إنّ المعافى غير مخدوع
كل الشّعوب تمتلك موروثات ثقافيّة تميّزها عن غيرها، وهي بدورها تعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التّاريخ، ولعلّ من أكثر أنواع التّراث شهرة "الأمثال الشعبية" والحكم.
كل الشّعوب تمتلك موروثات ثقافيّة تميّزها عن غيرها، وهي بدورها تعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التّاريخ، ولعلّ من أكثر أنواع التّراث شهرة "الأمثال الشعبية" والحكم.
تعددت الأمثال العالمية التي تناولت موضوع لغة الجسد، حيث أن لتعابير تلك اللغة مفاهيم عظيمة تكمن فيها، فهي تخفي كل ما يضمره القلب، إذ لا تعرف الكتمان والاخفاء، فجميع ما يدور في ذهن الإنسان وتفكيره وما يضمره قلب الإنسان يظهر بشكل واضح وسريع من خلال لغته الجسدية.
ظهرت العديد من الأمثال العالمية التي تناولت في محور مواضيعها الحيث عن شعور الخوف، حيث لا يوجد هناك أي إنسان على وجه الكرة الأرضية لم يعتريه الشعور بالخوف في مرحلة ما من مراحل حياته، أو في موقف قد حصل معه خلال حياته الشخصية.
لا يوجد إنسان على هذه الحياة لا يتعرض للوقوع في الخطأ، فكل إنسان مهما علا شأنه وتعلمه وحكمته لا بد أنّ يتعرض لموقف أو قرار قد يخطىْ به، سواء كان من ناحية التصرف أو من ناحية اتخاذ القرارات.
لو يعلم الظالم ما هي عواقب الظلم من النَكال والوبال، لعِلم أنه يظلم (نفسه) قبل أن يقوم بظلم غيره!
المُكابرة والتبرير لفعل الخطأ : للنفس البشرية قدرة على تبرير الخطأ، والالتفاف على النقد الصحيح؛ حتى يُرضي ضميره، وينجو من وخز الندم، وهنا مشكلةٌ حقيقةٌ، حين يجعل الإنسان بينه وبين النقد حجاباً نفسياً يمنعه من مكاشفة نفسه، ومعرفة أخطائه، هذا الحجاب يكون بالتبرير تارة، وباتهام الناقد تارة أخرى، حتى يصل به الحال إلى اعتبار كلِّ […]
قال تعالى: ﴿وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ﴾ صدق الله العظيم [لقمان ١٥]، هذه الآية أصلٌ في علاقة الخلاف بالحقوق، وعلاقِة الخلاف بالأخلاق، لا يوجد خلاف أعظم ولا أكبر من الشرك بالله تعالى، هو ( الذنب الأعظم) والظلم الأكبر، ثم يجمع مع هذا الشرك دعوة إليه، وإلحاحاً ومجاهدةً عليه.
الأمانة وحفظ الحقوق لا يُلغيها الخلاف، ولو كان خِلافاً في الدين، وقد كان بعض اليهود يستحلون الحقوق بحجة الخلاف في الدين كما وصفهم الله تعالى
الإدمان السلوكي للنقد كما وصفه القرآن: كما أنَّ النقدَ يَبعثُ ألماً للمنقود، فإنَّ فيه لذة ومتعة للناقد، تصل هذه المتعة إلى إدمانٍ يستوعب غالب وقته وجهده؛ ففيها قدر من الاستعلاء والأستاذية، وفيها تهوين لما فاته من شرف العمل، وفيها مخاطبة لأهواء النفس التي تحمله هنا على إدمان النقد، وتحمله هناك على الغيبة أو السخرية، ولذلك […]
والعدل يقتضي التمييز بين الفاضلِ والمفضول، قال تعالى: ﴿ لَا یَسۡتَوِی مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ ٱلۡفَتۡحِ وَقَـٰتَلَۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةࣰ مِّنَ ٱلَّذِینَ أَنفَقُوا۟ مِنۢ بَعۡدُ وَقَـٰتَلُوا۟ وَكُلࣰّا وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣱ﴾صدق الله العظيم[الحديد ١٠]، وهذا السبق والفضل لبعضهم لا يسمح لنا أن نقدح في بقيتهم
فاستخف قومه فأطاعوه : الحُرية بمعناها الصحيح، فإنّها فطرةٌ إنسانية، وأشواقٌ روحية، وواجب شرعي، الحرية بمعناها المقابل للعبودية لغير الله تعالى، وليست الحرية المُرادفة للفوضى والعبثية. الحرية حياة، وما الذي يُغرِي في الحياة إذا سلبوا منها الحرية؟! إنّ الحرية متصلةٌ بأصلِ التكليف لهذا الإنسان، قال تعالى: ﴿هَلۡ أَتَىٰ عَلَى ٱلۡإِنسَـٰنِ حِینࣱ مِّنَ ٱلدَّهۡرِ لَمۡ یَكُن […]
الدعوة إلى الله تعالى حبٌ وعطاؤء، قبل الدعوة هناك تجربة إيمانية، يذوق فيها الداعية حلاوتها وهدايتها، ثم يُحب لغيره أن يشاركها هذه الهداية، فيظل يدعوهم؛ رحمة بهم، وحباً في هدايتهم.
وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين : سماع رأي الآخرين في التفكير ضرورة في التفكير الصحيح، ولا يجوز أن يُحارِب الرأي الآخر إلّا الخائفون من سطوة الحق على مواقفهم الضعيفة. فالحق لا يتضرر من الرأي الآخر، بل يزيده نوراً وبياناً، أمّا الرأي الضعيف، فإنّه يطلب الحياة والبقاء بمحاربة الآراء الأخرى، وحجبها عن […]
طرائق الهداية كثيرة ومتنوعة، ومن أنار الله بصيرته، فتح له أبواباً عديدة للهداية، ولا يُشترط أن تأتي الهداية بكلام عربي مبين، بل قد تأتي الهداية عن طريق العجماوات – البهيمة – والجمادات، المهم أن يكون نظام التفكير دقيقاً لا يقبل باطلاً، ويقظاً منفتحاً على ألوان الهدايات.
إن التفكير الصحيح لا يقبل بعض الحق ويرد بعضه، ولا يضرب بعض الحق ببعض، فكما أنه لا يجوز أن يُضرب الوحي المنزل بعضه ببعض
قال تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَكۡتُمُونَ مَاۤ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَیِّنَـٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَیَّنَّـٰهُ لِلنَّاسِ فِی ٱلۡكِتَـٰبِ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَیَلۡعَنُهُمُ ٱللَّـٰعِنُونَ إِلَّا ٱلَّذِینَ تَابُوا۟ وَأَصۡلَحُوا۟ وَبَیَّنُوا۟ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَتُوبُ عَلَیۡهِمۡ وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ﴾ ﴾ صدق الله العظيم [البقرة ١٥٩].
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِی خَلۡقِ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَـٰفِ ٱلَّیۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِی تَجۡرِی فِی ٱلۡبَحۡرِ بِمَا یَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَاۤ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَاۤءِ مِن مَّاۤءࣲ فَأَحۡیَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِیهَا مِن كُلِّ دَاۤبَّةࣲ وَتَصۡرِیفِ ٱلرِّیَـٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَیۡنَ ٱلسَّمَاۤءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّقَوۡمࣲ یَعۡقِلُونَ﴾ صدق الله العظيم. [البقرة ١٦٤].
قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِی عَنِّی فَإِنِّی قَرِیبٌۖ أُجِیبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡیَسۡتَجِیبُوا۟ لِی وَلۡیُؤۡمِنُوا۟ بِی لَعَلَّهُمۡ یَرۡشُدُونَ﴾ [البقرة ١٨٦] صدق الله العظيم.
قال تعالى: (الم ﴿1﴾ ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ﴿2﴾ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴿3﴾ صدق الله العظيم.
قال تعال: ﴿الۤمۤصۤ كِتَـٰبٌ أُنزِلَ إِلَیۡكَ فَلَا یَكُن فِی صَدۡرِكَ حَرَجࣱ مِّنۡهُ لِتُنذِرَ بِهِۦ وَذِكۡرَىٰ لِلۡمُؤۡمِنِینَ (٢) ٱتَّبِعُوا۟ مَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡكُم مِّن رَّبِّكُمۡ وَلَا تَتَّبِعُوا۟ مِن دُونِهِۦۤ أَوۡلِیَاۤءَۗ قَلِیلࣰا مَّا تَذَكَّرُونَ (٣) وَكَم مِّن قَرۡیَةٍ أَهۡلَكۡنَـٰهَا فَجَاۤءَهَا بَأۡسُنَا بَیَـٰتًا أَوۡ هُمۡ قَاۤىِٕلُونَ (٤) فَمَا كَانَ دَعۡوَىٰهُمۡ إِذۡ جَاۤءَهُم بَأۡسُنَاۤ إِلَّاۤ أَن قَالُوۤا۟ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِینَ (٥))صدق الله العظيم.
قال تعالى: ﴿یَسۡـَٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَنفَالِۖ قُلِ ٱلۡأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِۖ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَصۡلِحُوا۟ ذَاتَ بَیۡنِكُمۡۖ وَأَطِیعُوا۟ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥۤ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِینَ (١) إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِینَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِیَتۡ عَلَیۡهِمۡ ءَایَـٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ یَتَوَكَّلُونَ (٢)ٱلَّذِینَ یُقِیمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَـٰهُمۡ یُنفِقُونَ (٣) أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقࣰّاۚ لَّهُمۡ دَرَجَـٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةࣱ وَرِزۡقࣱ كَرِیمࣱ (٤)) صدق الله العظيم.
في مملكة سليمان عليه السلام كانت الحقوق محفوظة بشِرعة الله وأمره، ولم يُؤتَ أحدٌ من ملوك الإرض ما أوتي سليمان عليه السلام من الملك والقوة
الإحسان عدلٌ وزيادة، فإن من لا يُحسنُ لأخيه بفضلٍ أو عفوٍ فقد استكمل شرطَ العدل وزاد عليه، ولا تستقيم الحياةُ دون العدل والإحسان.
رغم التطور العلمي والتقني الذي صُنع بإبداع من العقل البشري، إلا أن هذا العقل أُحيط بكثير من الخرافات والأوهام التي صدقها الكثيرون لسنوات طويلة.
كمالُ الحرية بكمال العبودية لله رب العالمين، ولم يصل بشر إلى مكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم في معراجه، حيث سدرة المُنتهى، عندها جنة المأوى، إذ يغشى السدرة ما يغشى ، قال تعالى: ﴿أَفَتُمَـٰرُونَهُۥ عَلَىٰ مَا یَرَىٰ (١٢) وَلَقَدۡ رَءَاهُ نَزۡلَةً أُخۡرَىٰ (١٣) عِندَ سِدۡرَةِ ٱلۡمُنتَهَىٰ (١٤) عِندَهَا جَنَّةُ ٱلۡمَأۡوَىٰۤ (١٥) إِذۡ یَغۡشَى ٱلسِّدۡرَةَ مَا یَغۡشَىٰ (١٦)﴾ صدق الله العظيم[النجم ١٢-١٦].
قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ كُتِبَ عَلَیۡكُمُ ٱلۡقِصَاصُ فِی ٱلۡقَتۡلَىۖ ٱلۡحُرُّ بِٱلۡحُرِّ وَٱلۡعَبۡدُ بِٱلۡعَبۡدِ وَٱلۡأُنثَىٰ بِٱلۡأُنثَىٰۚ فَمَنۡ عُفِیَ لَهُۥ مِنۡ أَخِیهِ شَیۡءࣱ فَٱتِّبَاعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَأَدَاۤءٌ إِلَیۡهِ بِإِحۡسَـٰنࣲۗ ذَ ٰلِكَ تَخۡفِیفࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَرَحۡمَةࣱۗ فَمَنِ ٱعۡتَدَىٰ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ فَلَهُۥ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾
الإنسان دون دين وعقل ظلومٌ جهول، كما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومࣰا جَهُولࣰا﴾ صدق الله العظيم [الأحزاب ٧٢] وقال تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلۡإِنسَـٰنَ لَظَلُومࣱ كَفَّارࣱ﴾ صدق الله العظيم[إبراهيم ٣٤] وجاء عن عن عمر بن الخطاب قال: اللهم اغفر لي ظلمي وكفري، فقال قائل يا أمير المؤمنين: هذا الظلم فما بال الكفر، قال: إن الإنسان لظلوم كفار، وقيل ظلوم في الشدة يشكو ويجزع، كفار في النعمة يجمع ويمنع.
من معاني الحياد الجميلة، ألا تميل مع أحدالطرفين لهوىً أو مصلحة، بل تقف منهما على مسافةٍ واحدة، وهذا من العدل، لكنه يصبحُ ظلماً حين يستمر الموقف المُحايد حتى بعدما يتبين الظالم من المظلوم، وهنا يجب أن يكون لك موقف إيجابي لمصلحة المظلوم وصاحب الحق، تفرض هذا الموقفَ قِيَمُ العدالة والإيجابية، ومن استمر في موقفه المحايد بين الطرفين فقد تجاوز العدلَ إلى الظلم، وشارك الظالم في ظلمه؛ بتفريطه في نصرة الحق وأهله.
الاتباع والإصلاح ليس حماساً فحسب، بل هو فقةٌ وبصيرةٌ قبل أن يكونَ عملاً وعزيمة، ويخسرُ بركة الهدي النبوي من اكتفى في المتابعة بظاهر العمل، وغفل عما يتضمنه ذلك العمل من شروطٍ عديدةٍ، فيها زمان ومكان وإمكان، وطريقة وأخلاق، فإذا اجتمعت جميعاً كانت من الحكمة التي تشهد لرسول الله بالإمامة والسيادة.
التنازع إرادةٌ شيطانية، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا یُرِیدُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ أَن یُوقِعَ بَیۡنَكُمُ ٱلۡعَدَ ٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَاۤءَ فِی ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَیۡسِرِ وَیَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة ٩١]، إن الشيطان ينشر بضاعته داخل المجتمع المسلم بكل طريق، وربما دسَّ بضاعته في حقائب بعض المتديّنين