أمثال عربية

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لا بُدَّ لي أنْ أحكُمَ الأنْدَلُس

قائلُ هذهِ المَقولة كانَ أعظم مُلوكِ زمانهِ، وأعظم من حكمَ الأنَدلُس، وَطِئت خَيلهُ أرضاً لمْ تطأها قبلَهُ خيول العَرب، وخاضَ أكثر من ٥٤ معركة في بلادِ الأندلس؛ لم تَنتَكِس له فيها راية، ولم تَهلَك له سرية، ولم يَنهَزم له جيش قَطْ. كانت بعضُ جُيوشهِ تَنسى بعضَ رَاياتهَا على رؤوسِ الجِبال، فكانت جيوشُ الصّليبيّين لا تَستطِيع الإقترابَ منها خوفاً من جُيوشِ الحاجبِ المنصور بن أبي عامر.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

أَوفى منَ السَّموأل

صَاحبُ مَثلنَا شاعرٌ عربيّ جاهليّ اتّصَفَ بالوَفاءِ حتّى ذاعَ صِيتهُ على ألسِنةِ القاصِي والدّاني. إنّهُ السَّمؤال بن غُرَيض بن عَادِيَاء الأزديّ، واسمهِ(السّموأل) اسمٌ عِبريّ مُعَرّب، وكان يُلفَظُ بالعبريّة(صاموئيل)؛ وهو من أتباعِ الدِّيانة اليهوديّة، كانَ حكيماً من حُكماءِ العَرب القُدامى؛ وهو من يهودِ خَيبَر، سَكَنَ في خَيبر، وكان كثير التَّنقلِ بين خيبر وبين الحِصنِ الذي بناه جَدّهُ عَادياء في منطقةِ تيماء في الجزيرةِ العربية(السعودية) والذي أسْمَاهُ الأبْلَق.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

سَبَقَ السَّيفُ العَذَلْ

صاحِبُ مَثلنَا هو “ضُبَّة بن أَدِّ بن طَابِخَة بن إلياس بن مُضَر”. وقد كان ضُبَّة هذا يَملكُ قطيعاً من الإبل يرعاها في باديةِ العرب؛ وهذا الرجلِ كان له ابنَان، كان أحدهمَا سعد والآخر سَعيد. وفي ذاتِ ليلة، بعدَ أنْ عادَت الإبِل من المرعى، لاحظ ضُبِّة أن الإبل تفرّقت وضاعَ بعْضهَا في الصّحراء، فطلبَ من ابنيهِ سعدٌ وسَعيد أن يُسرعا لتَجميع الإبل وإرجاعها مرةً أخرى.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

زُر غِبّاً تَزدَدْ حبّاً

فأقامَ في دِيارِ أخواله زماناً، فجاء يوم خرج مع فِتيانِ بني أخواله للصّيدِ ، فَرَكِب معاذ على بعيرٍ، فَلِحقهُ ابنُ خالٍ له يُقال له الغَضْبَان ، فقال له: انزل عن البعير، فأبَى النُّزول عن البعيرِ ؛ وكان معاذٌ هذا صاحِب أنَفَة وشُموخ، وفهمهَا أن ابن خالهِ يريدُ أن يُهينَهُ ويُذلَّهُ؛ فقال له الغضبان: أما واللهِ لو كان فيكَ خير ، لَمَا تركتَ قَومك؛ فقال معاذ مقولتهُ المشهورة: زُر غِبّاً تَزدَدْ حَبّاً ، فأرسلها مثلاً .

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

أرَادَ أنْ يُوثِقَنِي فَرَبَطّتهُ

صاحِبُ مقولتنَا هو أحدُ أعلام الإسلام، وهو رائدٌ من روّادِ الفِقهِ الإسلاميّ؛ إنّهُ الإمامُ الفَقيه أبو حَنيفة النُّعمان بن ثابت الكُوفيّ، كانَ واحداً من الأئمةِ الأربعةِ الذي تَميّز بحُسنِ تَصرّفهِ في مُختلفِ المَواقفِ والأمُور، كانَ فقيهاً وعالماً مسلماً، وكانَ أوّل الأئمة الأربعة عند أهل السّنّةِ والجماعة، وصاحب المذهب الحَنفيّ في الفقهِ الإسلاميّ. اشْتَهرَ بعِلمهِ الغَزِير وأخلاقهِ الحَسَنة، حتى قال عنه الإمام الشّافعيّ:( كُلُّ النّاسِ عِيَالٌ على أبي حنيفة في الفِقه )؛ ويُعد أبو حنيفة من التّابعين، وَلقِيَ عدَداً من الصّحابةِ منهم أنس بن مالك، وكان معروفاً بالوَرعِ وكَثرةِ العِبادة والوقارِ والإخلاصِ وقُوَّة الشَّخصية.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

عِشْ رَجَبَاً تَرَى عَجَباً

قامَ الحارث بن عُبَاد بتطليقِ إحدى زوجاتهِ مِنْ بعد ما تَجاوزَ في العُمرِ وأصابهُ الخَرَف، وبلغَ الكِبَر، وصارَ مُسنّاً فأبغَضَتهُ، فتزوّجهَا بعدهُ رجلٌ كانت تُظهِر لهُ من المَودّة والوَجْدِ والحُبِّ ما لمْ تَكنْ تُظهِرهُ لِزوجهَا الحارث مِن قَبل، وبعدَ زواجهَا بفترةٍ، لَقِيَ زوجهَا الحارث بن عُباد ذاتَ يومٍ فأخبرهُ بمنزِلتهِ الكَريمة ومَودّتهِ من زوجته، فقالَ الحَارث مقولتَهُ المشهورة: "عِشْ رَجَباً ترى عَجباً".

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لَا يُطَاعُ لقَصِيرٍ أَمر

قَصِير بن سَعد بن عَمرو اللَّخمِيّ، من قبيلة لَخْم العربيّة؛ والذي كان صاحِباً لِجَذِيمة بن مالك بن نَصْر الذي يقال له : جَذِيمة الأبْرَش؛ والذي كان مَلكاً على شرقِ الفُرات في العِراق، وكان هذا الرجل معروفاً عند العَرَبِ بقولِ الأمثالِ والحِكَم، حتى أصبَحت حِكَمهُ دارِجَةً على ألسِنة النّاس؛ وكانَ ذَكيَّاً وعنده الفَراسَة بِمَعرفةِ النّاس؛ وكان صَاحِب رَأي ودَهَاء.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

السَّيْفُ أَصْدَقُ إِنْبَاءً مِنَ الكُتُبِ

عِندما يَقرأ النَّاس لأبي تَمَّام القَصيدة العَصمَاء الشَّهيرَة «السَّيفُ أصدَقُ إنْبَاءً مِن الكُتُبِ»؛ يَحمِلونَها مَحمَلاً يَتَعلَّق بِتَفوّقِ السيف على المعرفة، ولكنَّها في الحقيقة، أنَّ «أبا تمام» لم يَنتصر للسَّيفِ على حساب العلوم، وإنَّمَا انتَصرَ بِشِعرهِ وفِكرهِ ومَوقِفهُ مع الحَقِّ، على تَخَرُّصَاتِ وأباطِيلِ المُنَجِّمين، حيثُ كانت لهم كُتُب خُرافَات سَمّاها بقَصيدتهِ «سُودُ الصَّحائِفِ» يُوهِمُون بها الجُهَلاء وضِعَاف النُّفُوس.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لَأطَأنَّ أرضَ الصِّينِ على صِحَافٍ من ذَهَب

كان من أعظمِ الفَاتِحين في الإسلام، وصاحبِ شَخصيّة آسِرَةٍ، كانت سبباً في إسلام أُمَمٍ بأكمَلهَا من الأتْرَاك، وَصَلت أقْدَامُ فَرَسهِ إلى الشَّرقِ حتى أدخلَ الإسلام لأرضِ الصِّين النَّائيَة، ولا يُعلَم أنَّ أحداً بعدهُ قد وصلَ بِرايَاتهِ إلى ما وصلَ إليه من بلادِ كَاشغَر بالصِّين.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

قَد كان ذلك مَرة.. فاليومَ لا

فاطمة بنت مُرّ الخَثعَميَّة؛ شاعرة وكاهنة جاهليَّة، من أهل مكة. قرأت الكُتب والأخبار؛ واشتُهِرتْ بالكَهَانة. وكانت مُعَاصرة" لعبدالله بن عبدالمُطلّب" والد النَّبيّ_ صلى الله عليه وسلم_. وكان من شِعرِها قولها: وما كُلّ ما نالَ الفَتى مِن نَصِيبهِ... بِحَزمٍ، ولا ما فَاتَهُ بِتَوانِ.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لا يُصلِحُ العَطّار مَا أفْسَدَ الدَّهر

إذا عُدتَ إلى استِقرَاءِ تَاريخ العَرَب، فإنّكَ تَجِد بأنَّ العَرَب لَمْ تَبْكِ على شَيءٍ أكثرَ من الشباب ، فتجِدُ ذلكَ زَاخِرَاً في أشعَارِهم، ونَثرهِم، ومِمَّا وَردَ في ذلكَ؛ الأبيات التي قَالهَا أبو العَتَاهِيَة على الشَّباب: فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً ..... فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ !

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

كل يغني على ليلاه

ورُويَ أنَّ أبا قيس ذهب به إلى الحَجّ لكي يدعو الله أنْ يُشفيهِ مِمَّا ألمّ به من حُبِّ ليلى، وقال له: تعلّق بأستارِ الكعبة وادعُ الله أنْ يشفيكَ من حُبِّهَا، فذهب قيس وتعلق بأستار الكعبة وقال: " اللَّهمَّ زِدنِي لِلَيلى حبَّاً وبها كلفَاً ولا تُنسِنِي ذِكرهَا أبداً

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

يا أبَا الصَّعاليك أغِثنَا

كان لا يَغزُو للنَّهبِ والسَّلبِ كباقي شُعراء الصَّعاليك أمثال " الشّنفَرى" و " تأبط شَرَّاً"؛ وإنّما يغزو ليُعين الفقراء والمُستَضعَفين حتى أُطلِقَ عليه " أبو الفقراء" و " أبو المساكين" و"عُروة الصّعاليك"؛ وقِيل أنَّ قبيلة "عَبس" إذا أجْدَبَت أتى أناس منهم مِمَّن أصابهم جوع شديد، فجلسوا أمام بيتهِ حتى إذا أبصَرُوه قالوا:" يا أبا الصعاليك أغثنا"، فكان يَرِقُّ لهم ويخرج معهم ليَحصُلَ على ما يُشبعُ جُوعَهم ويَكفِيهم. إنَّهُ عُروة بن الوَرد، أمير الشُّعراء الصَّعاليك.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لا مَاءَكِ أبقَيتِ، وَلا حِرَّكِ أَنقَيتِ

الضَّبّ بن أروى الكُلَاعيّ، وهو من قبيلة كُلاعة العربية التي كانت تسكن بادية الشّام؛ ولَمْ يَصِل عن هذا الرجل في تَراجم أمثال العرب شيئاً من حياته أو وقت وفاتهِ، غير إسمه ومَثَلهُ الذي قالهُ، فصارَ دارجاً على لسان الناس.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لا مَخْبَأَ لِعِطرٍ بَعدَ عَرُوس

يُروى أنَّ ‏امرَأة من قبيلة عُذْرَةَ العربية؛ يُقَال لها" أسماء بنت عبدالله"، وكان لها زوج من بني عمّها يُقَال له" عروس"، فمات عنها، فتزوَّجها رجلٌ من غيرِ قومها يُقَال له" نَوْفَل"، وكان أعْسَرَ أَبخَرَ( ذو رائحة كريهة) بخيلاً دميماً، فلمَّا أراد أنْ يَظعَن بها( يرحل بها آلى أهله) قَالت له‏:‏ لو أذِنْتَ لي فرثَيْتُ ابنَ عمّي، وبكيتُ عند رَمْسه( قبرهِ)، فَقَال افعلي.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

كلُّ شَاةٍ بِرِجْلِهَا مُعَلَّقَةٌ

قِيلَ أنَّ أولُ مَنْ قَال ذلك" وَكِيعُ بن سلمة بن زهير بن إياد"، وكان وَلِيَ ‏أمْرَ البيت بعد قبيلة جُرْهُم، فبنى صَرْحاً بأسفل مكة عند سُوقَ الخَيَّاطين اليوم، وجعل فيه أمَةً( جارية)، يُقَال لها حَزْورَة، وبها سُمّيت حَزْوَرة مكة، وجعل في الصَّرح سُلَّماً، فكان يَرْقَاهُ ويزعم أنّه يُناجي الله تعالى، وكان يَنطقَ بكثير من الخَبَر.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

أقرى من آكل الخبز

عبدالله بن حَبيب العَنبريّ، من بني العَنبر من بني تَميم. أحَد بني سُمرة، وكان سيّد بني العنبَر في زَمانهِ. وقد سُمِّيَ بآكلِ الخُبز، لأنَّه كان لا يأكل التَّمر، ولا يَرغَب في اللَّبن( الحليب)، وكان قومهُ بني العَنبر إذا تَفاخَروا قالوا: مِنَّا آكل الخُبز؛ ومِنَّا مُجِير الطَّير، ومُجير الطَّير فهو" نور بن شَحمة العَنبري".

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

إذا قالت حُذَام؛ فصدِّقوها

إمرأةٌ جاهليّة من عَرَبِ اليَمن؛ تُدعَى" حُذَام بنت الرَّيّان بن خُسر بن تميم اليَمانيّة. وقد سُمّيت حُذام بهذا الاسم؛ لأنَّ ضُرّتهَا حَذَمت يدها بشَفرَة، فَصبَّت حُذام عليها جمراً في المقابل، فبَرَشت الضُّرّة، وسُمّيت البَرشاء« بمعنى أنَّ في لونها نُقطاً مختلفة».

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

وللحريّة الحمراء بابٌ...بكلِّ يَدٍ مضَرَّجَةٍ يُدقُّ

شاعِرٌ يعبُرُ بقَصيدتهِ العَصمَاء صفحات التاريخِ كَطَائر مُلَوَّن، يقفز من مِصر، ومن شواطيء النيل، إلى مزارع الشّام، ووادي بَردَى، وكأنّه أرادَ أنْ يقول قصيدةً تتناسب مع مرور الزَّمن، حيث سجّلها فأضَاءَت لهُ ديوانَ الشَّوقيّات.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

كُلّ فتاةٍ بأبيها مُعجَبة

العَجْفاء بنت علْقَمة السّعدي؛ من بني سَعد، ومن ربَّاتِ الفصاحةِ والبلاغةِ وضربِ الأمثال. وعلى الرّغمِ من قِلّة الأخبار والرّوايات عنها؛ إلّا أنّها تُعَدُّ فَصيحةٌ جاهلية، وبليغةِ اللِّسان، ويُقال أنَّ والدها علقمَة كان بخيلاً وجباناً.

الآدابأمثال عربيةحكم وأقوال

لا له في الثور ولا في الطحين

ما الأمثال إلّا مقولات ذات مغزىً وتحمل بين طيّاتها العظة والفائدة، والإيجاز من غير حشو أو إطالة هو أهم مميزات الأمثال، مع عمق في المعنى وكثافة في الفكرة، وقد توارثتها الأمم مشافهةً من جيل إلى آخر، والمثل عبارة محكمة البنية بليغة.