يُعدّ حليب الأم أفضل غذاء يمكن أن يحصل عليه الطفل، خصوصاً إذا كان طفلاً حديث الولادة؛ حيث أنَّ حليب الأم يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل حتى ينمو ويبقى بصحَّة جيدة، وحتى تكون الرَّضاعة الطبيعية سهلةً و مريحةً للأم و لطفلها سأقدِّم لكم بعض النصائح المفيدة فيما يلي.
نصائح للرضاعة الطبيعية
أقدِّم بعض النصائح المُهمَّة التي تحتاجها كلُّ امرأة عندها طفل رضيع، و يُفضَّل أن تتَّبع الأم تلك النصائح، لتحصل على راحتها وراحة طفلها:
- استخدام كريم طبي للترطيب، و يتواجد هذا الكريم في المستشفيات و الصيدليات، و يُساعد هذا الكريم على تخفيف آلام الحلمات، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ هذا الكريم ليس بالضرورة مسحهُ قبل إرضاع الطفل، ويعمل هذا الكريم على ترطيب المنطقة ومنع الشعور بالألم.
- استخدام وسادة عند إرضاع الطفل، ووضعها أسفل الطفل لرفعه؛ وهذا الأمر يُريح الأم من الانحناء كلَّ مرَّة عند إرضاع الطفل، حيث يُقلِّل وضع الوسادة من آلام الظَّهر والحلمات عند الأم، و يجعل الرضاعة مريحة لها و لطفلها.
- استخدام شفَّاط الحليب؛ لمنع تورُّم الثدي واحتقانه؛ حيث يكون حليب الثدي أحياناً أكثر من حاجة الطفل، أو أنَّ الطفل مريض ولا يستطيع شرب الحليب، أو أنَّ الأمّ غير قادرة على إرضاع طفلها لأيِّ سبب من الأسباب، وكلّ هذا يُسبِّب تحجُّر الثدي، لذلك يُفضَّل استخدام شفَّاط الحليب في هذه الحالات.
- استخدام كمَّادات الماء الدافئ عند الحاجة؛ حيث تُساعد على تصريف أيِّ انسداد في القنوات اللبنية، وتُساعد كمَّادات الماء الدافئ على تدفُّق الحليب عبر قنوات الثدي، ولكن يجب التأكُّد من اعتدال حرارة المياه.
- يمكن استخدام كمَّادات الماء البارد؛ لتهدئة الثديين وتبريدهما، لذلك يمكن الاحتفاظ بكيس من الثَّلج دائماً، واستخدامه عند الحاجه، و يُفضَّل أن توضع قطعة من القماش بين الثديين وكيس الثلج.
- يجب تجشئة الطفل بعد أن يُكمل الرضاعة مباشرة؛ حيث يُساعد التجشؤُ الطفلَ على التخلُّص من أيِّ هواء قد ابتلعه أثناء الرَّضاعة، كما ويحدّ من استرجاعه في ما بعد، ويكون التجشؤ بحمل الطفل و حضنه ووضع رأسه على كتف الأم ووضع الطفل بشكل منتصب، ومن ثمّ تدليك ظهره بلطف حتى يتجشأ.
- عدم إرضاع الطفل كلّما بكى؛ حيث أنَّ بكاء الطفل لا يعني دائماً أنّهُ جائع ويحتاج للحليب؛ فقد يبكي لعدم شعورهِ بالأمان خصوصاً عند الأيام الأولى بعد الولادة، أو قد يكون يحتاج لتغيير الحفاظ، أو يشعر بمغص أو لأيّ أسباب أُخرى، ومن علامات الجوع، مصُّ الشفاه أو مصُّ الأصبع، أو البكاء الشديد عند الشعور بالجوع الشديد.
آلام الثدي وعلاجها
من أهمّ التوصيات التي تُقدم للأم المرضع، هو الحفاظ على الثديين وترطيبهما بشكل جيّد؛ وخاصة في الثلث الأخير من الحمل؛ حتى تتجنّب الكثير من المشاكل التي تواجهها بعد الولادة خلال فترة الرضاعة، التي أساسها عدم الترطيب الدائم و العناية بالثديين، وعدم تهيئتهما للرضاعة، وللتخفيف من آلام الثدي أثناء الرضاعة أُقدم النصائح التالية:
- تكرار عملية الرضاعة باستمرار، مع الحرص ألَّا تزيد عملية الرضاعة عن عشر دقائق من كل ثدي لتجنُّب زيادة التهاب الحلمات.
- معرفة الأوضاع الصحيحة للرضاعة و طُرق تقديم الثدي للطفل؛ لتفادي حدوث أيّ مشكلات أثناء الرضاعة للثديين.
- الاستحمام بالماء الدافئ، أو وضع فوطة دافئة على الثدي؛ إذ يعمل بشكل كبير على التخفيف من الآلام ويجعل الأم تشعر بالراحة والهدوء.
- الضغط على الثدي قليلاً إخراج بعض الحليب منهُ قبل الإرضاع مباشرة؛ ممّا يُساعد على ترطيب الحلمة، وتخفيف حدوث تشقُّقات بالحلمات.
- إرضاع الطفل من الثدي الأقل ألماً في الرضاعة ريثما يُشفى الآخر.
- تعريض الحلمتين للهواء، والقيام بتجفيفهما بفوطة نظيفة بعد الانتهاء من عملية الإرضاع.
- التأكد من عدم احتكاك الحلمتين بالملابس الخشنة، أو أيِّ مواد مُهيّجة أو عطريّة، مثل كريمات العناية بالجسم و غيرها.
- الاهتمام بنظافة الثديين قبل إرضاع الطفل بشكل مستمرّ، وغسلهما بالماء الدافئ، وتجنُّب استخدام الصابون؛ لأنَّ الصابون يزيد التشقُّقات ويُضاعف الألم.
- استخدام كريم مُخصَّص لعلاج التشُّقات ويُفضّل استشارة الطبيب لوصف العلاج المُناسب للحالة.
- استخدام غطاء الحلمات المخصّص، وهو دائرة بلاستيكية تمنع احتكاك الحلمة المستمر بالملابس.
الأوضاع الصحيحة للرضاعة
قد تُعاني بعض الأُمُّهات خُصوصاً الجددّ من موضوع الرضاعة الطبيعية، وقد يُواجهنّ بعض الصُّعوبات خاصةً بعد الولادة، ولكن الرضاعة تُعتبر مهارة مُكتسبة وسوف تعتاد الأم عليها مع الأيام، وسوف أُقدِّم بعض الأوضاع الصحيحة للرضاعة؛ لمُساعدة الأم ولتسهيل عملية الرضاعة عليها:
- وضع المهد: وهو الوضع الشائع بين الكثير من الأمُّهات، حيث تجلسين على مقعد مُريح ولهُ مسند، وتحملين طفلكِ على ذراعكِ الأيمن إن كنتِ تريدين إرضاعهُ من الثدي الأيمن، أو وضعه على الذّراع الأيسر إن كنتِ تريدين إرضاعه من الثدي الأيسر، ويُفضّل وضع وسادة تحت كوع اليد الحاملة للطفل؛ لتُساعد في رفع رأس الطفل للوصول إلى الثدي، ثمّ مسك الثدي من منطقة الحلمة الداكنة وتوجيهها لفم الطفل والاستمرار بالضغط برفق حتى يخرج الحليب.
- وضع المهد المعكوس: وهذا الوضع مثالي للأمهات الجدد؛ ويكون بالجلوس على مقعد مريح لهُ مسند وحمل الطفل على الذراع الأيمن إذا كنتِ تريدين إرضاعه من الثدي الأيسر، أو حمله على الذراع الأيسر، إذا كنتِ سترضعينه من الثدي الأيمن، ثمّ تثبيت الطفل باليد التي تحملينه بها، وتثبيت الثدي باليد الأخرى وتوجيه الثدي نحو فم الطفل، ليتمكن من الرضاعة، ومن الجدير بالذكر أنه لا يجب أن تنحني الأم نحو الطفل، بل رفعه ليصل إليها.
- وضع الكرة: وهو من الأوضاع التي يُنصح بها للأمهات اللّاتي وَلدْنَ ولادة قيصرية، أو في حالة كان حجم الثدي كبيراً؛ حيث يكون بحمل طفلك بأحد ذراعيك إلى جانب الذراع الأيمن مع الثدي الأيمن، والذراع الأيسر مع الثدي الأيسر مع ثني الكوع، ثمّ إسناد رأس الطفل بيدك وتوجيه فمه نحو الثدي، ومن الممكن استخدام وسادة للمُساعدة في رفع الطفل للأعلى.
- وضع الاستلقاء جانباً: هذا الوضع مثالي جداً بالنسبة للأمّهات المتعبات؛ حيث تستطيع إرضاع الطفل دون أن تنهض إذا كانت مُتعبة، سواء إذا استيقظ الطفل ليلاً للرضاعة أو أثناء النهار، ويكون هذا الوضع بالاستلقاء على أحد جانبيكِ، وتوجيه فم الطفل إلى الثدي بإحدى يديكِ، والقيام بإسناد ظهره باليد الأخرى؛ وبمجرد أن يُمسك الطفل بالثدي و يبدأ بالرضاعة يمكنكِ ترك الثدي لإراحة يدكِ، ومن الجدير ذكره أنَّه يجب إعادة الطفل إلى سريره بعد الانتهاء من الرضاعة ليلاً؛ حتى لا يتعوّد على النّوم بجانبكِ طول فترة الليل.
- وضع شبه المتكئ: وهذا الوضع مناسب أيضاً للأُمّ المرضع التي ولدت ولادة قيصرية، وفيه تكون الأم مُتّكئة على السرير، وخلف ظهرها وسادة مُريحة، ويُفضل أن يُساعدها أحد في حمل الطفل الرضيع، حيث يكون وجهه مقابلاً لها، ويكون أنفه في نفس مُستوى الحلمة، وقدما الطفل يجب أن تكون بعيدة عن جرح العملية القيصرية، وبمجرد أن تكونِ مرتاحة مع طفلك الرضيع سيُسهّل عليه هذا مسك الحلمة بفمه، ومن الجدير بالذكر أن هذا الوضع يُساعد أيضاً في حالة كون الطفل يجد صعوبة بالإمساك بالحلمة جيّداً وخصوصاً في أيامه الأولى.
- وضع الكرة للتوأم: إذا أنجبتِ توأماً وتريدينَ إرضاعهما معاً، فهذا الوضع هو أفضل الأوضاع المناسبة لكِ، ويكون بحملكِ كلّ طفل على ذراع وتوجيه فم كليهما نحو الثديين، ويُفضّل استخدام وسادتين لرفع طفليكِ الرضيع، و يُفضّل أن تجلسي على مقعد لهُ مسند مريح، ومن الجدير بالذكر أن هذا الوضع لا يكون مناسباً إلَّا بالأشهر الأولى بعد الولادة؛ حيث يكون حجم الطفلين صغيراً، ويكون حجم الثدي أكبر بالغالب.
نصائح لنجاح عملية الرضاعة
أقدم بعض النصائح الضرورية لنجاح عملية الرضاعة وخصوصاً للرضاعة خلال الأشهر الأولى بعد الولادة:
- الاستعداد لعملية الرضاعة وجمع كل ما تحتاجينه ووضعه بالقرب منكِ قبل البدء بإرضاع الطفل مثل كأس من الماء أو ريموت التلفزيون أو هاتفكِ النقال أو غير ذلك؛ حتى لا تضطري للقيام وترك إرضاع الطفل لإحضار حاجاتكِ.
- يُفضّل عدم التكلُّم بالهاتف النّقال أو الحديث مع الآخرين أثناء إرضاع الطفل، حتى لا تشغليه عن الرضاعة.
- يجب التأكّد من راحة طفلك أيّاً كان الوضع الذي تم اختياره للرضاعة.
- يجب التأكّد من راحتكِ أنتِ أيضاً، واستخدام الوسائد الداعمة والمساند لظهركِ حتى تتجنبي حدوث آلام الظهر.
- التأكُّد من إمساك الطفل بالحلمة بالطريقة الصحيحة، حتى لا يُسبّب لكِ الآلام.
- يُفضّل شرب كأس من الماء قبل البدء بإرضاع الطفل و كأس آخر بعد الانتهاء منها، ويُفضّل تناول السوائل والعصائر بشكل عام لتزيد من إدرار الحليب.
- إذا كنتِ تشعرين بأن حليبكِ غير كافٍ، ولا يُشبع طفلك يُفضّل الاستعانة بالحليب الصناعي كمساندة، حيث يُمكن الخلط بين الرضاعة الطبيعية والرضاعة الصناعية.
- يجب استشارة الطبيب في حال كان هناك آلام مستمرّة بالثدي، أو آلام بالحلمة أو عدم استجابة طفلكِ للرضاعة بشكل جيّد.
- يجب على المرأة المرضع أن تُحافظ على غذائها، حيث يجب أن تزيد من تناول الفواكه والخضراوات والعصائر الطبيعية والأطعمة الغنية بالكالسيوم؛ حتى تُحافظ على صحتها وصحة طفلها.