عدالة رجال الحديث
6ـ الإبتداع: فلا تؤخذ رواية من مبتدعٍ بدعة خالفت العقيدة والجماعة .
6ـ الإبتداع: فلا تؤخذ رواية من مبتدعٍ بدعة خالفت العقيدة والجماعة .
لقد مرّ الحديث النّبويّ الشريف بمراحل متعددة وطبقات متعددة حتى وصل الحديث متّصل السند حتى وقتنا الحاضر، وقد كانت بدايات الحديث مع الصّحابة الكرام الّذين عاصروا خير البشريّة محمد واستقوا من المنبع الصافي الحديث النّبويّ الشريف، وحمّلوا تلك الأمانة لخير القرون من بعدهم وهم التابعون، التابعون من لحقوا شيئاً من أثر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وذهبوا ليستقوا العلم من رأس نبعه صلّى الله عليه وسلّم، وهم الصحابة الّذين ساروا على أثرة واقتدوا بسنته، فتعلق بهم التابعون وأخذوا منهم لعدالتهم وقربهم من النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فمن هم التابعون؟ وماذا قدّموا لعلم الحديث؟ .
معلُّ في السند والمتن معاً: وهذا القسم في أن يحدث تغيير معلٌّ للحديث بان ينسب الحديث إلى غير رواته بلفظ قد يكون فيه زيادة أو نقصان توهم بالصحة ولكنّ باطنها التغيير لما وُجِدَ في الحديث من أحكام.
ـ صحيح ابن حبّان: وهو من مؤلّفات الإمام ابن حبّان البستي، واشترط فيه شروطاً أسهل من ما كان عند البخاريّ ومسلم، وفيه كما في صحيح بن خزيمة لما تساهلا فيه في تصحيح الأحاديث ليس بدرجة الصحيحان.
4ـ ما كان من فعل النّبي صلّى الله عليه وسلّم بوصفه بشراً في أمور الدنيا، فيقوم بفعل باجتهاده البشري فيأتي الوحي بعتاب لرسولنا على أن هذا الفعل لم يكن النّبي موفقاً في فعله، وفي ذلك إثبات لبشرية الرسول عليه السّلام، ومن ذلك إعراض النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن عبدالله بن مكتوم يوم أن جاء للنّبي صلّى الله عليه وسلّم، فنزلت آيات في حقّه آيات سورة عبس.
والتقرير من النّبي صلّى الله عليه وسلّم يعتبر من الحديث والسنّة أيضاً، فليس كل أنواع الحديث كالصفة الخَلْقيّة مثلاً من السنة النّبوية، لأنّ مدار السنة النّبويّة تتكلم في اللإعتبار والإقتداء والتشريع، أما التقرير هو سنّة واجبة الإتّباع لأنها تكون في حكم شرعي أقرّه الّنّبي صلّى الله عليه وسلّم.
إنّ معرفة الصفات الخَلْقيَّة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم نعرفها من الرواية عن الصّحابة الكرام الّذين خالطوا النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ونقلوها برؤيتهم له، فلا نأخذها من من لم يرى النّبي صلّى الله عليه وسلم، فقد روى الصّحابة الكرام عن النّبيّ عليه السّلام صفات خَلْقِيّة كثيرة، وذلك للرؤية المصاحبة لحُبّهم وتركيزهم مع نبي الرحمة.
هو التّابعي الجليل أبو عبدالرّحمن، عبدالله بن حَبيب ، ووالده الصّحابي الجليل حبيب ، ولد في حياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ولم يره وكان أبو عبدالرّحمن من الّذين قرأوا القران الكريم على عدد من الصّحابة كزيد بن ثابت وعبدالله بن مسعود وروى عنه القرآن كثير كعاصم بن أبي النّجود وعطاء وغيرهم وروى الحديث من طريق الصّحابة أيضاً،
انشغال الصّحابي زيد بن حارثة بالغزوات مع النّبي صلّى الله عليه وسلّم وتقديم النّبي صلّى الله عليه وسلّم للقيادة العسكرية.
الجامع للإمام الترمذيّ رحمه الله تعالى، وهو كتاب يأتي بالمرتبة بعد الصحيحين، وهو من أصحاب السنن من تلاميذ البخاريّ.
يس بن أبي حازم: وهو أبوعبدالله البجليّ، من الكوفة، لم يرى النّبي عليه السّلام عندما أتى إليه ليسلم لوفاته عليه السّلام ، وروى الحديث حذيفة بن اليمان وسعيد بن زيد وخبّاب وغيرهم، كما روى عنه الأعمش والسبيعي وغيرهم
ذكر المفسرون في قوله تعالى(ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الّذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصدّيقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً) أنها نزلت في ثوبان النّبويّ مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
كما روي عن عمر بن الخطّاب فيما أوردة الذّهبي أنّه قرّب خباباً من مجلسه فقال له: (أدنوا فما أحدٌ أحقّ منك إلّا عمار).
لقد روي في فضل الأعْمَش كثير من الروايات ومنها ما تناولة الإمام الذّهبيّ بسير أعلام النّبلاء عن يحيى القطّان أنّه قال: ((الأعْمَشُ علّامة الإسلام)وقال وكيع بن الجرّاح: (كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تَفُتْه التكبيرة الآولى).
من ما ورد من الحديث من رواية ابن سيرين ما رواه الإمام مسلم في الصّحيح عن الصّحابيّ أبي هريرة رضي الله عنه أنّه قال:((قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( بينما كلبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قد كاد يقتُلُه العطشُ إذ رأتْه بغيٌّ من بغايا بني إسرائيل فَنَزَعَت مُوقَها فاستَقَت له بِهِ فَسَقَتْهُ إيّاهُ فَغُفِرَ لها به) باب فضل ساقي البهائم/2245)).
وفي رواية عمر بن الخطًاب من طريق سعيد الحريري:(( فَمُروه فليستغفر لكم))، ويؤخذ من هذا الحديث فضل أُوَيس القرنيّ بين التابعين وهو رأي بعض العلماء في أنّه أفضل التابعين ومنهم الإمام أحمد بن حنْبَل.
وروى عن سعيد بن المسيب كثير من التابعين أقرانِه وتابعيهم كإدريس الأوْديّ والخُراسانيّ ومحمّد الباقر وغيرهم كثير.
لقد كان لعمرو بن العاص فضل كباقي صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان له دور في فتح مصر والولاية عليها، وله ولإبنه عبدالله فضل كبير في رواية حديث النّبي صلّى الله عليه وسلّم، وأورد الإمام الذّهبي عن قَبيصَة بن جابر قال:((صحبتُ عمرو بن العاص فما رأيت رجلاً أنصعَ رأياً ولا أكرم جليساً منه ولا أشبهَ سريرةً بعلانية منْهُ)).
لقد ذكر ابن حجر العسقلاني في فضل عمران كثير من الأقوال ومنها قول ابن سيرين : (لمْ يَكُن تقدّم على عمران أحدٌ من الصّحابة ممّن نزل البصرة) وكان الحسن البصري يُقسِم على خيرته ممّن نزل البصرة.
روى عثمان بن عفّان الحديث عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم وعن عدد من الصّحابة من أمثال أبي بكر الصدّيق وعمر بن الخطّاب وروى عنه الحديث من ابنائه عمرو وأبان ومن الصّحابة أنس بن مالك ومن التابعين سعيد بن المسيّب، رضي الله عنهم جميعاً.
وما ورد من طريق شعبة قال:(سمعت أنساً يقول: جَمَعَ القرآن على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعة، كُلّهم من الأنصار: معاذ بن جبل وأبيّ بن كعب وزيد بن ثابت وأبو زيد، قال قتادة: قلت لأنس: من أبو زيد، قال: أحد عمومتي).
وقد روى الصّحابي صلّى الله عليه وسلّم عن الصحابي أبي بن كعب رضي الله عنه، وروى عنه بعض من الصّحابة والتابعين منهم: عبدالله بن عبّاس وعبدالله بن عمر وجابر بن سمرة والبراء بن عازب وبن المسيّب وغيرهم ممّن رووا عن صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
هو: التَّابعيُّ الجليلُ، سُليمانُ بنُ موسَى الأشْدَقُ، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريف، ويقالُ لهُ أَبو أَيُّوبَ الدِّمَشْقِيَّ، منْ علماء دمشقٍ حيثُ إقامَتِهِ، وكانَ من فقهائِها أيضاَ، وأدْرَكَ زمنَ الصّحابَة وروى عنهُم الحديثَ، وكانَتْ وفاتُه عليهِ رَحْمَةُ اللهِ في العامِ التَّاسِع عشرَ بعدَ المائَةِ منَ الهجْرَةِ النَّبويَّة.
هوَ: التَّابعيُّ الجليلُ، أبو عبدِ اللهِ وقيلَ أبو عبدِ الرَّحمنِ، مالكُ بنُ مِغْوَلٍ، البَجَلِيُّ الكُوفِيٌّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، والبَجَليُّ لِنَسَبِهِ إلى بَجِيلَةَ، والكوفِيُّ لأنّه كانَ يسكُنَ الكُوفَةَ بالعراقِ، وكانَ صاحِبُ علمٍ وثِقّةِ في الرِّوايَةِ وكانَتْ وفاتُهُ في العامِ الثَّامِنِ والخَمْسينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجرَةِ وقيلَ التاسعُ والخمْسينَ بعدَ المائَة يرْحَمُهُ الله.
هيَ التَّابعيَّةُ الجليلَةُ، فاطِمَةُ بنتُ المُنْذِرِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ، وجدَّتُها لأبيها أَسماءُ بنتُ أبي بكرٍ الصِّدِّيقُ، وزَوجُ هشامِ بنِ عُروَةَ بنِ الزُّبيرِ ، ولِدَت في العامِ الخمسينَ للهِجْرَة تقريباً، لازَمَتْ جدَّتُها أسماءَ وروتْ عنها الحديثَ النَّبويَّ وعنْ غيْرِها، ولمْ نَجِدْ في تاريخِ وفاتِها شيْءٌ مذكورٌ يرحمُها اللهُ.
هو: التَّابعيُّ الجليلُ، عُثمانُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ عُثْمانَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ التَّيمِيُّ، من رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، وعمُّ والِدِه طَلْحَةُ بنُ عبيدِ اللهِ منَ العَشَرَةِ المُبَشَّرينَ بالجَنَّةِ، منْ أهلِ المَدينَةِ المُنَوَّرَةِ ومنْ عُلَمائِها وأدركَ منْ جيلِ الصّحابَةِ
في المدينّة المنّوَرَةِ، وعاشَ بِها زمناً قبل أنْ ينْتَقِلَ إلى مصر، وكانَ يعُدّ في علمِ الحديثِ مع كبارِ التّابعين كالحَسَنِ البصْريِّ
هو: التّابعيُّ الجليل، أبو عبدِ اللهِ، بَكْرُ بنُ عبدِ اللهِ المُزَنِيُّ، البَصْريُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ، كان يسكُنُ البصْرةَ بالعِراقِ، وأدرك جيلَ الصَّحابَةِ وروى عنهم الحديثَ واشْتُهِرَ بالعلم والتقوى حتّى قيل عنه دعوته لا تُرَدُّ
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو الوَليدِ، عبدُ اللهِ بنُ شدّادٍ بنُ الهادِ اللّيْثِيُّ، وأمّه سلمى بنتُ عميسٍٍ، من رواة الحديثِ النّبويِّ الشّريف، كانَ يسكن الكوفَةَ بالعراقِ
هو: التّابعيُّ الجليلُ، أبو عبدِ اللهِ، عمرو بنُ مرَّةَ الجَمَلِيُّ، من رواة الحديثِ النّبويِّ، وكانَ من علماء الكوفةِ بالعراق، واشتهرَ بكَثْرَةِ العبادة، وكانَ ضريراً ولمْ يمنعه ذلكَ من تلقي الحديثِ ونَقْلِه،