تنمية الطفل في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


في كافة أنحاء العالم المتحضر، تضع الحكومات والمؤسسات والأفراد في السلطة العامة قواعد لحماية المجتمع من أجل إقامة عالم أكثر أمانًا، بدون هذه القواعد والتوجيهات، سيفقد البشر جميعهم الشعور والإحساس بالأخلاق، وسيقع المجتمع في فوضى، في الواقع سيكون الأطفال والأجيال القادمة قادة الغد، وبالتالي فإن تربيتهم هي مسألة ذات أهمية كبيرة ومفتاح لما إذا كان بإمكاننا الحفاظ على مجتمع سلمي ومحترم ومنظم، تشير الأبحاث بقوة إلى أن الأبوة والأمومة لها التأثير الأكبر على نمو الطفل وأن فهم البيئة التي ينمو فيها الطفل يساهم في نموه العاطفي والجسدي والاجتماعي والفكري.

العوامل المؤثرة في تنمية الطفل في الإسلام

على الرغم من وجود أوجه تشابه في مفاهيم الأبوة والأمومة على مستوى العالم، إلا أنه من المثير للاهتمام كيف تختلف أنماط الأبوة والأمومة من ثقافة إلى أخرى، يجب الأخذ بالاعتبار العوامل المختلفة  التي تؤثر على الطفل مثل البيئة المادية والاجتماعية له، والعادات والممارسات الخاصة برعاية الطفل في مختلف البلدان وفهم الوالدين أو مقدمي الرعاية لمسؤولية الوالدين، بغض النظر عن استراتيجيات الأبوة العالمية والثقافية المتنوعة، فإن التعاليم الإسلامية فيما يتعلق بالتربية هي مفاهيم شاملة وعالمية لكل والد في جميع أنحاء العالم؛ لا تقتصر هذه التعاليم على الآباء المسلمين حصريًا.

إن نموه العاطفي والجسدي والاجتماعي والفكري من العوامل الرئيسية التي تشير إلى ما إذا كان الطفل سينمو ليصبح شخصًا بالغًا مسؤولاً وسعيدًا، والعلاقة بين الوالدين والطفل، توضح اهتمام المفهوم الإسلامي لتربية الأبناء، هناك عوامل عديدة تؤثر في تنمية الطفل نذكر بعض منها:

يلعب الآباء والمربين دور حاسم في تنمية وتعليم أطفالهم

تنمية الطفل، وهي مسألة حديثة جدًا، عبارة عن خليط من الدراسات في علم الصحة والنفس وعلم الاجتماع والتعليم، وتوجيه الآباء والمربين حول نمو الأطفال من خلال عملية الملاحظات التي تتبع ما يُعرف بالمراحل التنموية للأعمار ومراحل نمو الطفل في مرحلة البلوغ، المجالات الرئيسية للتنمية هي: النمو الطفل الجسدي، والتنمية التعليمية للطفل، والتواصل وتطوير اللغة له، والتنمية الشخصي والاجتماعي، النمو العاطفي.

يلعب الآباء دورًا حيويًا باعتبارهم أول وأهم معلم لأطفالهم، هناك أربعة مجالات مهمة للتعلم تتأثر بشدة بالوالدين المهارات والمعرفة والمواقف حول التعلم والمشاعر المكتسبة.

لم تظهر دراسات نمو الطفل، التي أمضى المنظرون عقودًا في البحث عنها، إلا مؤخرًا، ومع ذلك فمن المدهش أن هذه الحقائق وغيرها الكثير المتعلقة بنمو الطفل قد نزلت بالفعل منذ آلالف السنين وتم إرسالها إلينا في سور القرآن الكريم، تستند أصول القرآن الكريم إلى مقتضيات الطبيعة البشرية، وقد أنزلها الله تعالى في وقت لم تكن فيه أي وسائل للبحث العلمي أو النفسي أو الطبي.

تؤثر العديد من العوامل على نمو الطفل، منها السعادة التي تؤثر على تنميته، كما تؤثر البيئة تنمية الأطفال، لذلك حمل الإسلام على عاتق والد الطفل مسؤولية إعالة الأم والطفل ورعاية الأم أثناء نموه.

تغذية الأطفال

هناك طرق عديدة أرشدنا القرآن الكريم لتنمية الطفل منها كيفية إطعام الأطفال ورعايتهم منذ لحظة ولادتهم، كما يؤكد على واجب الأب في توفير الغذاء للأبناء، حث الإسلام على الرضاعة الطبيعية لتنمية الطفل المسلم.

مهارات الأبوة والأمومة

يمكن دمج التعاليم الإسلامية في الروتين اليومي منذ الولادة، على سبيل المثال، يمكن للأم أن تعلم وتنطق بقول: بسم الله مع الطفل قبل البدء في أي مهمة، ويمكنها أن تقول أدعية الطعام مثلًا  للنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قبل وبعد الأكل وما إلى ذلك، بهذه الطريقة  بمجرد أن يتطور الطفل كلامه، سيبدأ تلقائيًا بتطبيق هذه الأشياء، من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم أن يؤذن الأذان في أذن الطفل عند ولادته، لما لها أثر على حماية الطفل وتعويده على ذكر اسم الله تعالى.

الأبوة والأمومة الإيجابية في الإسلام

الأبوة والأمومة الإيجابية هي نهج يحاول من خلاله الآباء تربية أطفالهم على أساس التفاهم المتبادل مع الاعتراف بحقوق بعضهم البعض واحترامها في العلاقة بين الوالدين والطفل، هذا النهج يتوافق مع تعاليم الإسلام، تمكن التعاليم الإسلامية الوالدين من غرس الوعي الأخلاقي بالصواب والخطأ في أطفالهم بطريقة متوازنة حتى ينمو الأطفال ليتعلموا ويفهموا أنهم بحاجة إلى الامتثال للقواعد والحدود داخل المجتمع وفي منازلهم، بهذه الطريقة سيخلق الانسجام في المجتمع ويرضى الله سبحانه وتعالى وكذلك والوالدين عنهم، حيث يعلم الإسلام أن طاعة الوالدين أمر واجب.

وفقًا للإسلام، بعد الله تعالى، يجب على البشر إعطاء الأولوية لوالديهم على جميع الأشياء الأخرى، وأن يردوا محبتهم ولطفهم بالطاعة والعناية في أيامهم الأخيرة. إذا تم ممارسة هذا، فإنه يتيح تنمية رابطة قوية بين الوالدين والطفل، والتي تستمر طوال فترة البلوغ.


شارك المقالة: