ما هي الإمبراطورية السويدية؟

اقرأ في هذا المقال


الإمبراطورية السويدية: هي إمبراطورية ظهرت مع بداية القرن السابع عشر ميلادي، وقد كانت تعتبر من الإمبراطوريات القوية والتي كانت تسيطر على منطقة البلطيق، وقد انهارت الإمبراطورية السويدية بعد هزيمتها في الحرب الشمالية العظمى والتي قادتها ضدها كلاً من الإمبراطورية الروسية والدنمارك.

الإمبراطورية السويدية:

كان الإمبراطور “غوستاف أدولف” أول إمبراطور للسويد وبعد وفاته قامت طبقة النبلاء في السويد في السيطرة على الحكم في السويد والذين أخذوا بالسيطرة على الحكم في السويد وقاموا بامتلاك جميع الأراضي والأملاك فيها، وقد عَمل حكمهم للسويد على التأثير على نظام عملية التوحيد التي كانت متبعة في السويد، حيث كانت متبعة نظام المساواة والعدل بين طبقة النبلاء والفلاحين، إلا أنّ الجهود التي قام بها النبلاء السويديين لم تأتي بأية نتيجة والتي أدت في نهاية الأمر إلى إرجاع جميع الممتلكات إلى ملوك السويد.

أصبحت السويد من الدول العظمى في أوروبا بعد قيامها بتحقيق انتصارات كبيرة في خلال حرب الثلاثين عاماً والتي قامت في ذلك الوقت بتحقيق انتصارات عظيمة على الدنمارك وأخذت السويد في توسيع أراضيها ومستعمراتها، ففي خلال تلك الفترة كانت فرنسا تعتبر حليفاً للسويد والتي قامت بمساعدتها في حماية إمبراطورتيها وتوسعتها وخاصةً بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها الإمبراطورية السويدية في بداية تأسيسها، إلا أنّها بدأت بالانهيار بعد قيام الإمبراطورية الروسية بالتصدي لها، والتي أصبحت نفوذها بالتخلص في مناطق الشرق.

وقد قامت فنلندا بالوقوف إلى جانب الإمبراطورية الروسية في حربها ضد الإمبراطورية السويدية، بعد نهاية حرب الثلاثين تم عقد معاهدة سلام والتي تم من خلالها تعويض السويد ببعض من الأراضي الألمانية والتي كانت تلك الأراضي تابعة للإمبراطورية الرومانية المقدسة في ذلك الوقت، وقد أصبحت الإمبراطورية السويدية بعد امتلاكها لتلك الأراضي من أكبر الدول الأوروبية مساحةً بعد إسبانيا وروسيا.

منذ بداية تأسيس الإمبراطورية السويدية خاضت لفترة كبيرة من الحروب والتي كان لتلك الحروب دور كبير في سيطرة السويد على مساحات كبيرة من الأراضي في أوروبا، فقد تمكنت الإمبراطورية السويدية خلال فترة قيامها من السيطرة على أهم الأنهار في ألمانيا، كما كان لها دور كبير في ازدهار التجارة في أوروبا، كما ساهمت الإمبراطورية السويدية أيضاً في عملية الحماية الدينية والعسكرية في أوروبا، على الرغم من ذلك كانت الإمبراطورية السويدية لا تمتلك قوة قيادية وحنكة سياسية كباقي الدول الأوروبية، فقد كانت تقع في الكثير من الأخطاء في حملاتها السياسية.

خلال بداية قيام الإمبراطورية السويدية عانت من سوء الأوضاع الاقتصادية؛ وذلك بسبب عملية الإسراف والتبذير التي كان يقوم بها حكامها، وعلى الرغم من اعتبار السويد دولة عظمى إلا أنّ شعبها كان يعيش في حالة من الفقر والذي قرر حينها بأنّ لا بد له باختيار ملك صالح وسياسي محنك لمساعدة بلادهم على القيام والازدهار من جديد، وقع اختيار الشعب السويدي على الملك “كارل العاشر” والذي كان يعتبر من طبقة النبلاء والقائدين العسكريين والذي كان تركيزه على القدرات العسكرية في البلاد اكثر من الأمور الاقتصادية والذي رأى بذلك بأنّه يجب في البداية توحيد الصفوف العسكرية.

عندما تولى الملك “كارل العاشر” الحكم في السويد أصدر قرار بضرورة تنازل طبقة النبلاء عن ربع أملاكهم لصالح الدولة أو القيام بدفع مبلغ من المال بدلاً من ذلك، وافق النبلاء على ذلك القرار وذلك لكي يتجنبوا دفع الضرائب، وقد كان تم فرض قانون الضرائب على الطبقة المتوسطة والطبقة الفقيرة في السويد؛ ممّا أدى ذلك إلى غضب تلك الطبقات وتمردهم ومطالبتهم بالتسوية مع طبقة النبلاء؛ ممّا دفع ذلك البرلمان السويدي إلى إجبار النبلاء على دفع الضرائب أسوةً بالطبقات الأخرى في السويد.

قام الملك “كارل العاشر” بالقيام بشتى الطرق لإخراج السويد من المأزق المالي الذي كانت تمر فيه نتيجة الإسراف المالي التي قام بها الملوك من قبله وابتعد عن الاهتمام بالحملة العسكرية التي كان يسعى إليها، فقام الملك “كارول العاشر” بإقناع الشعب السويدي بالقيام بحملة عسكرية على بولندا لكي تتمكن الإمبراطورية السويدية من استرجاع مجدها وسيطرتها في المنطقة، ومع بداية الحرب البولندية السويدية أخذت تلك الحرب في التوسع والتي قامت الإمبراطورية الروسية والدنمارك والنرويج في المشاركة في تلك الحرب.

استمرت تلك الحرب لفترة طويلة في أوروبا والتي نتج عنها وفاة الملك “كارل العاشر”؛ ممّا دفع ذلك مجلس الوصاية السويدي إلى إنهاء تلك الحرب وتم بعدها سقوط الإمبراطورية السويدية.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ أوروبا الحديث-المؤلف:نصري ذياب-2011


شارك المقالة: