دور الأخصائي الاجتماعي مع الأمراض النفسية الجسمية

اقرأ في هذا المقال


هناك أمراض مرتبطة بالحالة النفسية والجسمية معاً وتظهر بشكل متاوزي مع بعضها ويُطلق عليها الأمراض السيكوسوماتية، وتلعب الخدمة الاجتماعية دور مهم في التعامل مع مرضى هذا المرض.

تعريف الأمراض السيكوسوماتية

هو لفظ مكون من مقطعين ” سيكو” ومعناه: العقل أو النفس أو الروح. و” سوما ” ومعناه: الجسم أو الجسد، ويُستعملان للتعبير عن العلاقة بين النواحي النفسية أو العقلية والنواحي الجسمية وتأثيرهما على علاج المرض واضطرابات الفرد.

وتعرف الأمراض السيكوسوماتية بأنَّها: اضطرابات جسمية موضوعية ذات أساس وأصل نفسي بسبب الاضطرابات الانفعالية تصيب المناطق والأعضاء التي يتحكم فيها الجهاز العصبي الذاتي. وتنشأ هذه الأمراض عادةً من شِدَّة القلق الذي يجد مجالاً للتنفيس عنه خلال أعضاء الجسم المختلفة، ولذلك يجب عند دراسة هذه الأمراض التعرف على شخصية الفرد في مجالها الكلِّي من حيث مشاكله التكيفية المختلفة بمعنى أنْ يهتم الطبيب بالحالة الجسمية ومشكلات الفرد الانفعالية معاً، ويُلاحظ أنَّ الاضطرابات السيكوسوماتية ” النفسية الجسمية ” كانعكاس لتوتر نفسي أكثر حدوثاً في الطبقة المتوسطة التي تتحمَّل كثيراً من الكفاح والضغط والمجاراة للحياة الاجتماعية القائمة كما يُلاحَظ أنَّ هذه الاضطرابات أكثر حدوثاً عند الأفراد الذين يتميزون باستجابات انطوائية.

وتتميز هذه الاضطرابات بتفوق الأعراض الجسمية على الحالة النفسية التي كثيراً ما يصعب ملاحظتها أو كشفها، فالمريض نادراً ما يشكو من قلق أو انقباض ولكنَّه يشكو من اضطرابات الوظائف الجسمية مثل فقدان الشهية والقيء وألم الظهر والصداع وسرعة خفقان القلب…الخ.

علاج الاضطرابات النفسية الجسمية ودور الخدمة الاجتماعية

تستعصي الاضطرابات النفسية الجسمية على العلاج الطبي أو الجسمي وحده أو العلاج النفسي الاجتماعي وحده ولذلك من الضروري الجمع بينهما وفي ما يلي أهم معالم العلاج:

  • العلاج الطبي: لعلاج الأعراض الجسمية ففي حالة القرحة يتَّبع المريض نظاماً معيناً للأكل ويتناول الأدوية اللازمة وقد يستدعي الأمر التدخل العلاجي، وفي حالة البدانة والسكري يُستعان بالأدوية وتنظيم الغذاء وتستخدم المسكنات والمهدئات للتخلُّص من التوتر والقلق.
  • العلاج النفسي الاجتماعي: خدمة الفرد يمكنها أن تساهم بدور علاجي فعّال في هذا الشأن حيث يقوم الأخصائي الاجتماعي بتناول النواحي الانفعالية للمريض وحل مشكلاته الشخصية وحل الصراعات الانفعالية والتنفيس الانفعالي بصفة خاصَّة ونصح المريض بتجنُّب مواقف الانفعال الشديد والإجهاد العقلي المتواصل. كما يمكن للأخصائي القيام بالمقابلات الجماعية مع الحالات المتشابهة.
  • يتعيَّن على الأخصائي القيام بالعلاج البيئي لتخفيف الضغوط على المريض في الأسرة أو العمل ولتحسين حياة المريض بتعديل ظروفها.
  • في حالة وجود الاضطرابات الجسمية النفسية لدى الأطفال يوجد العلاج التعديلي للوالدين وخاصَّةً الأم وقد يستدعي الحال علاج الأسرة كلِّها في بعض الحالات.

المصدر: الخدمة الاجتماعية في المجال الطبي ومجال رعاية المعوقين، عبد الفتاح عثمان، ط 2، القاهرة، مكتبة عين شمس، 1997.مبادىء صحة المجتمع، أميرة صادق الطنطاوي، فاتن عبد اللطيف، الاسكندرية، 1992.الخدمة الاجتماعية الطبية والتأهيل، محمد عبد المنعم نور، ط 2، القاهرة، دار المعرفة، 1985.


شارك المقالة: