياتهم الكامنة.

يسهم الجانب الصحي في الرعاية الاجتماعية في تعزيز الصحة النفسية والجسدية للأفراد. تقديم خدمات الرعاية النفسية، والإرشاد الاجتماعي، وبرامج التوعية يمكن أن يلعب دورًا هامًا في التغلب على التحديات النفسية والاجتماعية. يعتبر تحسين الصحة النفسية جزءًا أساسيًا من تعزيز الرفاهية الشاملة وتحقيق تنمية مستدامة.

في الختام، يُظهر الاهتمام بالرعاية الاجتماعية التزامًا بالقيم الإنسانية وبناء مجتمع يعتمد على التضامن والدعم المتبادل. إن تعزيز الرعاية الاجتماعية يسهم في خلق مجتمع أكثر عدالة واستدامة، حيث يتمتع الأفراد بالفرص الضرورية لتحقيق إمكانياتهم والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للجميع.


شارك المقالة: