التجربة والخطأ في الفصل الدراسي وفي المنزل بطريقة منتسوري

اقرأ في هذا المقال


تتلقى ماريا منتسوري الكثير من الأسئلة من أولياء الأمور والمعلمين من جميع أنحاء العالم، ففي كثير من الأحيان ترتبط الأسئلة بنظرية أو دروس منتسوري وهناك إجابة محددة يمكن تقديمها، لكن في أوقات أخرى، يكون السؤال أكثر من هل يجب أن أجرب هذا مع صفي؟ هل تساعد المواد طفلي؟ والإجابة الوحيدة التي يمكن تقديمها هي ربما، حيث سيتعين عليهم تجربته واكتشاف ذلك.

التجربة والخطأ في الفصل الدراسي وفي المنزل بطريقة منتسوري

الحقيقة هي أن المعظم لا يعرف بشكل قاطع ما سيحدث عندما يتم تقديم عملاً أو مادة جديدة، قد يحبها الطفل كما هي بالضبط، أو قد يحتاج إلى تعديل قبل استخدامه بشكل صحيح، أو قد ينتهي الأمر باستخدامه بشكل مختلف عما تم قصده في الأصل.

وينطبق هذا أيضًا على تجهيزات الفصول الدراسية أو المنزل حيث أين يجب أن توضع الأرفف والطاولات، وكيف ينبغي ترتيب العمل، وما الدرج الذي سيعمل بشكل أفضل مع أي عمل؟ هناك بعض الإرشادات العامة، ولكن هناك مساحة كبيرة للتخصيص.

غالبًا ما يقوم المعلم في الفصل بإجراء تغييرات على الغرفة، وهذا لم يزعج الأطفال على الإطلاق، حيث أنه كان يراقب الأطفال أثناء عملهم ويقوم بإجراء تغييرات بناءً على ملاحظاته.

وهذا هو المفتاح بالملاحظة، فقط من خلال مراقبة الأطفال بعناية شديدة، يمكن معرفة ما إذا كان العمل يحتاج إلى التغيير أو النقل أم لا، وفي بعض الأحيان يكون هناك سبب عملي، حيث يجب أن تكون أعمال المياه بجوار الحوض، وفي أحيان أخرى يكون الأمر جماليًا كأن “تتطابق هذه الصينية مع هذا الوعاء مع الإسفنج، بحيث تبدو جميلة معًا”، وأحيانًا يكون الأمر إجرائيًا حيث يحتاج الطفل إلى المزيد من العناصر للقيام بالعمل أكثر مما كان يُعتقد في البداية.

وقد نشأت طريقة منتسوري من خلال ملاحظات الدكتور منتسوري الذكية للأطفال وكيف يتعلمون، لذلك من المناسب أن يتم مواصلة هذا التقليد اليوم، حيث يعد تدوين الملاحظات أو تتبع العمل باستخدام مخطط أو قائمة طريقة رائعة لضمان عدم تفويت أي شيء مهم.

وغالبًا ما يطلب مدرسًا من منتسوري من آخر أن يراقب طفلًا لبضع دقائق ويقدم النصيحة، حيث يمكن للعيون الجديدة أن ترى الأشياء التي يفتقدها، وفي المنزل يمكن للزوج أو الصديق أن يصبح ذلك المراقب المحايد.

لذا في المرة القادمة التي يتساءل فيها المرء عما إذا كان الأطفال جاهزين لشيء جديد، أو إذا كانوا بحاجة إلى نهج مختلف لموضوع ما، أو إذا كان الرف الطويل يحتاج إلى نقله إلى زاوية مختلفة؟ يجب المراقبة بعناية، ثم القيام بإجراء المزيد من التغييرات حسب الضرورة بناءً على ملاحظاته.

ما هو التحكم في الخطأ في منتسوري

تحتوي معظم مواد منتسوري على مبدأ التحكيم الذاتي في الخطأ، أي أن المواد تساعد الأطفال على تحديد أخطائهم وتصحيحها دون مساعدة من شخص بالغ.

السيطرة على الخطأ في منتسوري

تعد أسطوانات منتسوري (Knobbed) مثالًا مثاليًا على ذلك، حيث كل أسطوانة تتناسب تمامًا مع فتحة معينة، وإذا كانت الأسطوانة لا تتناسب تمامًا مع الثقب، فإن الطفل يعرف إنه ارتكب خطأ ويمكنه تصحيح الخطأ من خلال تحديد الفتحة التي يجب أن توضع الأسطوانة فيها.

ومن الأمثلة الأخرى للتحكم في الخطأ في مواد منتسوري البرج الوردي والسلم البني، وتعتمد هذه المواد على تصور الطفل الخاص للتصحيح، حيث إذا رأى الطفل أن كتلة من البرج الوردي معطلة، فسيكون قادرًا على اكتشاف الترتيب الصحيح لهذه المواد من خلال إعادة البناء.

ومن بعض مواد منتسوري التي تحتوي على تحكم داخلي في الخطأ ما يلي:

1- منتسوري بيلز.

2- كتل أسطوانة معقوفة.

3- قرص حراري.

4- مكعبات ثلاثية ومكعبات ذات الحدين.

5- الألغاز.

6- الأبجدية الصغيرة المنقولة.

أهمية ضبط الخطأ في المواد التعليمية بمنتسوري

1- يمكن أن يضر تصحيح الطفل بتقديره لذاته، وهذا هو السبب في أن القدرة المضمنة على التصحيح الذاتي أمر حيوي لأي مادة ومواد تعليمية ولعب.

2- لا يحتاج الأطفال إلى تصحيحنا للعديد من الأشياء أثناء نموهم، فهم قادرون على التعرف على أخطائهم، ومن الأهمية بمكان أن يُسمح لهم بالقيام بذلك.

3- عندما يدرك الطفل إنه فعل شيئًا غير صحيح ويدرك إنه قادر على تصحيح المشكلة بنفسه، فإن ذلك يبني ثقته في قدراته الخاصة.

4- يصبح الطفل أكثر وعيًا بذاته وتكون المكافأة على تصحيح الخطأ مكافأة جوهرية له، أي لا أحد يجب أن يخبره إنه قام بعمل جيد، فهو يعرف ذلك بالفعل.

أمثلة السيطرة على الخطأ في بيئة منتسوري

الأثاث في فصول منتسوري

قد يتساءل المرء عن سبب استخدام الفصول الدراسية في منتسوري وإعدادات منتسوري المنزلية لأثاث صغير مصنوع من مواد طبيعية، لا يقتصر الأمر على كون هذا الأثاث جذابًا للطفل فحسب، بل إن الأثاث الصغير يخدم غرضًا تنمويًا أيضًا.

أثاث بحجم الأطفال يسهل على الأطفال تحريكه، إذا أراد الطفل نقل كرسيه إلى جانب الطاولة المواجهة للنافذة، على سبيل المثال فيمكنه بسهولة القيام بذلك بنفسه.

أيضًا هذه القطعة الصغيرة من الأثاث خفيفة الوزن وسهلة الارتطام والطرق، تصدر هذه الكراسي والطاولات الصغيرة ضوضاء عند تحريكها عن طريق الخطأ.

في حين أن هذه الأشياء تبدو وكأنها عيوب، إلا أنها في الواقع أشياء جيدة! حيث إنها تساعد الأطفال على تطوير السيطرة على تحركاتهم واكتساب استيعاب أفضل وتصور موضع أجسادهم بالنسبة إلى المساحة التي يشغلونها.

يُفضل الأثاث ذو الألوان الفاتحة؛ لأن الطفل يمكنه بسهولة رؤية أي علامات أو انسكابات يقوم بها، هذا يدفع الطفل بافتراض أن لديه ماء وإسفنجة متوفرة له، لتنظيف الأثاث بسرعة.

استخدام الزجاج والمواد الأخرى القابلة للكسر

مثال آخر للتحكم في الخطأ هو استخدام الزجاج والمواد الأخرى القابلة للكسر، وهذا بطبيعة الحال يعطي الكثير من الآباء وقفة، فعندما يستخدم الطفل عنصرًا قابلًا للكسر، ويسقط ويتكسر، سيكون مستاء، لكنه درس له وسوف يتعلم بسرعة كيفية التعامل مع العناصر القابلة للكسر بحذر أكبر، ولا يلزم التصحيح أو التدريس أو العقاب، فلقد تم بالفعل تدريس الدرس وتعلمه، وكل ذلك من الطفل نفسه.

ومن خلال تزويد الأطفال بالأطباق واللوازم البلاستيكية أو الخشبية أو المعدنية، لا يوجد الكثير من الدروس التي يمكن تعلمها، بالتأكيد سيظل عليهم مسح الانسكاب أو انتظار المزيد من الطعام أو الشراب، ويمكن تعريفه على إنه التحكم في الخطأ، ولكن كما يعلم جميع الآباء، غالبًا ما يستمتع الأطفال بإسقاط الأشياء ورميها، لذا استخدام الزجاج يزيل بعض هذا الإغراء.

وإنها إحدى حقائق الحياة، ويجب معالجة هذه الأخطاء مع العلم أن لها هدفًا، وهو تعلم إنه يمكن تصحيح الأخطاء دون مساعدة الآخرين.

وفي الخاتمة تشير ماريا منتسوري إنه يتيح التحكم في الخطأ معرفة ما إذا كان المرء على الطريق الصحيح أم المسار الخطأ، وهذا هو سبب كونه مفهومًا مهمًا في التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث تُحمل هذه الدروس حتى مرحلة البلوغ.


شارك المقالة: