يحضر الطلاب كل تقلبات حيتاهم معهم إلى الفصل، في العديد من الحالات يمكن أن يسبب ذلك ضعف واضح في التركيز، حيث تقوم بيئة التعلم التي تقوم باستخدام علم النفس الإيجابي بالتركيز على إعطاء كافة الطلاب فرصة لبناء مرونتهم وتعلم كيفية التعامل مع المواقف الصعبة وإدارتها، يمكن أن يكون لعلم النفس الإيجابي في الفصل أهمية كبير أيضاً، سيكون الطلاب الذين يشعرون بالدعم والمشاركة أكثر تركيز في الفصل وسيتواصلون بشكل أفضل مع معلميهم وزملائهم في الفصل وسيحققون نتائج أكاديمية أفضل.
استراتيجيات علم النفس الإيجابي لبناء بيئة تعليمية إيجابية:
جعل التعلم وثيق الصلة:
كلما كان الموضوع أكثر صلة بنجاح الطلاب وسعادتهم؛ زادت مشاركتهم في عملية التعلم، بشكل عام عند تدريس الرياضيات والعلوم والدراسات الاجتماعية وحتى التاريخ، يجب البحث عن طرق لتكييف الدرس أو المحاضرة مع اهتمامات الطلاب، من المفيد أيضاً اكتشاف الاهتمامات والمواهب وأنماط التعلم لكل طالب حسب ما تسمح به الموارد، كما يجب ضبط أساليب التدريس واستراتيجياته لتلبية احتياجات الطلاب على أساس فردي؛ فالطلاب سيصبحون أكثر انتباهاً وانخراطاً.
تطوير مدونة قواعد السلوك:
إذا لم يكن لدى الطلاب فهم واضح ومتفق عليه للسلوكيات الإيجابية والسلبية، فمن الصعب خلق بيئة تعليمية إيجابية في الفصل وفي المدرسة، تتمثل الخطوة الأولى لإنشاء مدونة سلوك في سؤال الطلاب عن الطريقة التي يحبون أن يعاملوا بها، من هذا السؤال يجب أن يكون الطلاب قادرين على طرح قائمة بالسلوكيات التي يعتقدون أنها محترمة ولطيفة وعادلة ومناسبة، في هذه المرحلة يجب أن يكون الطلاب والمعلم قادرين على الاتفاق على أن معاملة الآخرين بالطريقة التي يريد كل منا أن يعامل بها هي أفضل مدونة سلوك، كما يجب تمهيد الطريق لسلوكيات الفصل المناسبة.
استخدام منهج الإجراءات الإيجابية:
في حين أنه سيكون من الجيد أن يتشارك جميع الطلاب نفس فهم السلوكيات الإيجابية؛ إلا أنهم لا يفعلون ذلك، ينحدر الأطفال من خلفيات عائلية وثقافية واجتماعية واقتصادية متنوعة، كل هذه التأثيرات وغيرها تشكل منظور الطلاب لما هو مناسب وما هو غير مناسب، من المهم أن يتم تعليم الطلاب السلوكيات الإيجابية بطريقة متسقة ومنهجية في المدرسة وفي الفصل، يعد تطوير منهج العمل الإيجابي أحد أكثر الطرق فعالية لتعليم وغرس السلوكيات الإيجابية لدى الطلاب.
مساعدة الطلاب على تطوير الدافع الجوهري:
يعتبر الشعور بالرضا عن أنفسهم حافز جوهري للطلاب وخاصة طلاب المرحلة الابتدائية، حيث تساعد الإجراءات الإيجابية الأطفال على الشعور بالرضا عن أنفسهم، إذن كيف نساعد الطلاب على الانخراط باستمرار في الأعمال الإيجابية؟ أولاً الأفعال تسبقها الأفكار دائماً، ثانياً تتوافق الأفعال والسلوكيات عادةً مع الأفكار، ثالثاً المشاعر التي يختبرها الأطفال عن أنفسهم تستند إلى حد كبير إلى أفعالهم، إنّ مساعدة الطلاب على تعلم أنه من خلال تغيير التفكير السلبي إلى فكرة إيجابية يمكنهم إنتاج أفعال إيجابية، كما أن الإجراءات الإيجابية ستساعدهم على الشعور بالرضا عن أنفسهم هو محفز جوهري قوي.
تعزيز السلوكيات الإيجابية:
يعتبر التعرف على السلوكيات الإيجابية وتعزيزها من أكثر الطرق فعالية لإنتاج إجراءات إيجابية لدى الطلاب، كذلك تقوية الحافز الداخلي وخلق بيئة تعليمية منتجة وإيجابية، تُعد الشهادات والملصقات وجوائز الألعاب والتذاكر والرموز وأنظمة المكافآت الأخرى طرق رائعة للتعرف على الطلاب وتعزيز السلوك الإيجابي والإنجاز في الفصل الدراسي، مع ذلك من المهم أيضاً مساعدة الطالب على الربط بين السلوك الإيجابي والشعور الجيد الذي ينتجه وليس الجائزة المادية فقط.
نظراً لأن الطلاب يربطون بين السلوك الإيجابي والمشاعر الجيدة ويستمرون في إنتاج أفعال إيجابية، فسيشعرون بالرضا عن أنفسهم، حيث يتم تعزيز الدافع الداخلي وسيستمر الطلاب في إنتاج المزيد من الإجراءات الإيجابية وإظهار السلوكيات الإيجابية.
الاستجابة دائما بإيجابية:
الإيجابية عنصر أساسي في بيئة تعليمية إيجابية، يعد التفاعل مع الطلاب بطريقة إيجابية وإظهار السلوكيات الإيجابية والحفاظ على الموقف الإيجابي من أهم الخطوات لخلق بيئة تعليمية إيجابية وإنتاج طلاب ناجحين، بغض النظر عن الموقف أو الظرف، هناك دائماً طريقة للرد والتفاعل مع الطلاب بطريقة إيجابية، تعليم الطلاب كيفية التواصل والتفاعل مع بعضهم البعض بطريقة إيجابية هو أيضاً مفتاح لتعزيز بيئة تعليمية إيجابية في الفصل الدراسي، الإيجابية هي واحدة من أقوى عوامل التغيير لإنشاء بيئة تعليمية إيجابية والحفاظ عليها في المدرسة وفي الفصل الدراسي.
مشاركة بعض القصص من الصيف:
قبل الانتقال إلى العام الدراسي يجب أن نطلب من الطلاب مشاركة بعض الأشياء الممتعة التي فعلوها هم أو أسرهم خلال الصيف، أيضاً تخصيص بعض الوقت لمشاركة الطلاب ما فعله المعلم خلال الصيف، يساعد هذا الطلاب على التعرف على بعضهم البعض وعلى معلمهم، كما يساعد المعلم على بناء علاقة مع طلابه.
عدم التخطيط للمستقبل:
أثناء العمل على خلق بيئة تعليمية إيجابية للطلاب، يجب التركيز على الحاضر، فإن خلق بيئة عمل إيجابية هو عملية لن تحدث بين ليلة وضحاها، يجب عدم الانشغال بالهدف النهائي بحيث لا يمكن الاستمتاع باللحظة، كما يجب أن نجعل الطلاب يشاركون في العملية ، يجب أن يشمل خلق بيئة تعليمية إيجابية جميع الطلاب، حيث نطلب من الطلاب المساعدة في تحديد كيفية تصميم الغرفة وأين يجب أن توضع الصور وما هي الصور التي يجب استخدامها وما إلى ذلك، والسماح لهم بامتلاك ملكية بيئة التعلم الخاصة بهم.
خلق جو من الحماس والتفاؤل:
يجب أن يكون المعلم متحمس ويدع الطلاب يعرفون أنه متحمس للتواجد هناك، وأنه متحمس لوجودهم هناك، كل ما يقوله أو يفعله في الأسبوع الأول من المدرسة يجب أن ينقل حماسه للعام الدراسي الجديد. إن موقف المعلم الإيجابي وحماسه هما المفتاح لخلق بيئة تعليمية إيجابية في الفصل والحفاظ عليها.
بعد أن بدأ المعلم الحماس في الأسابيع القليلة الأولى من المدرسة تبدأ التلاشي ويبدأ في التعامل مع تحديات أخرى، يجب أن يظل ملتزم بالحفاظ على موقف إيجابي ومستوى عالي من التفاؤل على مدار العام، سوف يلتقط الطلاب أي سلبية أو مزاجية سيئة على الفور،. إن قدرة المعلم على الحفاظ على موقف إيجابي والبقاء متفائل، هي جوهر قدرته على إنشاء بيئة تعليمية إيجابية.
معاملة الطلاب بشكل جيد:
يجب معاملة كل الطالب بالحب والاحترام ومستوى الاهتمام الذي نريده لأطفالنا، يتطلب الأمر عمل ولكنه سيخرج الأفضل في كل طفل ويعزز بيئة تعليمية إيجابية، هناك شيء إيجابي يمكن العثور عليه حتى في أسوأ طالب، كل يوم يجب البحث عن شيء جيد في كل طالب مع الإشارة إليه، سيمكن التركيز على الجوانب الإيجابية في كل طالب من إنشاء بيئة تعليمية إيجابية والحفاظ عليها، الأهم من ذلك أنّ ذلك سيساعد كل طالب على بناء احترام وتقدير الذات مدى الحياة.
في بعض الأحيان البشر لا يمكن التنبؤ بهم، حتى الأطفال لا يمكن التنبؤ بهم، لآن مهما خطط المعلم جيداً خلال الصيف، فبمجرد وصول الأطفال إلى الفصل الدراسي ويبدأ في التعرف عليهم، لا يمكنه بشكل فعلي وضع خطة ملموسة، يجب أن يأخذ بعض الوقت للتعرف على طلابه، بعد الأيام القليلة الأولى من المدرسة قد يحتاج المعلم إلى إعادة تقييم خطته والعودة إلى لوحة الرسم لإصلاح بعض الأشياء.
مراجعة الأساسيات في التعليم:
إنّ الأكاديميون مهمون ولكن إذا كان الطلاب يعرفون آداب الفصل المناسبة، فمن الصعب أن تكون لديهم بيئة تعليمية ناجحة، لا يجب أن نفترض أن الطلاب يعرفون أي شيء وكل ما مضى، يجب مراجعة الأساسيات؛ خلال الأسبوع الأول من مراجعة المدرس مع الطلاب كيفية طلب المساعدة وتقديم المساعدة للطلاب الآخرين والعمل معاً والتعاون والاحترام وما إلى ذلك، فمراجعة الأساسيات تمهد الطريق لبيئة تعليمية إيجابية ومثمرة في الفصل الدراسي.
إعادة الاتصال في بداية كل عام:
يجب التخطيط لحدث أو نشاط اجتماعي على مستوى المدرسة ليتم عقده قبل أسبوع من بدء المدرسة، يوفر هذا للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور وأعضاء هيئة التدريس الفرصة لإعادة الاتصال دون ضغوط المدرسة، كما يجب أن يكون الحدث مثير ويركز على التواصل الاجتماعي والتعرف على بعضهم البعض.
إنشاء علاقات إيجابية مع أولياء الأمور:
آخر شيء يجب على المعلم القيام به هو قبل حدوث أي مشكلة مع الطالب ومحاولة التحدث مع والديه، في بداية كل عام يجب التواصل مع والدي كل طفل في الصف بطريقة شخصية؛ حيث يجب أن يقدم المعلم نفسه، كما يدعهم يعرفون من هو، يجب أن يكون متحمس لبدء العمل مع طفلهم ويرون ذلك، إن بناء علاقة مع أولياء الأمور في وقت مبكر يمهد الطريق لبيئة تعليمية إيجابية مع أطفالهم بقية العام.
التعاون في حجرة الدراسة:
يشير التعلم التعاوني إلى مجموعة متنوعة من الأنشطة التعليمية التي تكون فيها العلاقات الإنسانية هي المفتاح للرفاهية والإنجاز والإتقان، حيث تساعد هيئة التدريس الطلاب على التعلم من خلال العمل معاً بشأن القضايا الجوهرية، كما تشير الاستطلاعات إلى أن الحصة الأولى لا تزال هي الطريقة التعليمية الأكثر شيوعاً والتي يستخدمها أغلب المعلمون.