اللامبالاة العاطفية في علم النفس

اقرأ في هذا المقال


من خلال الكثير من الأبحاث النفسية أصبح من المقبول الآن العلم أنه يجب أن نشعر بمشاعر تجاه شيء ما إذا كنا نتخذ إجراءً ذا مغزى شخصيًا بشأنه، وبدون أي عاطفة مقنعة لتوجيه سلوكنا واللامبالاة، حيث أن اللامبالاة العاطفية في علم النفس تعني حرفيًا بدون شعور فالكثير من الأشخاص ليسوا متحمسين بشكل كافي للقيام بالكثير من أي شيء ويكتفون بالتجاهل والتصنع.

اللامبالاة العاطفية في علم النفس

تعتبر اللامبالاة العاطفية في علم النفس هي حالة لا نهتم فيها أو لا نتخذ إجراءً حيال شيء يحدث من حولنا، حيث يمكن اعتبار الأشخاص غير المبالين باردين ومنعزلين وغير مهتمين وغير محفزين ويفتقرون إلى الشغف، قد يكون هناك عدة أسباب في وجود اللامبالاة العاطفية في علم النفس، فقد يكون أحد الأسباب هو المبالغة في تحفيزنا.

وهو أمر سهل الحدوث في ثقافة اليوم، نتلقى معلومات على هواتفنا المحمولة ومن جميع أصدقائنا على الفور في أي وقت من النهار أو الليل، ويمكن قصفنا بأخبار مروعة من جميع أنحاء العالم في نفس اللحظة التي تحدث فيها، على التلفزيون يمكننا مشاهدة برامج الجريمة طوال اليوم والتي تظهر الأشياء الفظيعة التي يفعلها الناس ببعضهم البعض، حيث يمكن أن تكون كل هذه المعلومات مؤلمة إلى حد ما، وبالتالي قد نغلق عاطفيًا وعقليًا كآلية للتكيف.

قد تحدث اللامبالاة العاطفية في علم النفس عندما تبدو مواقفنا وأسرتنا والظروف المجتمعية وبلدنا وعالمنا غامرة لدرجة أننا نكون غير قادرين بالقيام أو فعل أي شيء حيالها، هذا يعني أنه حتى عندما نلاحظ ما يدور حولنا فقد نشعر أننا غير قادرين على إحداث فرق، بدلاً من المحاولة نتجاهل أكتافنا ببساطة ونمضي قدمًا.

يمكن أن تكون هناك تأثيرات جماعية أو متفرجة تتسبب في اللامبالاة العاطفية في علم النفس، فعندما نرى الآخرين غير مبالين ولا مسيطرين أو متحكمين، فقد نتجه إلى السير جنبًا إلى جنب مع الجماعة التي ننتمي لها، لكن العكس قد يكون صحيحًا أيضًا، حيث أن أسوأ وقت ومكان تتعطل فيه سيارتنا هو جانب طريق سريع خلال ساعة الذروة لأن مئات الأشخاص سيمرون بنا من خلال التفكير في أنفسهم مثل شخص آخر سيتوقف ويساعد أو قد يفكرون لن أذهب للتوقف لأن لا أحد آخر يتوقف، يمكن أن تصبح المدارس والمجتمعات بأكملها غير مبالية أو غير مبالية كمجموعة.

من أسباب اللامبالاة العاطفية في علم النفس الأنانية أو النرجسية، حيث أن هناك دليل جيد على أن الناس أصبحوا تدريجياً أكثر نرجسية، نجد إحساسًا متزايدًا بالأنانية في العالم، فخرنا وغرورنا غير المقيد يجعلنا نضع أنفسنا في المرتبة الأولى والجميع في المرتبة الثانية، نتيجة هذا الانغماس الذاتي هو أننا غير مبالين بكل شيء آخر قد يدور حولنا، وينتهي بنا الأمر بعدم الاهتمام بمعاناة الآخرين.

باختصار يمكن أن تختلف أسباب اللامبالاة العاطفية في علم النفس وهي قوية، ومن خلال الكثير من الأبحاث النفسية أصبح من المقبول الآن العلم أنه يجب أن نشعر بمشاعر تجاه شيء ما إذا كان الفرد يتخذ إجراءً ذا مغزى شخصيًا بشأنه، وبدون أي عاطفة مقنعة لتوجيه سلوكه واللامبالاة تعني حرفيًا بدون شعور وعدم الحماس بشكل كافي للقيام بالكثير من أي شيء.

يعتبر اللامبالاة العاطفية في علم النفس شعور لكنه أيضًا موقف، وللأسف هذا الموقف هو موقف اللامبالاة أي عدم الاستجابة أو الانفصال والشفقة، مثل هذه المواقف تستنزف من الطاقة التي تجعلنا نشعر بالخمول والفتور والوهن وتقريباً الشلل، بحيث لا يمكننا التصرف، وبالتأكيد بدون الإرادة للقيام بذلك، هذا هو السبب في أن الأشخاص غير المبالين يمكن التعرف عليهم بسهولة من خلال سلبيتهم الشديد، واهتمامهم بمواجهة تحديات الحياة معرض للخطر بشكل خطير، هم فقط لا يهتمون بما فيه الكفاية ولا يأبهون لأنهم لا يهتمون.

الأشياء التي قد تؤدي إلى اللامبالاة العاطفية في علم النفس

عند التساؤل هل راودتنا أفكار سلبية عن أنفسنا أو عن توقعاتنا؟ وهل نخشى التصرف خوفًا من أن نفشل؟ أم أنه من الممكن أننا قد تعرضنا بالفعل منذ وقت ليس ببعيد لبعض الفشل أو الرفض ولم نكن قادرًا على التعافي منه؟ فهل حدث شيء لنا مؤخرًا، أو لشخص نهتم به بشدة ولم يتركنا محبطين فحسب بل متشائمين أو ميؤوسًا منا تمامًا؟ في هذا الصدد هل تركتنا أي أحداث محلية أو ربما عالمية نشعر بالسخرية، كما لو أن كل ما قد نحاول القيام به لتغيير الأشياء لا يمكن أن يحدث أدنى فرق؟

عند التساؤل هل أصيب شخص معين بالملل أو الإرهاق بسبب الروتين اليومي الممل بحيث يبدو أنه لا يوجد شيء نتطلع إليه؟ هل هناك شيء بداخله تم التخلي عنه ببساطة عن خلق مستقبل أكثر بهجة وإرضاءً لنفسه؟ بدلاً من اغتنام اليوم أو هل أصبح هذا الشخص بشكل قاتل مستسلمًا لحياة من الملل؟ إذا كان أي من هذه الأسباب يفسر اللامبالاة العاطفية في علم النفس، أو يمكن تحديد العوامل الأخرى المسؤولة عن حالة عدم تفاعله، فمن المحتمل أننا سنكون قادرين على الارتباط بواحد أو أكثر من الواصفات.

أهم حلول اللامبالاة العاطفية في علم النفس

بغض النظر عما تسبب في البداية في شعور الأفراد بعدم التحفيز، فإن نظرتنا الحالية إليه هي التي تجعل الأفراد عالقين الآن، ومهمتنا الفورية إذن هي تغيير هذه النظرة، باختصار من الأفضل للفرد التركيز على كيفية إصلاح ما بداخل رأسه بدلاً من التركيز على ما يكمن خارجه، ولا شك في أنه سيحتاج إلى إجبار نفسه على اقتلاع ما كان موجودًا بالفعل في أعماقه، لذا يتوجب من الفرد سؤال نفسه هل أنا على استعداد للالتزام بنفسي لأمنح هذا اللامبالاة معركة حياته، على الرغم من أن القيام بذلك يبدو أنه سيستغرق الكثير من الطاقة والجهد أكثر مما أستطيع الآن؟

من أهم الحلول للتخلص من اللامبالاة العاطفية في علم النفس تحديد من أين تأتي اللامبالاة، والاعتراض على افتراضاتها الأساسية؛ نظرًا لأن اللامبالاة العاطفية في علم النفس تتعلق بشكل أساسي بالموقف، ويتوجب البدء في نظر الفرد إلى نفسه وتاريخه من منظور مختلف، وهذا هو الشيء الذي يقدم فيه لنفسه قدرًا أكبر من التعاطف والتفهم، وربما تسامح عن أي حساسية أو تجاوزات أو أوجه قصور في الماضي.

ومن حلول التخلص من اللامبالاة العاطفية في علم النفس الانتقال من السلبية إلى حل المشكلات، فما هي الخطوة الأولى الأسهل والأكثر قدرة التي يمكن اتخاذها لإخراج الفرد نفسه من السبات الذي انزلق فيه؟ ووضع قائمة بما لا يناسبه وما الذي يمكن أن يجعل وضعه أفضل، وإذا كانت ظروفه الخاصة غير قابلة للتغيير، فهل يمكنه قبولها على ما هي عليه والتغلب عليها والمضي قدمًا؟

المصدر: مبادئ علم النفس الحيوي، محمد أحمد يوسف.الإنسان وعلم النفس، د.عبد الستار ابراهيم.علم النفس العام، هاني يحيى نصري.علم النفس، محمد حسن غانم.


شارك المقالة: