تاريخ الزراعة المائية وتطورها

اقرأ في هذا المقال


من المعروف أن الزراعة المائية ليست حديثة العهد وإنما استخدمت من قبل المزارعين منذ قرون ولكن بأشكال مختلفة وأكثر بساطة مما هي الحال عليه الآن بعد التطور الكبير للآلات والمواد المستخدمة، تابع المزيد من القراءة.

تطور الزراعة المائية عبر التاريخ

تمتعت الزراعة المائية بالعودة في الآونة الأخيرة واشتهرت الزراعة المائية في الأربعينيات من القرن الماضي وتغلغلت في الثقافة المتنامية بحلول العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. والزراعة المائية هي نوع من البستنة تزرع فيها النباتات بدون تربة، وفي البستنة المائية، توفر المياه العناصر الغذائية لجذور النباتات، عادةً في محلول غني بالمغذيات. الفوائد هي دورات نمو أسرع، وتقليل استهلاك الموارد وزيادة الغلة.

كانت حدائق بابل المعلقة من بين عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، فقد تم تشييدها في القرن السادس معتمدين حصريًا على نهر الفرات كمصدر للري. بدون توفر التربة في الصحراء القاحلة، قد تكون أول مثال على الزراعة المائية الناجحة. في القرن العاشر، ورد أن الأزتيك كانوا يستخدمون الحدائق العائمة في البحيرات القريبة، واستخدم الصينيون الزراعة المائية لحقول الأرز الخالية من التربة في القرن الثالث عشر.

حتى أن هناك سجلات لطرق الزراعة المائية في الكتابة الهيروغليفية المصرية التي يعود تاريخها إلى عدة مئات من السنين قبل الميلاد. وعلى الرغم من أن النظرية العامة وراء الزراعة المائية لا تزال كما هي، فقد سهلت التكنولوجيا الحديثة من زراعة النباتات بشكل أسرع وأقوى وأكثر صحة.

الزارعة المائية خلال القرون

بحلول القرن السادس عشر سجل البلجيكي جان فان هيلمونت أول بحث علمي معروف عن الزراعة المائية. وأشار إلى أن الماء ينقل المغذيات للنباتات. بناءً على عمل جان فان هيلمونت السابق، في عام 1699 ابتكر جون وودوارد أول محلول مغذي للزراعة المائية في العالم بعد أن خلص إلى أن نمو النبات الذي استفاد من المغذيات في الماء كان أكثر سهولة من التربة.

وكان القرن العشرين موجة من الدراسات والتطورات في كيفية النمو. في أواخر العشرينيات من القرن الماضي وسع الدكتور ويليام ف. جيريك من جامعة كاليفورنيا التجارب المخبرية لإجراء مزيد من الدراسات حول التغذية في المحاصيل العملية والتجارية التي تنمو في الخارج. حيث ابتكر مصطلح “الزراعة المائية” المشقة من الكلمة اليونانية Hydro  وتعني العمل وكلمة ponos وتعني الماء وهو الأساس لنمو الزراعة المائية الحديثة.

حتى أن الجيش الأمريكي حقق تطورات أكثر حداثة، ومن الأمثلة على ذلك جزيرة ويك التي يتم التوقف عندها بشكل مستمر للتزود بالوقود والطعام، وبسبب عدم القدرة على إنتاج المحاصيل وذلك لعدم سماح التضاريس الصخرية بالزراعة التقليدية، فقد تم إنشاء وسائط نمو شبيهه بالحاويات مساحتها تبلغ 120 قدماً مربعة والتي أنتجت في النهاية عائداً أسبوعيا 90 رطلاً من المنتجات الطازجة يومياً.

وفي عام 1925 بدأ الاهتمام بمحلول المغذيات الذي يمكن إدخاله في التربة المهواة أو التربة الاصطناعية. أثبتت الطرق الناتجة أنها باهظة الثمن وتم التخلي عنها حتى أصبح البلاستيك متاحًا. حيث جعل البلاستيك أسعار الصوبات الزراعية معقولة واستبدلت الأحواض باهظة الثمن التي كانت تستخدم في الزراعة المائية. مرة أخرى ثبت أن العملية باهظة الثمن حيث ارتفعت أسعار النفط وأصبح أسعار صوبات التدفئة غير مربحة. يوجد حاليًا تجارب متجددة مع الزراعة المائية. أصبحت الطرق أرخص وأصبحت طريقة متنامية لكل من الإنتاج التجاري والهواء.

الزراعة المائية في الوقت الحالي

إن التقدم الهائل في الزراعة المائية في القرن الماضي، ومنه تم الاستنتاج أن النباتات الصحية تتطلب الماء وأشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون والمغذيات لتزدهر. ومع تقدم التكنولوجيا و السماح بمراقبة وأتمتة العديد من جوانب الدفيئة أو غرفة الزراعة الحديثة في الزراعة المائية. يتيح استخدام أدوات التحكم البيئية للمزارعين مراقبة البيانات الأساسية مثل مستويات الحرارة وثاني أكسيد الكربون والضوء. من خلال الجمع بين المراقبة والأتمتة الكاملة لأشياء مثل الري وتدفق الهواء والإضاءة، تكون مزرعة الزراعة المائية أكثر كفاءة بكثير من سابقاتها.

يزيد استخدام التكنولوجيا الزراعية من فوائد الزراعة المائية، بما في ذلك دورات النمو الأسرع، زيادة الغلات، الحد من استهلاك الموارد. ومع استمرار تطور التكنولوجيا فإن مستقبل الزراعة المائية يبدو واضحاً كما تزدهر النباتات في الماء ومنه فإنه يمكن تحسين القدرة على التنبؤ بمزيد من الدقة أكثر مما سبق.


شارك المقالة: