الحديث الحسن
إنّ الحديث الحسن من الأحاديث الّتي يؤخذ بها ويستدل بنصوصها، بعد الحديث الصحيح، ويستنبط منه الأحكام الشرعية، وهو في مرتبة بين الصحيح والضعيف، فهو أدنى من الصحيح ، وأقوى من الضعيف.
إنّ الحديث الحسن من الأحاديث الّتي يؤخذ بها ويستدل بنصوصها، بعد الحديث الصحيح، ويستنبط منه الأحكام الشرعية، وهو في مرتبة بين الصحيح والضعيف، فهو أدنى من الصحيح ، وأقوى من الضعيف.
من ماسبق من صفات الحديث الصحيح، نجد أن الحديث الصحيح اتّصف بصفات الثابت عن النّبي صلى الله عليه وسلّم، والثابت عن النّبي عليه السّلام وحيٌ، يجب الأخّذ به، والتصديق به، وهو بعد القرآ ن تشريع واجب الأخذ به، ومن قال بعدم الأخذ بالسنة الصحيحة والإكتفاء بالقرآن، لوجد قصوراً وضعفاً في فهم الإسلام وأحكامه، ومن هنا وجب الإعتماد على السنّة والحديث بعد القران ، ولابد من أخذ ماثبت من الحديث. والتوجّه إلى ماتوافرت فيه صفاته
من ما سبق يتبين لنا أهمية السنّة النبويّة الشريفة في تشريعنا الإسلامي، وواجبنا نحن كأمة بعِث لها نبيُّ الرحمة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، أن نقتدي به، ولا يجوز أن نكتفي بالقرآن الكريم وحدة، ونترك ما جاء منه صلّى الله عليه وسلّم.
وهو : ما أضيف إلى التّابعيّ، من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة، ويسمى أيضاً عند المحدّثين ( الأثر)، ومن الأمثلة على ذلك: قول الحسن البصريّ رحمه الله تعالى في الصلاة خلف المبتدع (صلِّ وعليه بدعته).
بقيت علوم الحديث تُدْرَس وتُدَرَّس لطلبة الحديث النّبويّ الشريف وللأمة الإسلامية، حتى عصرنا الحديث فظهر من أهل الحديث علماء أرجعوا الأمة للحديث وعلومة ونقله وتدوينه، كالإمام الألباني، وأبو إسحاق الحويني وغيرهم .
إنّ الحديث القدسي مثله مثل الحديث في قبوله ورده،فهو لم يكن مثل القرآن في إعجازة وتكفل الله بحفظه إلى يوم القيامة، فينظر في الحديث القدسيّ حتى يقبل، كما ينظر في الحديث النبوي الشريف، ويبحث في إتصال سنده وفي رواته، ويقبل إذا وافق شروط الحديث المقبول، ومن الأحاديث القدسيّة من كانت متفاوته في درجة قبولها وصحّتها، فمنها الأحاديث الصّحيحة ومنها الأحاديث المردودة لضعفها أو لعدم صحّتها.
ننتقل في علوم الحديث إلى بيت أسرار الوحي، إلى صحابي جليل كان يضل يسأل النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن الشّر قبل أن يسأله عن الخير، فيحدّثه النّبي صلّى الله عليه وسلّم عن الفتن والملاحم، ويبقى يسأله حتى بات من أكثر رواة الحديث الشريف التي تتكلم عن الفتن والملاحم، هو من المهاجرين والأنصار، مهاجر هاجر وناصر النّبي صلّى الله عليه وسلّم، إنّه الصّحابي الجليل حذيفة بن اليمان، كاتم سر النّبي صلّى الله عليه وسلّم.
كانت وفاة عمر بن الخطّاب بعد طعنه من أبي لؤلؤة المجوسيّ، وهو يصلي بالناس إماماً، وكان ذلك في العام الرابع والعشرين من الهجرة النّبويّة الشريفة
كانت وفاة علي بن أبي طالب على يد عبدالرحمن بن ملجم، عندما ضربه بسيف مسموم على رأسه، وكانت وفاته بعد خمس سنين مضت من توليه الخلافة، في السنة الأربعين من الهجرة النّبويّة الشريفة.
من ما سبق ذكره نجد أنّ سنة النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، هي دستور للتّربية والتّعليم والتّهذيب، توجهنا الى بناء نفسٍ إنسانيّة، مؤمنة مطمئنّة، وتتمتع بأخلاق جاذبة لأصولها وفطرتها، تحارب الخرافات والبدع، وتجعل من قرآنها دستوراً لها ومن نبيّها مرجعاً وقدوة.
بعد أن أمضى عبدالله بن مسعود زمناً في الكوفة، وزيراً عينّه عليها عمر بن الخطاب ،وعزله عن هذا المنصب عثمان بن عفان، وما كان عليه إلا السمع والطاعة والرجوع للمدينة المنورة، والبقاء فيها إلى أن أصابه مرض كان سبباً في وفاته سنة 32 للهجرة النّبوية الشريفة، وقد كان عمره يزيد على الستين عاماً.
ورد في وفاة صاحبنا الكثير من الروايات، فمنهم من قال أنّ وفاته كانت سنة 63 للهجرة في مصر ، ومنهم من قال أنها كانت سنة 65 للهجرة، وبعضهم ذهب إلى سنة 69 للهجرة.
توفيت السيدة عائشة أم المؤمنين في في أواخر الخمسينات من القرن الأول الهجري، وتركت ورائها علماً في الحديث ينتفع بها إلى يوم القيامة، فجزاها الله عنّا وعن أمة محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأجمعنا بها وبأبيها في دار النعيم مع النبّي المصطفى صلّى الله عليه وسلّم
كان أنس بن مالك من الّذين خرجوا لبدر، ولكن رسول الله لم يسمح له بالقتال لصغر سنه ، وشارك بعدها في كثير من الغزوات مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، كغزوة خيبر، وحنين، وقد شهد صلح الحديبة وفتح ومكة وغيرها.
إن التاريخ الإسلامي مليء بالنساء اللواتي قدّمن كثير من الإنجازات في العلوم جميعها، وذلك إن دلّ على شيء، فإنّه يدل على منزلتها المرموقة في ديننا الحنيف، وأنّ النساء لم يُنتقَص من حقِّهن، بل كانت في مقدمة من تقدّم العلم والمعرفة والمشورة، وإن علم الحديث الشريف كان من العلوم التي قدّمت النساء الكثير فيه وكانت من ألأسانيد التي أوصلت ال حديث إلينا، سواء كان ذلك من أمّهات المؤمنين، أم من نساء كنّ يذهبن للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، يسألنه ويستمعن منه الحديث فيَتعلّمْنَ ويُعلِّمْنَ، وينقلنَ علوم الحديث إلى من جاء بعدهنّ.
توفي أبو ذر الغفاريّ رضي الله عنه، في شمال المدينة المنورّة بمنطقة الربذّة، وقيل أنّه صدق فيه حديث النبي صلّى الله عليه وسلّم يمشي وحده ، ويموت وحده، ويبعث يوم القيامة وحده، فمات فحمل عل نعش إلى قارعة الطريق حتى مرّ به قوم من أهل الكوفة، فأخذوه ودفنوه، وكان على رأسهم عبدالله بن مسعود. وكانت وفاة الراوي أبي ذر سنة 32 للهجرة النّبويّة .
إنّ الحديث المتواتر واجب الأخذ به في العقائد والفقه وعلوم الشريعة الإسلامية، وهو في مرتبة بعد القرآن الكريم، لِما يمتاز الحديث المتواتر به من صفات، تجعله مثبت النّقل من النّبي صلّى الله علييه وسلّم، الّذي لا ينطق عن الهوى، ولا يجوز رده لأنه مما عُرِفَ من الدين بالوحي والضّرورة.
توفي عبدالله بن عمر رضي الله عنه، بعد سنين البحث ونقل الحديث والإجتهاد، والإبتعاد عن فتن المسلمين وعزلتها، وكانت وفاته رضي الله عنه في مكّة المكرّمة سنة 73 للهجرة وقيل أنّه آخر من توفي من الصّحابة في مكّة المكرّمة.
رحم الله الصّحابي الجليل، وجزاه عن أمة محمّد صلّى الله عليه وسلّم خير الجزاء.
لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ كثيراً منَ الآدابِ والرّقائقِ الّتي ترقّقُ القلبَ، وقدْ بيّنَ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أنّ النّفسَ يجبُ أنْ تكونَ مقتنعةً بقضاءِ اللهِ وقدرهِ وذلكَ هوَ الغنى، وسنعرضٌُ حديثاً في ذلكَ.
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أَبو أنَسٍ البَصْرِيُّ، قُرَيْشُ بنُ أنَسٍ الأنْصارِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ البَصْرَةِ بالعِراقِ، منْ رواةِ الحديثِ الثِّقاتِ، وقيلَ أنَّهُ اخْتَلَطَ بِنهايَةِ عُمْرِهِ، أقامَ بالبَصْرَةِ وأدْركَ كثيراً منَ التَّابعينَ ورَوَى الحديثَ عنْهمْ، وكانتْ وفاتُهُ عليْهِ رَحْمَةُ اللهِ في العامِ الثَّامِنِ بعدَ المائَةِ الثَّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ.
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو نَصْرٍ البَصْرِيُّ، عبدُ الوَهَّابِ بنُ عطاءٍ الخَفَّافُ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ جيلِ أتْباعِ التَّابعينَ، المولودِ في البَصْرَةِ، والمُهاجِرِ بعْدَها إلى بغْدادَ ، نزَلَ الكَرْخَ وكانَ منْ علماءِ بغدَادَ، وعُرِفَ بملازَمَةِ المُحَدِّثِ سعيدِ بنِ أبي عَروبَةَ وكتابَتِهِ لهُ، وكانَ يُعْرَفُ بالخَشْيَةِ وكَثْرَةِ البُكاءِ
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو يَحْيَى، معنُ بنُ عيسَى بنِ يَحْيَى بنِ دينارٍ الأشْجَعِيُّ القَزَّازُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ طَبَقَةِ أتْباعِ التَّابعينَ، من عُلماءِ المَدينَةِ ومُحَدِّثيها، ومِمَّن لازَموا الإمامَ مالِكَ بنَ أنَسٍ، وٌلِدَ بعدَ العامِ الثَّلاثينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، وعاشَ في المَدينَةِ وتُوُفِّيَ فيها في العامِ الثَّامِنِ والتِّسْعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ النَّبويَّةِ الشَّريفَةِ.
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو مُحَمَّدٍ، عبْدُ بنُ حُمَيْدِ بنِ نَصْرٍ الكَسِيُّ، وقيلَ اسْمُهُ عبدُ الحَميدِ الكَشِّيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ منْ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ دِمَشْقَ الشَّامِ، وُلِدَ في حُدودِ العامِ السَّبْعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، أدْرَكَ كثيراً منَ المُحَدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ ورَوَى عنْهُمُ الحديثَ النَّبويَّ، وكانتْ وفاتُهُ في دِمَشْقَ في العامِ التَّاسِعِ والأربَعينَ بعدَ المائَتَيْنِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو مُحَمَّدٍ، مُعْتَمِرُ بنُ سُليمانَ بنِ طَرْخانَ التَّيْمِيِّ، ويُلَقَّبُ بالطُّفَيْلِ، منْ رُواةِ الحديثِ منْ طَبَقَةِ أتْباعِ التَّابعينَ، وٌلِدَ في العامِ السَّادِسِ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، منْ اليَمَنِ ثمَّ هاجَرَ إلى البَصْرَةِ بالعِراقِ، وأبوهُ المُحَدِّثُ سُليمانُ بنُ طَرْخانَ التَّيْمِيُّ، والتَّيْمِيُّ نِسْبَةً إلى بنِي تَميمٍ عندما نَزلوا عنْدَهُمْ
هُوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو زَكَرِيا، يحيَى بنُ يَحْيى بنِ بَكْرِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ التَّميمِيُّ الحَنْظَلِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ نيسابورَ منْ بلادِ فارِسَ قديماً، عُرِفَ بِرَيْحانَةِ نيسابورَ، وُلِدَ في العامِ الثَّانِي والأرْبَعينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، وأدْرَكَ كثيراً منَ المُحَدِّثينَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ ورَوَى الحديثَ عنْهُمْ، وكانتْ وفاتُهُ في العامِ السَّادِسِ والعِشْرينَ بعْدَ المائَِةِ الثّانِيَةِ منَ الهِجْرَةِ يرْحَمُهُ اللهُ.
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو حمْزَةَ السُّكَّرِيُّ، مُحَمَّدُ بنُ ميمونٍ المُرْوَزِيُّ الخُراسَانِيُّ السُّكَّرِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ جيلِ أتْباعِ التّابعينَ، وُلِدَ في مَروَ، كانَ منْ عُلمائِها، وعُرَفَ عنْهُ بالزُّهْدِ والكَرَمِ وقدْ فقدَ بَصَرَهُ في آخرِعُمْرِهِ، وكانَ ثِقَةً في رِوايَةِ الحديثِ،
هوَ: الرَّاوي المُحَدِّثُ، أبُو جَعْفَرٍ، مُحَمَّدُ بنُ عيسَى بنُ نُجَيْحٍ الطَّباعُ البَغْدادِيُّ، منْ رُواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ تَبَعِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ بَغْدادَ، ثمَّ هاجَرَ إلى الشَّامِ، وكانَ منْ الفقهاءِ والمُحَدِّثينَ المَعْروفينَ بالثِّقَةِ والعِلْمِ، وكانَ يُعْرَفُ ب (الحافِظِ الكَبيرِ الثِّقَةِ ) كما وَصَفَهُ الإمامُ الذّهبيُّ في سيرِ أعْلامِ النُّبلاءِ
هوَ: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو عبدِ اللهِ، مُحَمَّدُ بنُ بِشْرِ بنِ الفرَافِصةَ العبْدِيُّ الكوفِيُّ، منْ رواةِ الحديثِ النَّبويِّ الشَّريفِ منْ طبَقَةِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ الكُوفَةِ بالعِراقِ، وُلِدَ في زمنِ خلافَةِ الخَليفَةِ هِشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ الأمَوِيِّ، وتَلَقَّى علمَ الحديثِ على يدِ كثيرٍ منَ المُحَدِّثينَ التَّابعينَ وأتْباعِهمْ
هو: الرَّاوِي المُحَدِّثُ، أبو السَّكَنِ، مَكِّيُّ بنُ إبراهيمَ بنِ بشِيرٍ البَلْخِيُّ التَّميمِيُّ، منْ أعلامِ الرُّواةِ منْ زَمَنِ أتْباعِ التَّابعينَ، منْ أهلِ بلخٍ منْ قرى أفغانِسْتانَ، وُلِدَ في العامِ السَّادِسِ والعِشْرينَ بعدَ المائَةِ منَ الهِجْرَةِ، وطلبَ العلْمَ في الصِّغَرِ حتَّى أصْبحَ منْ جهابِدَةِ العلماءِ والرُّواةِ للحديثِ، تَعلَّمَ على يدَيْهِ كثيرٌ منْ أعلامِ الحديثِ كلإمامِ البخارِيّ وأحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ رَحِمَهُم اللهُ،