طرق حل الإسلام لمشكلة الانفصال العاطفي بين الزوجين

اقرأ في هذا المقال


الانفصال العاطفي الزوجي هو أحد الظواهر التي تحطم العلاقة بين الزوجين، والانفصال العاطفي بين الزوجين له القدرة على تدمير حياتهم الأسرية والوقوع بهما إلى الطلاق المفجع، على العكس فإن التواصل العاطفي لديه القدرة على تعميق العلاقة بين الزوجين لدرجة أنهما يشعران بالانسجام.

طرق حل الإسلام لمشكلة الانفصال العاطفي بين الزوجين

إن الصراع الزواجي في بعض الأحيان يمكن أن يقود الشخص نحو النضج وتحسين الذات، على العكس الانفصال العاطفي فإنه يفشل معظم العلاقات الزوجية، وإن الصراع والخلافات ليس بالضرورة يقود الزوجين بشكل سلبي لعواطفهم، في حين يؤدي الانفصال العاطفي بين الزوجين إلى الجدال والقتال؛ لأنهم لا يستطيعون التعبير ما يشعرون به، حيث إنهم اختاروا ذلك.

والصراع الزوجي أمر لا مفر منه في أي علاقة وثيقة، ومن المستحيل أن يكون شخصان قريبين عاطفياً دون وجود بعض الاختلافات المتأصلة، مما يؤدي إلى القلق ويتسم هذا القلق بمشاعر الخوف أو الغضب أو الإحباط أو خيبة الأمل وهو أمر طبيعي للغاية.

وانعزال العواطف يمكن التعايش معها عندما يتعلق الأمر بصديق أو حتى قريب، ولكن عندما يتعلق الأمر بالأزواج يمكن أن تهز عالم الشخص؛ لأنها علاقة أبدية وعليهما أن يعيشها مع هذا الشخص كل يوم، ويجب أن يكونا قريبين جدًا من بعضهما، ويجب أن يكون الحب الذي يتشاركان به غير مشروط.

وقد يكون الانفصال العاطفي مع الأزواج أيضًا بمثابة اختبار للواقع، ومنطقيًا فإن بعض الأزواج قد يشعرون بعدم الأمان بوجود هذا الانفصال مع الأزواج، ويمكن أن يؤثر هذا الانفصال على الأسرة أو التنشئة أو الثقافة أو العلاقة الخاصة بينهما.

وغالبًا ما يحدث بين الأزواج والزوجات بسبب الانفصال العاطفي حدوث نزاع وكأنهم أطفال متذمرون أو غاضبون، وعندما يشاركون مشاكلهم مع طرف ثالث يشتكون من أنهما لا يريدان أن يصبحا عاطفيون معهم على الإطلاق، وعدم تلبية احتياجات بعضهم البعض بشكل أكبر، لكن كلاهما يراقب دائمًا عن كثب وبمجرد أن يبدأ أحد الأشخاص في التعثر ينسحب الآخر بدوره.

بينما من المهم بالنسبة للأزواج أن يفهموا مسؤولياتهم تجاه بعضهم، إذا لم يتجاوز ذلك أبدًا سيكون لديهم زواج يعمل بشكل ظاهري ولكنه زواج مختل عاطفيًا، وكثيرون هم الأشخاص الذين يستوفون المتطلبات الفقهية للزواج ولكنهم ما زالوا غير سعداء، وهم غير سعداء لأنه على الرغم من تلبية احتياجات بعضهم البعض، فلا يزال لديهم تضارب حول تلك الاحتياجات ولا يفهمون سبب ذلك أو كيفية حلّه.

على سبيل المثال قد يكون للزوجين علاقات خاصة على أساس منتظم، لذلك من الناحية الفنية يتم تحقيق هذا الجانب من زواجهما من منظور فقهي، لكن ربما لا يزالان يواجهان صراعًا كبيرًا حول هذا الموضوع، وهناك جانب عاطفي كامل للزواج يمكن قلبه رأسًا على عقب حتى عندما يتم الاهتمام بالأمور، ولا يفهم الكثير من الأزواج هذا التفاعل العاطفي اليومي بشكل صحيح.

ما هي طرق حل مشكلة الانفصال العاطفي بين الزوجين في الإسلام

فيما يتعلق بالتعامل مع الانفصال  العاطفي، يحتاج الأزواج أولاً إلى التوقف عن التركيز على شريك حياة والبدء في التركيز أكثر على أنفسهم؛ حتى عندما يقوم الأزواج بشيء يعتقدون أنه يستحق اللوم، وما زالوا يركزون أولاً على ردود أفعالهم كوسيلة لتصحيح الوضع؛ هذا لأنه على الرغم من أنهم يعتقدون أن الأزواج يفعلون شيئًا خاطئًا، إلا أنهم عادة ما يقومون بتمكين وتثبيت سلوكهم أو حتى تشجعهم دون أن يدرك ذلك.

وعندما يتعلق الأمر بالانفصال العاطفي، فإن الشخص الوحيد الذي يمكنه تغييره هو أنفسهم، لذا فإن الخطوة الأولى في التعامل مع انفصال العاطفي للزوجين؛ هي تغيير دورهم في نمط السلوك المدمر للعلاقات.

ويميل الأزواج إلى السيطرة على السلوك الذي لا يحبونه في أزواجهم من خلال جهودهم لاستئصاله، وعندما يكونون على وشك إلقاء اللوم على الطرف الآخر بسبب هذه المشكلة يحتاجون إلى التوقف والتراجع وإلقاء النظرة الصادقة على أنفسهم، وطرح بعض الأسئلة على أنفسهم ومنها، هل هذه العيوب البسيطة في شخصية شريك حياتنا أم أنها رد فعل لمشكلة أكثر تعقيدًا نشارك فيها معًا؟

والشيء التالي الذي يتعين عليهم القيام به هو النظر إلى جهودهم للتواصل مع أزواجهم بشأن هذه المشكلة، وهذا ينطوي على التطرق للموضوع وإخبار الأزواج كيف يؤثر هذا عليهم، هذا يتم بالهدوء والصدق واللباقة مع بعضهم البعض عندما يتحدثون معهم.

والدعوة إلى التخلص من أي ألعاب عاطفية أو حجج انتقامية أو لغة مؤذية أو سلوك عدواني سلبي، بعبارة أخرى إذا أردوا أن يعمل الحوار على تحسين علاقتهم وتقوية روابطها، فعليهم التخلي عن أي محاولات حاقدة لمعاقبة بعضهما البعض أو التنفيس عن غضبهما تجاه بعضهم البعض.

وتُجرى هذه المحادثة بين الأزواج ليس حتى يجعلونهم يشعرون بالذنب، ولكن حتى يتمكنوا من التغلب على المشكلة لكلا الزوجين، ولا يمكن أن يحدث هذا النوع من المحادثة إلا بين شخصين ناضجين بما يكفي لوضع المحاولات الصغيرة جانبًا لإيذاء بعضهما البعض.

وفي النهاية نستنتج أنه يجب أن يبقى شيء واحد في الذهن وهو أن كل واحد منا كفرد يجب أن يساهم بأفضل ما لديه في زواجه طوال الوقت، وبغض النظر عما يختاره الزوج وحتى لو اتبع أحد الزوجين هذا النهج، فسيكون لديهم الرضا الشخصي بمعرفة أنهم يحققون نصف دينهم بطريقة ترضي الله كثيرًا بالإضافة إلى بقائهم مصدرًا ثابتًا للنمو الإيجابي لعلاقتهم.


شارك المقالة: