الزخرفة الإسلامية في الوقت الحاضر

إن الزخرفة العربية الإسلامية وباعتبارها شكلاً تقييماً لا يخضع لقوانين آلية أو مقاييس رياضية فقد أخذت أهمية الزخرفة المجردة العربية الإسلامية.

لقد تنبه العديد من الفنانين المحدثين إلى أهمية هذه الزخرفة باعتبارها نوعاً من أنواع الخطوط العربية وخاصة الفنانين الأوروبيين، هذا وقد طرح بعض المحدثين في الفن عن الزخرفة فاعتبرها عنصراً شكلياً هاماً يعبر عن روح الفن الإسلامي، وإن القيم الفنية الإسلامية تظهر في الخط والزخرفة وهذه من المواد الجمالية المميزة للفن العربي الإسلامي.

أهمية الزخرفة الإسلامية باعتبارها شكل من أشكال الخط:

• كان الخط العربي والزخرفة هو بمثابة الطايع أو الهوية الشخصية المميزة للفن الإسلامي.

• كما يعتبر الخط والزخرفة عاملان فنيان أساسيان في تأكيد المعالم الإسلامية للأمة التي آمنت بالله سبحانه وتعالى وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم.

• والخط والزخرفة يعتبران وحدة متماسكة يحددان أصالة الفن الإسلامي.

• ويتسمان هذان العاملان بطابع عربي إسلامي متميز ويتفقان مع الأفكار والتقاليد والعقيدة الإسلامية لهذه الأمة.

آراء العلماء والمؤرخون العرب في الفن الإسلامي للزخرفة والخط:

يقول ريتشارد ويصف الفن الإسلامي (إن الفن الإسلامي الذي يعني بالفن الخطي والأشكال الهندسية والنباتية التي هي في الواقع تعبر عن ميزات الفن الإسلامي).

أما عن رأي الفنان والباحث شاكر حسن آل سعيد يقول: (الخط والزخرفة لغتان فلسفيتان ما تزالان تطالعنا بمدلولاتهما المشرقيتين اللتين تعودان عن صميم الإيمان وهما تتجللا عن القيم الروحية العربية لحضارة إسلامية امتدت جذورها حتى فجر الإنسانية في حين ما برحت ذراعها أو تكاد عن أية اندفاعات ناشئة).

كما قال: (أن هذه الزخارف والخطوط العربية تجريدية إذا نظرنا إليها من زاوية نظر تشكيلية وأما في صلبها توحيدية النزعة، تمخضت من خيال الفنان الخصب ولم تخضع إلى قواعد كلاسيكية بل خضعت لتقاليد فنية عربية صرفة وعقيدة الفنان الدينية).

فالخط والزخرفة هما عطاء حضاري لبقية الحضارات المجاورة والبعيدة وهما بعيدان عن التشخيص أو التجسيد ويعبران عن الروح العربية الأصيلة والعقلية التجريدية.

إنجازات الفنان العربي في الفن العربي الإسلامي للخطوط:

• استطاع إعادة مواردها بقدر معين من التجريد.

• كما عرض الفنان العربي الإسلامي زخرفته فوق سطح ذي بعدين وليس ثمة قاعدة أولية استند عليها في تجريده.

• وصل الفنان العربي بزخرفته إلى التجريدية هذه بأعلى أشكال الزخرفة بعد أن مرّ في تطور وارتقاء بها.

• بقي محافظاً على العلاقة القائمة بين العنصر الزخرفي والحقيقة أو العالم الخارجي.