الكتابة والخطوط في عصر النهضة الأوروبية

اقرأ في هذا المقال


الكتابة والخطوط في عصر النهضة الأوروبية:

كان حماس رجال الاحياء للعصر القديم قد انعكس من ناحية أخرى في ازدرائهم للخطوط غير المقروءة (البربرية) والتي كانت تستعمل حينئذ في إيطاليا وبقية وفي بقية أنحاء أوروبا، وكما في أي مجال آخر فقد كان رجال الإحياء في مجال الكتابة إلى عادوا الاعتبار للبساطة الكلاسيكية والكتابة المقروءة المدونة بشكل أنيق كما كانوا يجدونها في المخطوطات القديمة.

ولم يكن الخط الذين يدعون إليه هو الروماني القديم بل ذلك (الكارولي)، أي ذلك الذي برز خلال النهضة الكارولية والذي بقي يستعمل في بعض أرجاء أوروبا حتى القرن الحادي عشر، وقد كان رجال الإحياء يطلقون على هذا الخط تسمية (الخط القديم)، وكانوا يعارضون به الخط القوطي.

ما هو الخط القوطي؟

هو خط مثقل بالزينات غير الضرورية ومكثف ومذيب ومترابط إلى حد يصبح فيه غير مقروء، وقد انتقد هذا الخط لأول مرة وبكل قوة (فرانشكو) بترارك والذي أدرك حينئذ أفضل من أي شخص آخر أنه لابد أيضاً من تغير الخط لكي يتناسب مع العصر الجديد كالفن والعلم والحياة بشكل عام.

ومن أهم العلماء الأوروبيين الذين اهتموا بالخط (بترارك) والذي كان يتناول كثيرا في مسألة الخط، إذ أنه كان من ناحية يوجه ملاحظاته إلى الخطوط المستعملة في عصره بينما كان من ناحية أخرى يدعوا إلى إعادة الاعتبار إلى الخط القديم.

وكانت من أهم أعماله أي بترارك ينتقد الخط غير المقروء الذي كان يستعمل في الجامعات قائلاً إن (الحروف متداخلة كصف الفرسان حتى أن الكاتب نفسه لا يستطيع بعد مضي فترة من الوقت أن يقرأ ما كان قد كتبه بينما يكون القارئ قد ضمن لنفسه فقد البصر مع شرائه للكتاب.

وقد عبر بترارك بوضوح عن موقفه من هذه المسألة في رسالة له سنة 351 م وقال (لقد تعودت عيوني على العصر القديم إلى حد أنها تكره كل خط حديث)، إلا أن بترارك نفسه لم يذهب إلى النهاية في رفضه للخط القوطي ووضعه للخط الجديد الذي يستند إلى (الخط الكارولي) بشكل مباشر ولكن التجديدات التي أدخلها على شكل الحروف وجدت صدى مناسباً لها في فيرسا على كل حال.

ما هي أهم المؤلفات التي كتبت بالخط القوطي؟

  • كتابة مؤلفات الكتاب القدماء.
  • كتابة مؤلفات الكتاب المعاصرين من رجال الإحياء.
  • وقد أصبح الخط القوطي يستعمل لكتابة النصوص القانونية والطبية والدينية حتى نهاية القرن الخامس عشر.

في الواقع ان اشتهار الخط الجديد الإحيائي لم يكن يرتبط فقط بالرغبة في خط بسيط مقروء بل كان يعكس بصدق المفاهيم الجمالية الجديدة للنهضة بالإضافة إلى الحاجة إلى تواصل أسرع. فقد كانت الحاجة تدعوا إلى أن تكتب بخط يمكن أن يقرأه عدد كبير من القراء دون أي جهد ودون أي داع لمعرفة أربطة الحروف المعقدة.

وفي الحقيقة لقد كانت هذه القضية راهنة بشكل خاص في بداية القرن الخامس عشر، أي حين ظهر الكتاب المطبوع الذي كان موجهاً إلى عدد كبير بكثير من القراء بالمقارنة مع المخطوط وبعبارة أخرى فقد أصبح الكتاب بثمنه وأعداده الكبيرة قريباً من تلك الشرائح الاجتماعية التي لم تتعود على قراءة الخطوط المعقدة التي كانت تستعمل في السابق.

وهكذا فإن دول أوروبا قد كتبوا بخطوط متنوعة وكان من بينها الخط القوطي والخط الاحيائي، وقد ألفوا العديد من الكتب ووجد العديد منها في المكتبات أوروبا الغربية، ومن أشهر الدول التي اهتمت بالخطوط إيطاليا وألمانيا، بالإضافة لكرواتيا.


شارك المقالة: