لا يمكن الجزم بالمرحلة العمرية التي سيكون الفرد خلالها عرضة للمشاكل والاضطرابات النفسية، ولكن تغيّر الظروف المكانية والزماني والاجتماعية تساعد على تغيّر الفسيولوجيا النفسية في تركيبة الفرد وتجعل منه عرضة للاضطرابات والتغيرات السلوكية والفكرية والنفسية، وبالتالي فإنّ كافة المراحل العمرية هي عرضة للتغيّر النمطي في شخصية الفرد وفي زيادة التعقيدات السولوكية لديه، وكان علم الإرشاد النفسي قد وضع مجموعة من الخطط الإرشادية التي تساعد على معالجة المشاكل الإرشادية لكلّ فئة عمرية وحسب طبيعة المشكلة.
أكثر المراحل العمرية حاجة للإرشاد النفسي
1. صغار العمر من الذين يعانون من ضعف عام في الشخصية
تعتبر فئة صغار العمر من أكثر الفئات العمرية عرضة للضغوطات النفسية والتغيرات السلوكية بصورة سريعة، ولعلّ السبب في ذلك هو عدم مقدرة هذه الفئة على تخطّي المرحلة العمرية القديمة والبدء بمرحلة عمرية جديدة، حيث أنّ طبيعة شخصيتهم الضعيفة ترفض التغيّير ولا تستطيع تقبّل الواقع الجديد بصورة طبيعية مما يجعلهم عرضة للتغيّرات النفسية، حيث تبدو عليهم مظاهر الانزعاج وعدم القدرة على الاندماج مع الآخرين بصورة معتادة، وبالتالي فهم الفئة العمرية الأكثر حاجة لعملية الإرشاد النفسي والتوجيه.
2. فئة الشباب الذي ينقصه الوعي
يعتبر العديد من المرشدين النفسيين وعلماء النفس والاجتماع أنّ فئة الشباب هم الفئة الأكثر عرضة للتغيرات النفسية والاضطرابات الفسيولوجية، والسبب في ذلك هو البحث الدائم عن النجاح وعدم القدرة على تحقيقه، أو فقدان الهوية الاجتماعية وعدم القدرة على إثبات الذات.
وبالتالي نجد أنّ فئة الشباب هم الفئة التي من الممكن أن تنحدر في طري المخدرات أو التطرف أو الانحلال الأخلاقي كونهم لا يجدون عادة من يقوم على توجيههم بصورة صحيحة، وبالتالي فإنّ علم الإرشاد النفسي قد وضع العديد من الخطط البديلة التي تساعد المسترشدين على تخطّي المشاكل النفسية التي يعانون منها، وما هي أبرز النصائح التي تساعدهم على تخطّي هذه المشاكل، ولعلّ المشكلة التي يواجهها شباب المجتمع هي مشكلة تتعلّق بالوعي.
3. فئة كبار العمر الذين يشعرون بالفشل والعجز
تعتبر فئة كبار العمر من أكثر الفئات العمرية حاجة إلى العملية الإرشادية وخاصة أولئك الذين لم يتمكّنوا من التوفيق في أي إنجاز، حيث من الطبيعي أن يتعرّضوا إلى انتكاسات واضطرابات نفسية تجعل منهم أشخاصاً سلبيين وغير قادرين على التواصل مع الآخرين بصورة سليمة.