التعلم المعتمد على المشروعات العملية في التدريس لطريقة منتسوري

اقرأ في هذا المقال


التعلم المعتمد على المشروعات العملية في التدريس هو حجر الزاوية في تجربة منتسوري، وهو يضع الأساس للاستقلال الذي يتجلى في الفصل الدراسي في منتسوري، والدروس والمواد في هذه المنطقة من الفصل الدراسي تختلف على نطاق واسع، بعضها يسهل اكتشافه والبعض الآخر أكثر دقة.

التعلم المعتمد على المشروعات العملية في التدريس باستخدام طريقة منتسوري

لا بد من إلقاء نظرة على الفصل الدراسي في منتسوري والفرص العديدة التي يجب أن تتاح للأطفال؛ لممارسة مهارات التعلم المعتمد على المشروعات العملية في التدريس، والتي تُشكّل منهاج الحياة العملية.

أربع فئات لمنهج التعلم المعتمد على المشروعات العملية في طريقة منتسوري

تعزل الفئات الأربع لمنهج التعلم المعتمد على المشروعات العملية في التدريس باستخدام طريقة منتسوري المفاهيم الأساسية المختلفة التي تشكل جميعها جزءًا من رحلة الطفل نحو الاستقلال، ويساعدان معًا الطفل على تعلم الوعي الذاتي وإدراك لغته وسلوكه وأفعاله وتأثيره على الآخرين، والفئات الأربع هي:

1- النعمة والمجاملة كالتوافق مع الآخرين.

2- السيطرة على الحركة كإدراك الجسم في الفضاء.

3- العناية بالذات كتعلم العناية بالاحتياجات الخاصة ومساعدة الآخرين الذين يحتاجون إليها.

4- العناية بالبيئة كتنظيف النفس وتحمل مسؤولية الأفعال.

النعمة والمجاملة

غالبًا ما يتساءل الناس كيف يمكن أن يتم جعل الأطفال الذين يبلغون من العمر ثلاثة وأربعة وخمس سنوات يدرسون ويلعبون معًا في نفس الفصل الدراسي والمحافظة على بيئة تعليمية هادئة، حيث الدروس في النعمة واللطف تجعل الفصول الدراسية ذات الأعمار المختلطة ممكنة، فهي أساسية لخلق فصل دراسي سلمي ومتناغم.

بعبارات الشخص العادي تعني النعمة واللطف الأخلاق المهذبة والسلوك المحترم، والتوقع هو أن كل فرد في الفصل يستحق الاحترام، وأن الأخلاق المهذبة هي إحدى الطرق التي يمكن من خلالها إظهار هذا الاحترام، ويُقدم المعلمون نموذجًا للنعمة واللطف من خلال التحدث بأدب مع طلابهم وزملائهم، ويراقب الأطفال دائمًا ويتعلمون الكثير من مراقبة البالغين في حياتهم.

ومن أشكال النعمة والمجاملة يمكن ذكر ما يلي:

1- يتعلم الأطفال أن يقطع الحديث بأدب.

2- يتعلم الأطفال أن ينتظروا دورهم.

3- يتعلم الأطفال أن يتحلوا بالصبر مع الأصدقاء.

5- يتعلم الأطفال تحية المعلمين والأصدقاء بأدب.

6- يتعلم الأطفال أن يرحبوا بالوافدين الجدد إلى الفصل الدراسي.

7- يتعلم الأطفال أن يختلفوا بسلام ويتحدثوا باحترام.

السيطرة على الحركة

بين سن 3 و6 سنوات يحتاج الأطفال إلى مجموعة متنوعة من الفرص؛ لتطوير توازنهم وتنسيقهم ومهاراتهم الحركية الدقيقة، وهناك علاقة بين النظام المادي والنظام الداخلي، حيث يمكن للطفل الذي يمكنه التحكم في جسده أن يتحكم بشكل أفضل في عقله ودوافعه، كما إنها عملية مستمرة يعالجها فصل منتسوري بطرق مختلفة.

التوازن: يمشي الأطفال على طول خط محدد على الأرض، ويضعون قدمًا أمام الأخرى، وقد يكون لديهم جرس صغير، مع الحرص على المشي بحذر ومنع الجرس من الرنين، ويتعلمون التوازن، ويسعون جاهدين لإكمال الخط دون أخطاء.

التنسيق: يتم ترتيب العديد من مواد الحياة العملية على صواني صغيرة، والتي يجب على الأطفال حملها إلى أماكن عملهم، ويتعلم الأطفال حمل الأشياء واحدًا تلو الآخر، ووضع أغراضهم على الطاولة قبل سحب كرسيهم، وكيفية التحرك بحذر عبر الفصل الدراسي المزدحم.

المهارات الحركية الدقيقة: من خلال نقل الخرزات الصغيرة بعناية باستخدام ملعقة صغيرة، إلى تعلم كيفية خيط إبرة استعدادًا للخياطة، وتمتلئ أرفف الحياة العملية بفرص التدريب الحركية الدقيقة، ويمكن تغيير المواد الموجودة على رف الحياة العملية بسهولة لتعكس الإجازات والمواسم المختلفة.

العناية بالنفس

لكي يكتسب الطفل الاستقلال يجب أن يكون قادرًا على رعاية احتياجاته الأساسية كاستخدام الحمام، وغسل اليدين واستخدام المناديل وارتداء الملابس، وهناك الكثير من اللحظات القابلة للتعليم في الحياة اليومية، ولكن الأطفال أيضًا بحاجة إلى وقت لممارسة هذه المهارات دون قيود زمنية.

وبمجرد أن يتقن الطفل أسلوبًا ما، فإنه غالبًا ما يكون سريعًا في مساعدة الآخرين الذين ما زالوا يتعلمون، وهذا يجعل من السهل عليهم تعلم غلق المعاطف وربط الأحذية أسرع كثيرًا، وعندما يتمكن معظم الطلاب من إنجاز المهمة بأنفسهم يكونون على استعداد لمساعدة أولئك الذين لا يستطيعون ذلك.

العناية بالبيئة

عندما يكون الطفل في فصل دراسي في منتسوري فإنه يعتبر جزء من مجتمع، وكل شخص في الفصل من المعلم الأكثر خبرة إلى أصغر طالب، له دور مهم يلعبه في الحفاظ على ترتيب الفصل الدراسي، ويتعلم أطفال منتسوري أنهم قادرون على القيام بعمل حقيقي وأن عملهم مهم وقيم.

ويتعلم الأطفال كيفية تنظيف الانسكابات والأوساخ باستخدام المكانس ذات الحجم الصغير والمماسح وأحواض القمامة، ولديهم إمكانية الوصول إلى الأدوات التي يحتاجونها لمسح بقع الطلاء، أو كنس الرمال التي تم تعقبها من الملعب، أو تنظيف بصمات الأصابع من نوافذ الفصل الدراسي.

ويتعلمون كيفية سقي نباتات الفصل الدراسي، والمساعدة في إطعام الحيوانات الأليفة في الفصل، وملء مغذيات الطيور في الملعب، واستخدام مكابس صغيرة لإزالة الأوراق في الخريف.

التعلم المعتمد على المشروعات العملية في التدريس باستخدام طريقة منتسوري هو مزيج من دروس محددة وتجربة واقعية، ويعلمون الأطفال الخطوات التي يجب اتخاذها، والمواد التي يجب استخدامها، والمهارات التي يحتاجون إليها للقيام بذلك بنفسهم.

ولأنها كانت تعتقد أن اليد هي المعلم الرئيسي للدماغ، فإن الطلاب يتعلمون غالبًا عن طريق اللمس من خلال التعامل مع المواد المصممة خصيصًا مثل خرز الرياضيات الذهبي وأحرف ورق الصنفرة والخرائط الخشبية للعالم، وتتمثل وظيفة المعلم في تعليم الأطفال كيفية استخدام هذه المواد ثم تركهم يتعلمون بشكل مستقل.

ومن خلال مشاهدة كيف يتعلم الطفل بسهولة الكلام أو المشي، خلصت منتسوري إلى أن عقل الطفل الصغير يشبه الإسفنج ووصفته بأنه العقل الممتص، ولأنها ماصة للغاية فقد وصفت السنوات الست الأولى بأنها أهم فترة في الحياة، والوقت الذي يتشكل فيه الذكاء، كأداة الإنسان الأعظم.

ونتيجة لذلك غالبًا ما تعرض الفصول الدراسية الأطفال لمفاهيم صعبة في وقت أبكر مما يفعله نظام المدارس العامة، ويبدو أنهم يستوعبون هذه المفاهيم بمساعدة مواد خاصة، ومن خلال هذه العناصر الإبداعية في الفصل الدراسي، يواصل المعلم الموهوب تعزيز إثارة التعلم في الأجيال الجديدة من الأطفال.

طريقة منتسوري بشكل عام

يركز التدريس على تجربة الطفل، التي تتميز بالنشاط الموجه ذاتيًا، حيث يكون دور المعلم أكثر ملاحظة مما يمكن اعتباره تقليديًا أو نموذجيًا.

يُطلق على المعلم أحيانًا اسم مرشد في فلسفة منتسوري وتتكيف البيئة مع الطفل ونموه، وتلعب وظيفة المقاعد كما هو الحال في الفصل الدراسي النموذجي في المدرسة العامة، ودورًا أقل أهمية لصالح النشاط البدني والتفاعل، ويتم التركيز على كيفية تعلم الطلاب على جميع الحواس الخمس، وليس فقط الاستماع أو المشاهدة أو القراءة، كما قد يتعلم الطلاب في فصل دراسي تقليدي.


شارك المقالة: