هناك تساؤلات كثيرة حول ثواب وأجر تربية الآباء لأبنائهم، وهل الأبناء الذين يخدمون آباؤهم في سبيل الله تعالى يتقاسمون ثواب والديهم يوم القيامة؟ هل للأهل نصيب من الثواب الذي يحصل عليه أبنائهم؟ وكثير ما يسأل الأهل أهل الاختصاص هل للآباء ثواب لتربيتهم لأطفالهم، وبالتأكيد أن للآباء ثواب لتربيتهم لأبنائهم إذا كان ما يربوهم على الشريعة الإسلامية، هناك أحاديث عديدة التي تتحدث عن ثواب تربية الأبناء لصالح الوالدين، وهناك حديث يتحدث عن ثواب وجزء من أجر تربية الوالدين للأبناء، وأن الولد الصالح التقي الورع الذي يدعي لوالديه بعد وفاتهما يحسب هذا الأجر للوالدين؛ حتى وهم متوفيان.
ثواب تربية الأطفال في الإسلام
هناك أعمال يقوم بها الأبناء ويكسب الوالدين عليها الأجر حتى بعد موتهما:
إذا قام الأبناء بكتابة عمل علمي للوالدين، يقوم الكثير من الأبناء كذلك ببناء بئر ماء ليكسب الوالدين أجر يشرب الماء، وأفضل أجر هو أجر سقيا الماء، أو توزيع الماء صدقة عن الوالدين، وإن غرس النخلة أو أي نوع من أنواع الأشجار له أجر عند الله تعالى وللوالدين الأجر إذا غرس الأبناء عن الوالدين الأشجار، وكل طير أو دابة أو إنسان يأكل من هذه الأشجار ومن ثمارها فللوالدين الأجر والثواب على ذلك.
يقوم بعض الأبناء الذين يقدرون مادياً على بناء المساجد للوالدين، ودعاء الأبناء لوالديهم مجاب بإذن لله تعالى، لذكر ذلك في الأحاديث عن الولد الصالح الذي يدعو للوالدين بعد موتهما، إن الله يستجيب له الدعاء، وتربية الولد التقي الصالح للآباء الأجر على ذلك بإذن لله تعالى، ومن الأعمال لكسب الثواب للوالدين أن يقوم الأبناء بتوزيع نسخ من القرأن الكريم على الناس وكل حرف يقرونه في هذا القرآن للوالدين الأجر بإذن الله تعالى، وهذا من عدل ورحمة الله تعالى أن يجعل على كل عمل صالح الأجر والثواب.
إن الميت في قبره يكون مثل الغريق الذي يطلب النجدة ويحتاج إلى أي أحد لإنقاذه، وينتظر الآباء والأمهات من الأبناء الصدقة والدعاء والاستغفار لهما، ويكون الوالدين سعداء بدعاء الأبناء لهم أو قراءة القرآن وختمه لهما وغيرها من الأعمال التي يأخذ الوالدين الأجر عليها من الله تعالى جراء تربيتهم لأبنائهم تربية صالحة، إن الله تعالى رحيم بالموتى ويرحمهم ويتوب عليهم ويغفر لهم خطاياهم؛ لتربيتهم لأبنائهم.
هل الوالدين يحاسبون عن أخطاء الأبناء جراء التربية غير الصحيحة
للأبناء الحق في التربية الصحيحة والمستقيمة والسليمة، والآباء والأمهات هم المسؤولين عن تربيتهم لأبنائهم، من واجب الآباء والأمهات تربية الأطفال على الأخلاق الإسلامية الفاضلة، وإلا سيحاسبهم الله تعالى على تقصيرهم في تربيتهم.
إن الفرد الذي يتسبب في ارتكاب المعاصي والأخطاء لا يحاسب، بل يحاسب على أفعاله سواء تم تربية الطفل على الشريعة الإسلامية وآدابها من قبل الوالدين أو لم يتربى على ذلك.
ومن يتسبب في الخير يأخذ أجرًا على أنه فعل ذلك الخير؛ ومن يسبب ارتكاب الإثم والمعاصي فسيحاسب ويعاقب المتسبب في ذلك، والوالدين لهما الخيار في أخذ الأجر والثواب من الله تعالى جراء تربيتهم لأبنائهم تربية صحيحة، أو يحاسبون على عدم الاكتراث والتربية الصحيحة للأبناء على العقيدة الإسلامية والأخلاق الحميدة والصلاة وغيرها من العبادات التي تعدل وتربي سلوك الأطفال.
ولأسباب كثيرة يجب على الآباء والأمهات أن يكونوا حساسين ودقيقين للغاية عندما يريدون أن يعلموا الأبناء الأخلاق الحميدة والقيم الأخلاقية للإسلامية.
من المفروض على الآباء والأمهات المسلمين التفكير كثيرًا عندما يقولون “أنا لا أتدخل في اختيارات أبنائي”، فالأبناء يقررون وفقًا لما يريدون من غير وعي وإدراك؛ حتى وأن كانت هذه القرارات خاطئة؛ لأنها تعتمد على التقليد والتأثر في التصرفات في الثقافات الدخيلة وافتراض ذلك كفكرة لتطبيقها في واقع الأبناء، ليتم تعريض الأبناء جراء تربية الأهل للخطر والتهلكة في الدنيا والآخرة، يوم يفر المرء من أقرب الناس إليه.
يجب أن يعوذ الآباء بالله تعالى من سوء التربية للأبناء؛ لما له أثر على الفرد والمجتمع والأسرة، وذكر الله تعالى في سورة العصر أن الإنسان الذي لا يخسر هو الذي يؤمن بالله تعالى ويتبع أوامره ويبتعد عما نهى عنه، ونهى الإسلام عن سوء تربية الآباء والأمهات لأبنائهم؛ لأنهم هم المسؤولون أمام الله تعالى عنهم.