مشكلة البطالة الحضرية من إحدى المشاكل الخطيرة التي تعاني منها أغلب المجتمعات والمدن الكبرى، وبشكل خاص العواصم في البلدان النامية؛ لأنَّ الاقتصاديات الرسمية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية غير قادرة على امتصاص واستيعاب التدفق الكبير من العمال.
البطالة الحضرية:
تُعَدّ البطالة الحضرية من المشاكل الخطيرة، لأن عدد ضخم من الفقراء الحضريين في البلدان النامية يمارسون حياتهم من خلال ممارسة أنشطة تساعدهم على البقاء والاستمرار، من خلال العمل في وظائف غير رسمية وهذه الوظائف تسبب لهم الإنتاج والتبادل خارج نطاق السوق الرسمي.
وتلك الوظائف تشكل سلسلة من الخدمات مثل: جمع النفايات والخدمة في المنازل والعمل في المحلات التجارية الصغيرة وأعمال التشييد والبناء والعمل في المصانع والورش الصغيرة لإنتاج الملابس، كما تشير الإحصاءات إلى أنّ الوظائف غير الرسمية التي بلغت نسبه حوالي 75% من حجم التوظيف الحضري في الكثير من البلدان الإفريقية وما بين 30 إلى 50% في أمريكا اللاتينية.
حيث أنَّ هذه الوظائف تساهم بشكل مباشر في الاقتصاد الحضري بشكل كامل، وتعتبر هذه الوظائف على الرغم من أنَّها غير رسمية ولا تنتمي إلى القطاعات المنتجة إلا أنها تمثل مجال هام في مجالات المجتمع الحضري، التي تستوعب عدد ضخم من عمال الحضرية الفقيرة.
على الرغم من أنّ الدخول التي تحققها هذه الأعمال تُعَد قليلة وأقل من الدخول التي تحققها الوظائف رسمية للعاملين، كما أنّ الوظائف غير رسمية تمثل روابط مباشرة في المشروعات الرسمية في المدن الحضرية في أمريكا اللاتينية بلغ متوسط الدخل التي تحققت من العمل في الوظائف غير الرسمية حوالي 40% من الدخل العام وهو معدل أقل من متوسط الدخول التي اكتسبها من التوظيف الرسمي.
كما تُعَد البطالة من أهم العوامل التي تساهم في تزايد معدلات الفقر الحضري في البلدان النامية، وهناك تباين بين المدن في البلدان النامية في ما يتعلق بحجم البطالة والمعدلات وانعكاساتها المختلفة، بينما البطالة الحضرية في المدن في المجتمعات النامية.
يعود ناتج العمل غير الرسمي إلى مجموعة من العوامل من أهمها النمو الاقتصادي البطيء التغيرات التكنولوجية و تضاؤل حجم الوظائف في قطاع التصنيع وذلك بسبب تزايد حجم قوة العمل النسائية.
