معاوية بن أبي سفيان

اقرأ في هذا المقال


التعريف بمعاوية بن أبي سفيان:

هو صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي أبو عبد الرحمن القرشي الأموي، يُعتبر كاتب وحي رب العالمين، أسلم هو وأبوه وأمه هند بنت عتبه بن ربيعة بن عبد شمس يوم الفتح. ولما فتحت الشام ولّاه عمر بن الخطاب نيابة دمشق، بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان، وأقرَّه على ذلك عثمان بن عفّان وزاده بلاداً أخرى، وهو الذي بنى القبة الخضراء بدمشق وسكنها أربعين سنة.
إن طبع معاوية وصفاته النفسية وعقليته كانت في المستوى الذي يوفي مسائل تلك الساعة حقها، فهو رجل ذلك العصر. وكان كفؤ الإدارة وكان كفؤاً في الحرب، فقد حارب الروم فغلبهم في مواقع كثيرة. وهو بعيد النظر كل البعد، فهو لا يدرس مسائل الساعة وحدها، بل يرى من خلالها خطوطاً للمستقبل، عليه رسمها ووضعها قبل التنفيذ. وهذا البُعد في النظر والعمق في درس الأشياء يرافقه أيضاً حلم وتواضع كبير، يصل به إلى أن يفتح صدره لجليسه ويرفعه الى أكثر ممّا ينبغي.

أهم صفات معاوية بن أبي سفيان:

  • الحلم والعفو: استفاد معاوية من ملازمته لرسول الله صلّ الله عليه وسلّم علماً وتربية، فقد روى الكثير من الأحاديث عن الرسول صلّ الله عليه وسلم.
  • الدهاء والحيلة: هناك الكثير من القصص التي تروى حول ذكاءه وحسن تدبيره في الغزوات.
  • عقليته الفذة وقدرته على الاستيعاب: كانت قدرته على الاستيعاب فائقة لدرجة كبيرة، فكان يستفيد من كل ما يمر به من الأحداث ويعرف كيف يتجنَّبها، وكيف يخرج منها إذا وقع فيها.
  • تواضعه وروعه: من صفاته التي اشتهر بها صفة التواضع، فقد كان يعترف في خُطبة العامة بأن في الناس من هو أفضل منه.
  • بكاؤه خشية من الله: عندما كان يسمع الآيات والأحاديت كان يبكي خشية من عذاب الله تعالى.

ولاية العهد:

كانت ولاية العهد من الأمور التي أفرزت الكثير من المشاكل في التاريخ الأموي، فعندما توفّي معاوية بن أبي سفيان كانت مسألة من يخلفه منذره بالمتاعب، وقد حاول جاهداً أن يحل المسألة قبل وفاته وذلك بأن يأخذ البيعة لابنه يزيد من أشراف العرب وهو على قيد الحياة.

الأيام الأخيرة في حياة معاوية بن أبي سفيان:

1. وصية معاوية رضي الله عنه ليزيد:

عندما حضر موت معاوية سنة 41هـ كان يزيد غائباً عندها، فأوصى للضحّاك بن قيس الفهري ومسلم بن عقبة المرى، فقال لهم: بلغا وصيتي ليزيد، حيث تظهر وصيته كفاية معاوية ودهاؤه السياسي فذكر في وصيته ثلاثة أقاليم فقط، ذلك أن الأوضاع السياسية خارج هذه الأقاليم لم تكن تثير أي هموم جدية لديه.

الحجاز:

بالنسبة للحجاز كان يوصي ابنه: انظر أهل الحجاز فإنهم أصلك، فأكرم من قدم عليك منهم وتعهَّد من غاب، حيث كان اهتمام معاوية بالحجاز كونها ترجع لأهله وعشيرته، فهو من الناحية السياسية كان مركز ثقل الدولة الإسلامية، ومن الناحية الدينية كان يحتل مركز الصدارة لاحتضانه ما تبقى من الصحابة رضوان الله عليهم.

العراق:

كان يعتبر ثاني إقليم أهمية بالنسيبة لمعاوية، لذلك أوصى يزيد أن يعامل أهل العراق معاملة خاصة، فقال له: انظر أهل العراق فإن سألوك أن تعزل كل يوم عاملاً فافعل، فإن عزل عامل أحب إليّ من أن يشهر عليك مائة سيف.

الشام:

إن وصاية معاوية على الشام تأتي من باب رد الجميل لهم؛ لدورهم الكبير في مساندته بالوصول إلى الحكم وتأييدهم المستمر له، لذلك أوصى ابنه قائلاً: انظر أهل الشام فليكونوا بطانتك، فإن نابك شيء من عدوك فانتصر بهم فإذا أصبتهم فاردد أهل الشام إلى بلادهم، فإنهم أقاموا بغير بلادهم وأخذوا بغير أخلاقهم.

2. آخر خطبة لمعاوية بن أبي سفيان واشتداد مرضه:

كانت آخر خطبة لمعاوية قوله: أيها الناس، إن من زرع قد استحصد، وإني قد وليتكم ولن يليكم أحد بعدي إلا من هو شر مني، كما كان وليكم قبلي خيراً مني، ويا يزيد، إذ وفى أجلي فولِّ غسلي رجلاً لبيباً، فإن اللبيب من الله بمكان، فلينعم الغسل ويجهر التكبير. وقد أوصى معاوية بنصف ماله أن يرد إلى بيت المال كأنه أراد أن يطيّب له؛ لأن عمر بن الخطاب قاسم عمّاله. وعندما اشتد عليه المرض وتحدث إلى الناس أنه الموت، فقال لأهله: احشوا عينيّ إثمداً، وأوسعوا رأسي دهناً، ثم مهدّ فجلس.

وفاة معاوية بن أبي سفيان ومدة خلافته:

توفّي معاوية بن أبي سفيان سنة الستين من الهجرة وفي شهر رجب، حيث كان يبلغ من العمر ثمان وسبعين، وكانت مدة خلافته تسع عشرة سنة، وصلى عليه الضحاك ابن قيس الفهري، فقد صعد الضحاك المنبر وكانت أكفان معاوية بين يديه فحمد الله وأثنى على معاوية بقوله: إن معاوية كان عود العرب، وحَّد العرب، قطع الله تعالى به الفتنة، وملَّكه على العباد، وفتح به البلاد.

المصدر: أطلس تاريخ الدولة الأموية، سامي بن عبدلله بن أحمد المغلوثكتاب العصر الأموي، صلاح طهبوبكتاب الدولة الأموية والأحداث التي سبقتها ابتداءاً من فتنة عثمانكتاب الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار، علي محمد الصلابيكتاب معاوية بن أبي سفيان شخصيته وعصره، علي محمد الصلابي


شارك المقالة: