إدارة الوقت في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


ما أهمية إدارة الوقت في الإرشاد النفسي؟

في كلّ عمل نقوم به نحتاج إلى مدّة زمنية تختلف عن الأخرى ليكون العمل منجزاً بصورة صحيحة، ولكن من يقوم على إنجاز عمله بصورة دقيقة وفي وقت وجهد أقل هو الذي يستطيع أن يدير وقته بصورة أفضل ويكون نجاحه أكبر من نجاح غيره، وهكذا هي الحال في الإرشاد النفسي فهو يحتاج إلى الوقت اللازم ليتمّ الخروج بأفضل الحلول الممكنة وبأقل جهد ممكن، وعليه فإنّ إدارة الوقت هي سبيل المرشد الناجح.

كيف يتم  إدارة الوقت في الإرشاد النفسي؟

في كلّ مشكلة إرشادية تخضع للعملية الإرشادية يتم اتخاذ عدد من الخطوات التي من شأنها إنجاز مهمّة ما، وتنفيذ هذه المهمة يحتاج إلى جدول زمني يتمّ التصرّف به بأفضل صورة ممكنة، ولا يمكن لعملية الإرشاد النفسي أن تتم بصورة تدلّ على الفوضى وعدم القدرة على الإنجاز بصورة سريعة ومحسوبة، لذلك يترتّب على المرشد الجيد ان يكون قادراً على جدولة أوقات عمله فيما يخص العملية الإرشادية، وأن يكون قادراً على الموازنة ما بين حاته الخاصة وعمله في المجال الإرشادي.

لا بدّ وأن يكون المرشد النفسي قادراً على إدارة الوقت بصورة مقنعة لدى المسترشد وتتناسب أيضاً مع أوقات فراغه وطبيعة عمله، وهذا الوقت يجب أن يتمّ اختياره بصورة دقيقة تتناسب والحالة الفكرية والنفسية للمسترشد، ولا يمكن أن يتمّ إجبار المسترشد بأوقات معيّنة للمقابلات الإرشادية تتناسب فقط مع وقت فراغه، إذ لا بدّ وان يتناسب هذا الوقت مع طبيعة ومقدار شعور المسترشد بالراحة النفسية والجسدية ليكون الأمر مجدياً أكثر.

من المعيب على المرشد أن لا يتمكن من استغلال الوقت بصورة جيّدة، وأن لا يقوم بوضع خطط زمنية تتناسب وطبيعة المشكلة والوقت المحتمل الذي تحتاجه من أجل حلّها، وهذا الأمر يتطلّب من المرشد النفس أن يكون ماهراً في إدارة الوقت واستغلاله بصورة تظهر نجاحه وبراعته في التخلّص من المشكلة الإرشادية بوقت قياسي، حيث أنّ من سلبيات المرشد أن لا يقوم بإدارة الوقت بصورة جيّدة، وعليه فإنّ سوء إدارة الوقت تعتبر من أبرز السلبيات في العمل الإرشادي.

ما تأثير حسن إدارة الوقت على العملية الإرشادية؟

1. اكتساب ثقة المسترشد:

عندما يحسن المرشد إدارة الوقت بصورة جيدة فهو يظهر بصورة واثقة لدى المسترشد، وهنا يمكن للمسترشد أن يمنحه ما يريد من معلومات كونه شعر بأهمية الوقت وأنه لا مجال لإضاعته دون جدوى، وعليه فإنّ حسن إدارة الوقت تعتبر من أبرز الإيجابيات التي تمنح المرشد الأسبقية في الحصول على أفضل الحلول وبجهد أقل بكثير من غيره.

2. توفير الجهد وزيادة فرص التخلص من المشكلة بسرعة:

إنّ كلّ عمل نقوم به يحتاج إلى جهد، وحتّى التفكير يحتاج إلى الجهد للخروج بأفضل المعلومات الصحيحة الممكنة، وعليه فإنّ حسن إدارة الوقت يعطي المرشد الأسبقية في حلّ المشكلة قبل توسّعها وانتشارها وتأثيرها على أمور أخرى لا يمكن توقعها، وهذا الأمر من شأنه أن يمنع المشاكل الإرشادية من الانتشار ومحاولة علاجها قبل أن تتفاقم بصورة أكبر.

3. القدرة على الإقناع:

عندما يتمكّن المرشد الجيّد من إيجاد الحلول الإرشادية التي تتناسب وواقع المشكلة، فهو يكون مقنعاً بصورة أكبر ويستطيع أن يروّج لعلم الإرشاد النفسي بصورة أفضل.

ما تأثير سوء إدارة الوقت على العملية الإرشادية؟

1. المزيد من الجهد والمال:

عندما لا يتمّ التعامل مع الوقت والجهد بصورة جيّدة، يظهر وقتها العديد من المشاكل التي تتعلّق بالعملية الإرشادية، ويفقد المسترشد ثقته بالعملية الإرشادية بصورة تامة، وتبدأ بعض العقبات بالظهور بشكل تدريجي، ويبدأ المسترشد بالشعور بالملل وعدم القدرة على المتابعة، عندها يقوم المرشد باستخدام عدد من الخطط البديلة والتي قد لا تجدي نفعاً كون المشكلة بالأساس تتعلّق بسوء إدارة الوقت من قبل المرشد.

2. تفاقم المشكلة الإرشادية:

إنّ عدم قدرة المرشد على إدارة الوقت بصورة جيّدة يزيد من اتساع المشكلة الإرشادية ويجعلها أكثر عرضة للانتشار والتوسّع بصورة لا يمكن للعملية الإرشادية ولا للمرشد من الحدّ منها، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من مخاوف المسترشد في متابعة العملية الإرشادية واعتقاده أنها عملية غير مجدية، ويبدأ في الانتكاس والتنصّل من العمل الإرشادي والاتجاه إلى وسائل أخرى أكثر نجاعة من العمل الإرشادي وبالتالي عدم القدرة على إيجاد الحلول.


شارك المقالة: