كتابة المصاحف عبر العصور الإسلامية المتعاقبة بالخط العربي

اقرأ في هذا المقال


أكثر المصاحف التي وجدت في العصور الإسلامية الأولى نسبت إلى الخليفة عثمان بن عفان وقيل أن الخط الذي استخدم في هذه المصاحف هو خط النسخ، ومن الأمثلة على المصاحف المنسوبة للخليفة عثمان بن عفان هو مصحف موجود في مدينة طشقند بالاتحاد السوفييتي. وهذا النوع من المصاحف يمثل أسلوباً مماثلاً ومنسجماً مع أسلوب القرن الهجري الأول.

ما هي مميزات المصاحف التي نسبت للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه؟

لقد عرفت تلك المصاحف بأنها مكتوبة بخط النسخ، وكل المصاحف التي نسخت عرفت بأنها للخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه. وقد جاءت الحروف في أول الكلمات بعيدة بقدر المسافة والتي تفصل بين الكلمات، هذا ويبدوا بأن الخطاط قد انتهج ولأول مرة أسلوباً هندسياً دقيقاً في توزيع الحروف المفردة عن الكلمات، أو في فصل الكلمات عن بعضها.

كذلك في رسم الحروف باستقامة شديدة وبدقة متناهية، ويمكن أن يكون هذا المصحف ومن أهم النماذج والتي استعملها الخلفاء الأوائل من بني أمية، ويوجد في كل من خزانة الروضة الحيدري بالنجف الأشرف بالعراق كذلك في متحف الطوب كابي سراي باستانبول، ومصحف من الرق منسوب إلى الإمام علي رضي الله عنه.

ما هي أسباب اتباع الخطاطين بعد القرن الهجري الأول نفس أسلوب الخط؟

  • لقد اتبع الخطاطين النقوش نفسها في العالم الإسلامي وبنفس الأسلوب وذلك بسبب عدم رسوخ القناعة المطلقة بشكل الحرف العربي.
  • كذلك اتبعوا طريقة تنظيم السطور نفسها.
  • بالإضافة إلى صياغة النصوص ومن البديهي أن تبدأ الأمة العربية صفحة حضارتها الوثائقية في لغتها الزاخرة بالألفاظ والمفردات الكثيرة بداية كهذه البداية شأنها في ذلك أي حضارة تبدأ خطاها الأولى في عالم متسع الأرجاء وتحمل روحاً قومية متدفقة وتحمل رسالة إنسانية مقدسة.

إن أنماط الحروف العربية وتصوير الكلمات يلاحظ العلاقة الوطيدة بالأساليب العربية وأشكال الحروف التي سبقت الدعوة الإسلامية ممثلة بالحضارة النبطية، والتي امتدت عبر الجزيرة العربية إلى بلاد الشام فكان هناك تشابه في كثير من الحروف التي تعتبر امتداداً لأشكال المفردات النبطية.

لم يترك لنا التاريخ نماذج كثيرة من الكتابات العربية قبل الإسلام ولو أن هناك مجموعات كبيرة من الكتابات الصفوية واللحياني. فقد دفعت الدولة الإسلامية منذ بداية عهدها باللغة العربية دفعاً حثيثاً إلى الصدارة باعتبارها لغة القرآن الكريم من جهة وباعتبارها لغة الشعب العربي الذي قام بدور أساسي في نشر التعاليم الإسلامية إلى أنحاء المعمورة من جهة أخرى.

لذلك نجد أن النماذج الكتابية الإسلامية قد دخلت ولفترة قصيرة إلى حيز التطبيق العملي وقد فرضت أسلوباً أصيلاً يعطي سلامة دورها القومي والديني سواء بسواء، فقد تطورت كتابة المصاحف من الخطوط النبطية حتى أصبح  يكتب بما يعرف بالخط الكوفي، وقد شاع استخدامه في أيام الدولة العباسية في بغداد وغيرها من المناطق العربية.

ومن خلال الاستعراض لنماذج المصاحف المكتوبة فقد تطورت الكتابة للمصاحف فقد كانت البداية بالخط النبطي ثم الخط النسخ في عهد عثمان بن عفان، وبعدها جاءت الكتابة للمصاحف بالخط الكوفي وذلك في العهد العباسي، أما في العصر الحديث فقد تسابق الخطاطون لكتابة المصاحف وزخرفتها ونشرها عبر الحضارات القادمة.


شارك المقالة: