إني لست عند عمر كأبي عبيدة
أسلمَ عيّاض_ رضي الله عنه_ قبل صُلح الحُديبيَة، والذي كان في سنة 6هجرية. وكان من القادة الذين فتحوا العراق، وكان أيضاً من الأمراء الخمسة في معركة اليرموك.
أسلمَ عيّاض_ رضي الله عنه_ قبل صُلح الحُديبيَة، والذي كان في سنة 6هجرية. وكان من القادة الذين فتحوا العراق، وكان أيضاً من الأمراء الخمسة في معركة اليرموك.
ولُقّب بشار بن بُرد أيضاً بالمُرَعَّث، وذلكَ لأنّهُ كان يضع حَلَقاً من الذَّهب في أُذُنهِ، وذلك لِروايَتين: إحدَاهمَا أنَّ والدتهُ فقَدت الكثير من الأولاد، مِمّا جعلها تضع في أُذُنِ صغيرها حَلَقَةً من الذَّهب إيماناً منها أنّه يُطيل العُمُر. والرّواية الثانية تقول: إنَّ من عادات الفُرسِ، ثَقب أُذُن المملوك، حتى لقّبوهم بمَثقُوبي الأُذُن، وانتقلت هذه العادة إلى العرب، وقام بها مَن مَلَكُوا بشار بن بُرد.
هو أحد ملوك اليمن، وهو أبو كَرْب؛ أو التُّبّع أسعد بن مَلك يكْرب، أو أسعد أبو كُرَيْب بن مَلْك يكرب اليَماني، وهو تُبَّع الأوسط؛ وكان مشركاً ثمَّ أسلم، وكان يعبد الله على شريعة موسى عليه السلام، وقد توقف نبينا_ صلى الله عليه وسلم_ في شأنهِ في بادئ الأمر، هل كان رجلاً صالحاً أم لا؟ ثم بعد ذلك نزل عليه الوحي بأنّه كان رجلاً صالحاً، فنهانا عن سَبِّهِ، فقال صلى الله عليه وسلم:( لَا تَسُبُّوا تُبَّعاً، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ أَسْلَمَ).
قال المُسَوّر بن مَخرَمة: أثنى النبي على أبي العاص خيراً، وقال:" حَدّثنِي فَصَدَقنِي، ووَعَدنِي فَوفَّى لي"، وقد وعدَ النبي أنْ يَرجِع إلى مكة بعد وقعَةِ بدر، فَيَبعَث إليه ابنته، فوَفَّى بوعده، وفارقها مع شِدَّةِ حبِّهِ لها.
شاعر مُخَضرم؛ عاش عصرين مختلفين هما عصر ما قبل الإسلام وعصر صدر الإسلام. عالي الطَّبقة، كان مِمَّن اشتُهر في الجَاهليّة، ولما ظهر الإسلام هجا النبي_ صلى الله عليه وسلم_، وأقام يُشبِّب بنساء المسلمين، فأهدَرَ النبي دَمهُ، فجاءه كَعب مُستَأمِناً وقد أسلَم وأنشده لاميّته المشهورة التي مطلعها: بانت سُعاد فقلبي اليوم مَتبول، فعفا عنه النبي، وخلعَ عليه بُردَته( عباءته).
قِيلَ أنَّ أولُ مَنْ قَال ذلك" وَكِيعُ بن سلمة بن زهير بن إياد"، وكان وَلِيَ أمْرَ البيت بعد قبيلة جُرْهُم، فبنى صَرْحاً بأسفل مكة عند سُوقَ الخَيَّاطين اليوم، وجعل فيه أمَةً( جارية)، يُقَال لها حَزْورَة، وبها سُمّيت حَزْوَرة مكة، وجعل في الصَّرح سُلَّماً، فكان يَرْقَاهُ ويزعم أنّه يُناجي الله تعالى، وكان يَنطقَ بكثير من الخَبَر.
والِدها الفارس" المُهلهل عَديّ بن ربيعة"، وعمُّها الملِك" كُلَيب بن ربيعة"، وَزوجها سَيِد قبيلة تغلب" كلثوم بن مالك"، وإبنها شَاعر المُعَلَقة والفارس المُلقب بأعزِّ العرب" عمرو بن كُلثوم"، وحَفيدها سيّد قومهِ" الأسود بن عمرو بن كُلثوم". وأمُّها" هند بنت بَعج بن عُتَيبة"
عبدالله بن حَبيب العَنبريّ، من بني العَنبر من بني تَميم. أحَد بني سُمرة، وكان سيّد بني العنبَر في زَمانهِ. وقد سُمِّيَ بآكلِ الخُبز، لأنَّه كان لا يأكل التَّمر، ولا يَرغَب في اللَّبن( الحليب)، وكان قومهُ بني العَنبر إذا تَفاخَروا قالوا: مِنَّا آكل الخُبز؛ ومِنَّا مُجِير الطَّير، ومُجير الطَّير فهو" نور بن شَحمة العَنبري".
أنْ اشتَرُوا قَمحاً وانثُروهُ على رُؤوسِ الجِبالِ؛ حتّى لا يُقالَ جاعَ طيرٌ في بلادِ المُسلمين".
العَجْفاء بنت علْقَمة السّعدي؛ من بني سَعد، ومن ربَّاتِ الفصاحةِ والبلاغةِ وضربِ الأمثال. وعلى الرّغمِ من قِلّة الأخبار والرّوايات عنها؛ إلّا أنّها تُعَدُّ فَصيحةٌ جاهلية، وبليغةِ اللِّسان، ويُقال أنَّ والدها علقمَة كان بخيلاً وجباناً.
كُلّ المُحاولات الأولى للنَّاجحين والذين صَدَحتْ أسمائُهم في التاريخ، فَشِلوا في أوّلِ خُطواتِهم، والآن صُنِّفوا أعلَاماً لا تُنَكَّس.
كان من أغنى أغنياء قُريش، حيث ورد أنّه بنى رُكناً من أركان الكعبة الأربعة؛ عندما قامت قريش بِتَرمِيمها، واشتركت باقي القبائل في بقية الأركان.
سار بقوّاتـهِ غرباً حتى وصل المحيـط الإطلسي" بحر الظُّلمات "؛ عام (62 هـ)، وهو أقصى مكانٍ وصلتهُ جيوش المسلمين، فتوقّف حِينَئـذٍ وهو على صهوة جوادهِ، وقال:" يا ربِّ لولا هذا البحرُ لمضيتُ في البلاد مُجاهدًا في سبيلك، أنشر دينكَ المبينَ، رافعًا راية الإسلام فوقَ كل مكانٍ حصينٍ، استعصى على جبابرة الأقدمين"
شاعِرٌ يعبُرُ بقَصيدتهِ العَصمَاء صفحات التاريخِ كَطَائر مُلَوَّن، يقفز من مِصر، ومن شواطيء النيل، إلى مزارع الشّام، ووادي بَردَى، وكأنّه أرادَ أنْ يقول قصيدةً تتناسب مع مرور الزَّمن، حيث سجّلها فأضَاءَت لهُ ديوانَ الشَّوقيّات.
قائل هذا البيت هو الشّاعر المُخَضرَم سُحَيم بن وَثِيل بن عمرو الرِّيَاحِيّ الحِميَريّ، أدرَكَ سُحَيم الجاهلية والإسلام، وعاش نحو مئة سنة، منها أربعون في الجاهلية، وستون في الإسلام.
إذا عُدتَ إلى استِقرَاءِ تَاريخ العَرَب، فإنّكَ تَجِد بأنَّ العَرَب لَمْ تَبْكِ على شَيءٍ أكثرَ من الشباب ، فتجِدُ ذلكَ زَاخِرَاً في أشعَارِهم، ونَثرهِم، ومِمَّا وَردَ في ذلكَ؛ الأبيات التي قَالهَا أبو العَتَاهِيَة على الشَّباب: فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً ..... فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ !
كان لا يَغزُو للنَّهبِ والسَّلبِ كباقي شُعراء الصَّعاليك أمثال " الشّنفَرى" و " تأبط شَرَّاً"؛ وإنّما يغزو ليُعين الفقراء والمُستَضعَفين حتى أُطلِقَ عليه " أبو الفقراء" و " أبو المساكين" و"عُروة الصّعاليك"؛ وقِيل أنَّ قبيلة "عَبس" إذا أجْدَبَت أتى أناس منهم مِمَّن أصابهم جوع شديد، فجلسوا أمام بيتهِ حتى إذا أبصَرُوه قالوا:" يا أبا الصعاليك أغثنا"، فكان يَرِقُّ لهم ويخرج معهم ليَحصُلَ على ما يُشبعُ جُوعَهم ويَكفِيهم. إنَّهُ عُروة بن الوَرد، أمير الشُّعراء الصَّعاليك.
شَاءَت الأقدَار السَّماويّة أنْ يكونَ السُّلطان العُثمانِي مُحمّد الفَاتح هو صاحب بِشارة النّبي– صلى الله عليه وسلم – التي بَشَّرَ بِها قبل ثمانية قرون ونصف، في حديثهِ: “لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فَلَنِعمَ الأميرِ أمَيرهَا، ولَنِعم الجَيش ذلكَ الجَيش”
قائلُ هذهِ المَقولة كانَ أعظم مُلوكِ زمانهِ، وأعظم من حكمَ الأنَدلُس، وَطِئت خَيلهُ أرضاً لمْ تطأها قبلَهُ خيول العَرب، وخاضَ أكثر من ٥٤ معركة في بلادِ الأندلس؛ لم تَنتَكِس له فيها راية، ولم تَهلَك له سرية، ولم يَنهَزم له جيش قَطْ. كانت بعضُ جُيوشهِ تَنسى بعضَ رَاياتهَا على رؤوسِ الجِبال، فكانت جيوشُ الصّليبيّين لا تَستطِيع الإقترابَ منها خوفاً من جُيوشِ الحاجبِ المنصور بن أبي عامر.
صاحِبُ مَثلنَا هو “ضُبَّة بن أَدِّ بن طَابِخَة بن إلياس بن مُضَر”. وقد كان ضُبَّة هذا يَملكُ قطيعاً من الإبل يرعاها في باديةِ العرب؛ وهذا الرجلِ كان له ابنَان، كان أحدهمَا سعد والآخر سَعيد. وفي ذاتِ ليلة، بعدَ أنْ عادَت الإبِل من المرعى، لاحظ ضُبِّة أن الإبل تفرّقت وضاعَ بعْضهَا في الصّحراء، فطلبَ من ابنيهِ سعدٌ وسَعيد أن يُسرعا لتَجميع الإبل وإرجاعها مرةً أخرى.
فأقامَ في دِيارِ أخواله زماناً، فجاء يوم خرج مع فِتيانِ بني أخواله للصّيدِ ، فَرَكِب معاذ على بعيرٍ، فَلِحقهُ ابنُ خالٍ له يُقال له الغَضْبَان ، فقال له: انزل عن البعير، فأبَى النُّزول عن البعيرِ ؛ وكان معاذٌ هذا صاحِب أنَفَة وشُموخ، وفهمهَا أن ابن خالهِ يريدُ أن يُهينَهُ ويُذلَّهُ؛ فقال له الغضبان: أما واللهِ لو كان فيكَ خير ، لَمَا تركتَ قَومك؛ فقال معاذ مقولتهُ المشهورة: زُر غِبّاً تَزدَدْ حَبّاً ، فأرسلها مثلاً .
كانَ يقولُ عن نَفْسهِ:" إنّي لأُكَلِّمُ النّاس بنصفِ عَقلِي، فَإذا اختَصمَ إلي اثنينِ جَمَعت لهُمَا عَقلي كُلَّهُ". مَكثَ في البَصْرةِ يَفصِلُ بينَ الناس ويُصلِحُ بينهُم،
فالعَجُول نَراهُ كثيرَ الوُقوعِ في الأخطاءِ، قليلُ التَّقدير لعواقبِ الأمُورِ التي سَيؤولُ إليها بعدَ كلامهِ أو فعلهِ.
قِيلَ أنَّ بخلاء العرب خمسة: الحُطَيئة، وحُمَيد الأرقط، وأبو الأسود الدؤلي، وخالد بن صفوان، ومادر بن هلال بن عامر.
تحدّثَ عنه كثيرٌ من علماء عصرهِ، وحلفاء الدولة في فترةِ حياتهِ. ومِمّا قيل عنه، أنَّ هارون الرشيد، سمّاهُ شيطان الشّعر؛ وقال عنه الأخفش: ما رأينَا أحداً أعلم بالشّعر من الأصمعي. وقد قال عن نفسهِ: أحفظُ عشرة آلاف أُرجوزة. والحُلاصة أنّهُ أعظم علماء العربيّة بالرّواية والشّعر، وقد كان شاعراً مُجيداً، راوياً عظيماً، خلّدَ اسمهُ بقلمهِ، فشرّفَ نفسهُ حيّاً وميتاً.
اشتُهِرَ بجمالهِ الفائق، وقيل أنَّ عمر بن الخطاب_ رضي الله عنه_، سَمِعَ وهو يَعُسُّ بالليلِ امرأةً تقول: هلْ من سبيلٍ إلى خَمرٍ فأشربَها** أو من سبيلٍ إلى نَصر بن حجّاجِ.
عندما اجتاحت جيوش المغول بقيادة جنكيز خان مدينة بُخارى، وهي إحدى بلاد إقليم خراسان الإسلامية، والتي كانت في فترة حكم الخلافة العباسية؛ وبعدما عجزوا عن اقتحامها ودخولها؛ كتب جنكيز خان لأهل المدينة كتاباً يقول فيه: أنَّ من سلّم لنا سلاحه، ووقف في صفِّنا فهو آمن، ولن يُصيبه مكروه؛ ومن رفض التّسليم لنا، فلا يَلومنَّ إلّا نفسه.
وصلَ الأمر بأبي مسلم الخراساني من الإستخفاف ببيت الخلافة، أنّهُ تَقدّم لِخطبةِ عمّتهم( آمنة عمّة الخليفة أبي العباس السفاح)، ولمّا وصلت الرسالة إليهم لم يُجيبوا عليها. وكان أمراء دعوة بني العباس يخافونهُ ويخشونه.
عُفيرة بنت عَبَّاد الجَدِيسيّة، من بني جَدِيس. شاعرة جاهلية، من أهل اليمامة بِنَجد، وكُنيتها شمس الشُّموس، وهي أخت الأسود بن عبّاد سيد بني جَدِيس، وكانت قبيلة جَدِيس خاضعةً لِمَلَك طَسْم( عِملِيق).
صقر قريش" عبد الرحمن بن معاوية" الذي تَخلّصَ بِكَيدهِ عن سَنَن الأسنّة، وظُبّات السيوف، يَعبُر القَفر، ويركب البحر، حتى دخل بلداً أعجميّاً. فَمَصّر الأمصار، وجَنّد الأجناد، وأقام مُلكاً بعد انقطاعه بحسن تدبيره، وشدّة عزمه.