ما هو الحوار المسرحي؟

اقرأ في هذا المقال


مفهوم المسرح

يعتبر المسرح فنَّاً هامَّاً وراقياً جدَّاً، إذا ما جرَّدناه من سطحيته والتي ظهرت عند العرب وذلك بسبب الأهداف التِّجارية البحتة.
ففي المسرح يلتقي الممثل بالمشاهدين وجهاً لوجه، فيتعرَّف هنا على ردَّات أفعالهم بشكل فوريٍ وذلك دون اضطراره إلى سماع ملاحظاتهم وآرائهم بالطرق المعروفة وبعد وقتٍ لاحق كما في السينما والتلفزيون.
ويُطلق على المسرح أبو الفنون، فهو من أوائل الفنون، بدأ منذ زمن الإغريق والرومان. وكما يعتقد أنَّ نشأة المسرح كانت لأسبابٍ دينيةٍ، حيث كان المسرح الإغريقيُّ وسيلةً للتعبير عن الاحتفالات الدينية بالإله ديونيسوس، ومن ثمَّ أتى بعدها المسرح الروماني الذي شهد تدهوراً وتراجعاً ملحوظين مقارنةً بالمسرح اليوناني.

أنواع المسرح

المسرح هو فن تمثيلي يتنوع في أشكاله وأنواعه ليتناسب مع متطلبات وتفضيلات الجماهير المختلفة. تتنوع أنواع المسرح بناءً على محتواها وشكل تقديم الأداء. إليك نظرة عامة على بعض أنواع المسرح الرئيسية:

  1. المسرح الدرامي: يُعرف أيضًا بالمسرح الأدبي، حيث يتم التركيز فيه على تقديم القصص والأحداث الدرامية. يشمل هذا النوع ألعاب الشكسبير والمسرحيات الكلاسيكية والحديثة.
  2. المسرح الموسيقي: يجمع بين العناصر الموسيقية والأداء التمثيلي، حيث يتضمن الغناء والرقص. يشتهر هذا النوع بالمسرحيات الغنائية والأوبرا.
  3. المسرح التجريبي: يعتبر هذا النوع منبرًا للتجارب والابتكارات الفنية. يتميز بالتعامل مع مواضيع غير تقليدية وتقنيات جديدة في الأداء.
  4. المسرح الكوميدي: يهدف إلى إحداث الضحك وتسليط الضوء على الجوانب الفكاهية في الحياة. يشمل هذا النوع الفارسي والكوميديا السوداء وغيرها.
  5. المسرح التفاعلي: يشمل المشاركة المباشرة للجمهور في الأداء. يتيح هذا النوع تفاعلًا فعّالًا بين الفنانين والجمهور.
  6. المسرح الوثائقي: يركز على تقديم قصص وحقائق ووقائع واقعية. يهدف إلى نقل رسائل اجتماعية أو سياسية.

هذه مجرد نماذج قليلة من أنواع المسرح، حيث يمكن أن يكون هناك تقسيمات أخرى بناءً على الأساليب الفنية والتوجهات الفنية المختلفة.

عناصر المسرح

عناصر المسرح هي العناصر التي تجتمع معًا لخلق تجربة فنية شاملة وتأثيرية للجمهور. تتكون هذه العناصر من مجموعة متنوعة تعكس الأبعاد المتعددة للأداء المسرحي:

  1. النصوص والحوار: يمثل النص الأساس للمسرح، حيث يتم توجيه الأداء من خلال الحوار والسيناريو. يشمل ذلك الكلمات التي يتحدثها الممثلون والتي تحمل المعاني والأحداث الدرامية.
  2. الأداء والتمثيل: يشمل أداء الممثلين وتقديمهم للشخصيات والأحداث. يعتبر التمثيل جزءًا حيويًا من المسرح، حيث يستخدم الممثلون تقنياتهم الصوتية والجسدية لجعل الشخصيات والأحداث ذات طابع حيوي وملموس.
  3. الإضاءة: تلعب الإضاءة دورًا هامًا في تحديد جو المشهد وتوجيه انتباه الجمهور. تُستخدم الألوان والظلال لتعزيز المشاعر وخلق تأثيرات بصرية مختلفة.
  4. الديكور والملابس: يساهم الديكور والملابس في تحديد البيئة والزمان التي تدور فيها الأحداث. يساعد تصميم الملابس في تجسيد شخصيات الأداء وتمثيل الفترة الزمنية أو المكان.
  5. الصوت والموسيقى: يشمل الصوت المؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية التي تعزز الأحداث وتعمل على إيجاد أجواء صوتية تتناسب مع الأداء.
  6. المسرحية: يتعلق بالمساحة التي يتم فيها الأداء، سواء كانت مسرحًا مغلقًا أو مفتوحًا، ويشمل الأمور التقنية مثل نظام الرؤية والمسرحيات.

الحوار المسرحي

يعرَّف الحوار المسرحي بأنَّه الحوار الذي تقوم بتبادله الشخصيات في المسرحية، وله شكلان مهمان وهما الحوار المسرحيُّ الداخلي والحوار المسرحيُّ الخارجي، فالحوار الخارجي هو الحوار الذي يكون بين شخصيتين أو أكثر من الشخصيات على خشبة المسرح، حيث يعد الشكل الأكثر انتشاراً في المسرحيات، والذي يجب فيه أن تستمع الشخصيات إلى بعضها البعض أثناء الحوار.

أمّا الحوار المسرحي الداخليُّ، فله ثلاثة أشكال، الأحادي والجانبي والحوار الموجّه للجمهور، فالحوار الداخلي الأحادي (المناجاة) هو حوار الشخصية الواحدة تلقيها أمام الجمهور، وفي هذا الحوار يستطيع المؤلف الكشف عن مكنونات الشخصية الداخلية بحيث يستطيع الجمهور الإحاطة بكافة التفاصيل الدقيقة المتعلقة بالشخصية.
أمّا الحوار الجانبي، فهو الحوار الداخلي الذي لا تسمعه باقي الشخصيات، وهو يعبّر عن ما يختلج في صدر الشخصية في ذلك الموقف، أمّا الحوار الموجّه للجمهور فهو الحوار الذي تنتظر فيه الشخصية إجابة من الجمهور، بحيث يكون الممثل وحده على خشبة المسرح، أو قد يكون معه شخصيات أخرى ولكنَّهم لا يسمعونه.

أهمية المسرح والحوار المسرحي

أهمية المسرح كما في باقي الفنون تتمثل بالقدرة على تسليط الضوء على القضايا المجتمعيّة بالإضافة هنا إلى محاولة عرض النفس البشرية وما يعتريها من ضعف وشك، بحيث تُمثل الشخصيات المسرحية مرآةً لكل شخصٍ يشاهدها.
لهذا كان لزاماً على الكاتب والمؤلف المسرحي أن يطوِّر قدراته الكتابية، لتطوير الحوار المسرحي الذي يعدُّ مركزة الدائرة التي تدور المسرحية في فَلكها، فليس من قليلٍ سُمي المسرح بأبي الفنون.



شارك المقالة: